توسع المسؤولون والخبراء
الإسرائيليون في الحديث عن تطورات الأحداث مع
سوريا في الساعات الأخيرة، بعد إسقاط الطائرة الحربية السورية المقاتلة، وتبعاتها على التوتر القائم أصلا في الجارة الشمالية لإسرائيل.
فقد ذكر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال عاموس يادلين، أن "ما حصل من إسقاط إسرائيل للطائرة هي رسالة واضحة مفادها أن على الطيارين السوريين أن يفهموا أمرا واضحا: متى يجتازون الحدود، فإنهم سيسقطون، لأن المسافة بين الإنذار باختراق جسم غريب للحدود الإسرائيلية وبين وصوله للهدف المراد لا تتجاوز ثواني معدودة".
وأضاف في مقابلة أجرتها صحيفة
معاريف، وترجمتها "
عربي21" أن "إسرائيل لديها سياسة واضحة مفادها أن أي طائرة سورية لن تحلق في أجوائها، وكل من يقترب من الحدود الإسرائيلية، ويخترقها، بالتأكيد فإنه سوف يسقط، هذا خط أحمر إسرائيلي، ولذلك لا أرى مشهدا دراميا فيما حصل، لأنه تطبيق لسياسة معلنة تقضي بأن أي طائرة، صغيرة كانت أو حربية، سوف تسقط في حال دخلت أجواءنا بدون تنسيق مسبق".
وأوضح يادلين، وهو أحد قادة سلاح الجو الإسرائيلي السابقين، أن "إسقاط الطائرة السورية يتزامن في ظل أن جبهة الجولان باتت حساسة وحرجة، وهناك تواجد روسي فيها، وإسرائيل لا تريد إسقاط طائرات روسية، وأعتقد أن المنظومة الدفاعية أدركت بعد تشخيصها أنها طائرة سورية، ولذلك تم إسقاطها".
وأشار أن "هناك أيضا تواجدا للإيرانيين وحزب الله وتنظيم الدولة، جميعهم استولوا على مناطق واسعة من الجولان التي كانت سابقا معقلا مهما تابعا للمعارضة السورية، واليوم بات أمام إسرائيل مهمة مواجهة تنظيم الدولة في مثلث الحدود القائم، ولذلك جاء إسقاط الطائرة السورية ضمن هذه السياسة".
وختم بالقول إن "الروس يتعاملون مع الوجود الإيراني في سوريا من الناحية الجغرافية على الأرض، وهناك أمور تقلق إسرائيل مثل الصواريخ المنصوبة في سوريا ولبنان بمديات 250 كيلومترا، وقادرة على استهداف إسرائيل، وإصابتها، وقد كان هناك نقاش مع الروس حول هذه المخاوف، لكن لا أظن أننا وصلنا لتفاهمات معهم، على كل الأحوال
روسيا ليست عدوا لنا، ولذلك يجري حوار معها".
البروفيسور يعكوب نيغال القائم السابق بأعمال رئيس المجلس الأمن القومي قال إن "ما حصل من إسقاط الطائرة السورية هو تحقيق لسياسة إسرائيلية لا تثق بالضمانات الدولية، ولا تساوم على مواقفها مما يجري في سوريا".
وأضاف ضمن تقرير نشرته صحيفة
معاريف، وترجمته "
عربي21" أن "إسقاط الطائرة السورية يرتبط بالنقاش الدائر مع الروس حول إبعاد التواجد الإيراني عن سوريا، وإسرائيل لن تكتفي بإبعاده مائة كيلومترا فقط عن حدودها، لأن البعد الجغرافي ليس له أهمية كثيرة عند الحديث عن حرب الصواريخ".
وأوضح أن "إسرائيل ليس لديها خيارات أخرى، وهي لا تستطيع قبول وجود قواعد ومقاتلين إيرانيين في سوريا، حتى ولو على بعد مائة كيلومتر، وبجانب إخراج القوات الإيرانية من سوريا، تطالب إسرائيل بإخراج السلاح الثقيل من سوريا ذاتها، وإغلاق المعابر الحدودية التي يتم من خلالها تهريب السلاح والوسائل القتالية، وهذه المواقف لا تنازل فيها من إسرائيل، والروس يفهمون ذلك جيدا، والطريقة الوحيدة لإقناعهم بإخراج إيران من سوريا هو الشرح والتوضيح لهم بأنه لن يكون هدوء واستقرار في الجارة الشمالية".
وختم بالقول إنه "فيما يتعلق بوجود ضمانات دولية للتواجد الإيراني في سوريا، فإن إسرائيل لديها تجربة طويلة مع هذه الضمانات، ولا تعترف بها، ولذلك يجب الحفاظ على حرية عملها داخل سوريا، وهذا محل اتفاق مع روسيا والولايات المتحدة، وقد أثبت حادث الأمس أن إسرائيل لديها منظومة دفاعية متعددة المراحل، وتقوم على أربعة أركان أساسية: الردع، الإنذار، الدفاع، والهجوم".