هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت وسائل إعلام عبرية عن خطة أعدتها حكومة بن يامين نتنياهو لحظر أنشطة تركيا في القدس المحتلة، تشمل منع أنشطة وفعاليات منظمات وجمعيات مقربة من الحكومة التركية.
وتزعم الحكومة الإسرائيلية تلقيها معلومات استخبارية مفادها أن الوكالة التركية للإغاثة (تيكا)، التي تعمل في عدد من المواقع حول العالم، بما في ذلك قطاع غزة والقدس، عقدت اجتماعات مع أعضاء الحركة الإسلامية في الداخل، وقدمت أموالا ومعلومات حساسة لحركة حماس.
وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن الحكومة تدرس عدة خيارات لتقييد أنشطة الوكالة التركية، بما فيها إلزامها بالحصول على الموافقة على جميع أنشطتها، فيما يجري خلال الأيام القليلة القادمة إجراء مزيد من البحث حول الخطة، "وضمان استيفائها لجميع المتطلبات القانونية والدولية؛ كي تكون جاهزة للتطبيق إذا لزم الأمر".
وأضافت القناة أن تركيا تسعى للحصول على موطئ قدم في القدس، وتركز على المسجد الأقصى من خلال الأموال التي تذهب إلى جمعيات معينة بهدف حماية الأقصى، وهي بذلك أخذت زمام المبادرة من الأردن، التي تحظى بوصاية على الأماكن المقدسة، من خلال ضخ ملايين الدولارات في القدس الشرقية، ما جعل أنقرة تحظى بدعم وتعاطف قوي من قبل أهالي القدس.
وفي تعليقه على الخطة الإسرائيلية التي تستهدف النشاط التركي في القدس، أكد المحامي المختص في شؤون مدينة القدس والمسجد الأقصى، خالد زبارقة، أن الاحتلال "يريد أن يقطع عن القدس كل من يساندها ويساند أهلها ويدعم صمودهم، ويستهدف كل ما يعرقل مخططاته التي تستهدف الهوية الإسلامية للقدس والأقصى".
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الاحتلال يرى في الدور التركي ذي السمات والهوية الإسلامية ما يعرقل مخططاته التي تستهدف القدس والأقصى"، مضيفا: "يريد الاحتلال أن يحكم السيطرة التامة على القدس والأقصى، ويتيح المجال للأنظمة العربية المتصهينة دورا ما مشبهوها في القدس المحتلة".
وأضاف زبارقة: "سلطات الاحتلال تضييق على النشاط التركي، وتحاول أن تفتح المجال للدور الإماراتي والسعودي المتصهين في القدس المحتلة".
من جانبه، أكد المدير السابق للوعظ والإرشاد في أوقاف القدس، الشيخ رائد دعنا، أن "إسرائيل تستهدف كل ما هو مقدسي، وكل من يريد إنعاش اقتصاد مدنية القدس، وتستهدف كل من يعمل لصالح صمود المقدسيين".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن هناك "حملة شعواء ضد مؤسسة تيكا، وضد أي عمل تقوم به تركيا في القدس، وهذا أمر جديد علينا نحن المقدسيين"، مؤكدا أن "الحكومة الإسرائيلية تحارب أي طرف يعمل في القدس، وذلك لأن الاحتلال يعمل على تهويد المدينة، وإخراج القدس من المعادلة ودائرة المفاوضات، وأن تصبح نسيا منسيا لكل فلسطيني وعربي ومسلم".
وحذر دعنا من خطورة "الحرب التي تشنها إسرائيل على القدس والمسجد الأقصى المبارك"، منوها بأن الاحتلال الإسرائيلي "يعمل على تغيير معالم المسجد الأقصى، واقتطاع ما يريدونه من تقسيم مكاني للمسجد، وهو ما كانوا ينشدون إليه منذ حدوث مشكلة البوابات الإلكترونية".
وأضاف: "نحن أهل القدس، ننظر للحرب الإسرائيلية ضد الدور التركي والمؤسسات التركية التي تعمل في القدس على تثبيت ودعم المقدسيين بعين الاعتبار والخطورة"، مضيفا: "لكن المقدسيين أثبتوا للقاصي والداني، أنهم لا تهزهم هذه الضربات والزلازل اليهودية ضد القدس وسكانها لتشتيتهم أو ترحليهم، سنبقى ولن نرحل".
يذكر أن سلطات الاحتلال اعتقلت مؤخرا من القدس المحتلة المواطنة التركية إيبرو أوزكان، ما اعتبره وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش، استهدافا إسرائيليا للأتراك الذين يزورون مدينة القدس المحتلة، وقال: "تل أبيب تتخذ خطوات ضد مواطنينا الذاهبين إلى القدس، وسنقوم بالرد على ذلك"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية.
وتوترت العلاقات التركية الإسرائيلية، عقب طرد أنقرة للسفير الإسرائيلي، وتوقيفه في مطار أنقرة وتفتيشه، على إثر المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة الشعبية في ذكرى النكبة، التي استشهد فيها نحو 63 فلسطينا، وأصيب أكثر من 220 آخرين بجروح مختلة، وهو ما دفع "تل أبيب" إلى طرد القنصل التركي بالقدس، واستدعاء السفير التركي وتوبيخه.
وكانت صحيفة هآرتس ذكرت أن "الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية طلبوا من إسرائيل الحد من نشاطات تركيا في شرق القدس؛ لأنها تزيد من نفوذها على حساب تلك الدول، ما يجعل منها طرفا مؤثرا ذا تأثير كبير في الأحياء الفلسطينية بشرقي المدينة المقدسة".
وقال أمير تيفون ويانيف كوفوفيتش، مراسلا الصحيفة اللذين أعدا التقرير، وترجمته "عربي21"، إن "أوساطا في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتعقب هذه النشاطات التركية بصورة فورية؛ للحد منها، وتقييد حريتها، وإن تلك العواصم؛ الرياض وعمان ورام الله، أعربت لتل أبيب عن خشيتها من أهداف التواجد التركي المتزايد؛ لأن من شأنها أن تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان فرصة تحقيق ما يسعى إليه من إشراف ووصاية على القدس في العالم الإسلامي".
اقرأ أيضا: هآرتس: دول عربية قلقة من زيادة النفوذ التركي بالقدس
وأضافت الصحيفة أن "الأحياء الفلسطينية العربية في شرقي القدس باتت خاضعة بصورة تدريجية للنفوذ والتأثير التركيين، ما يضع مصالح تلك الدول مع إسرائيل تحت الخطر الشديد، رغم أن أوساطا أمنية إسرائيلية أكدت أنها تراقب عن كثب الجهد الحثيث الذي تبذله أنقرة لزيادة نفوذها وتأثيرها في المدينة منذ ما يزيد على العام، وقد تجلى ذلك في الموازنات المالية للجمعيات الإسلامية التركية القريبة من الحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان".