اقتصاد دولي

تعرف على خسائر اليوم الأول للحرب التجارية.. روسيا تتدخل

موسكو فرضت رسوما جمركية إضافية على بعض الواردات من الولايات المتحدة ردا على تحرك أمريكي مماثل- جيتي
موسكو فرضت رسوما جمركية إضافية على بعض الواردات من الولايات المتحدة ردا على تحرك أمريكي مماثل- جيتي

بعد عدة شهور من التهديدات "الإعلامية" المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أطلقت واشنطن، اليوم الجمعة، الرصاصة الأولى في أكبر حرب تجارية يشهدها التاريخ الاقتصادي، بحسب وصف وزارة التجارة الصينية.


وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان لها اليوم الجمعة: "الولايات المتحدة انتهكت قواعد منظمة التجارة العالمية وبدأت أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي، بفرض رسوم الاستيراد بنسبة 25 في المئة على بعض السلع الصينية".


وبدأت ساعة الصفر في "الحرب التجارية" منتصف ليل الخميس/ الجمعة 6 يوليو/ تموز 2018، مع بدء فرض الدفعة الأولى من الرسوم الجمركية الأمريكية (34 مليار دولار) على 818 سلعة صينية، من بينها توربينات الغاز، وآلات تسييل الهواء والغاز، والأفران.


وأعلن البيت الأبيض، أنه يخطط لفرض الدفعة الثانية من الرسوم (16 مليار دولار) على نحو 300 سلعة، في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري.


وهدد الرئيس الأمريكي بفرض مزيد من الرسوم الجمركية، على سلع صينية أخرى قد تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار، أي ما يعادل تقريبا إجمالي واردات الولايات المتحدة من الصين في العام الماضي.


وفي المقابل، ردت إدارة الجمارك الصينية على الرسوم الأمريكية، بفرض رسوم جمركية صينية على واردات من الولايات المتحدة بقيمة 34 مليار دولار، تشمل السيارات والمنتجات الزراعية وسلعا أخرى، مؤكدة أن الرسوم الصينية دخلت حيز التنفيذ اليوم الساعة 04:01 بتوقيت غرينتش، وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

 

اقرأ أيضا: واشنطن تبدأ "حرب الرسوم الجمركية" على الصين وبكين ترد

وقال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، إن "الحرب التجارية ليست حلا أبدا، ولن يحقق أحد مكسبا من ورائها".


وتابع: "الصين لن تبدأ أبدا حربا تجارية. لكن إذا لجأ أي طرف لزيادة الرسوم، فسترد الصين بإجراءات لحماية مصالحها التنموية".


وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين أقامت دعوى بمنظمة التجارة الدولية ضد واشنطن بشأن فرض رسوم جمركية على الواردات.

 

وقع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قرارا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسب تتراوح بين 25 و40% على بعض الواردات من الولايات المتحدة

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أعرب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم، عن قلق موسكو من عواقب الحرب التجارية على قطاعات ملموسة من الاقتصاد العالمي.


وقال للصحفيين: "نتابع باهتمام شديد التدابير المتخذة في هذه الحرب التجارية"، مؤكدا أن روسيا ستتخذ التدابير الضرورية التي نصت عليها قواعد منظمة التجارة العالمية ومعاييرها، للدفاع عن مصالحها.

 

وبعد ساعات قليلة من تصريح المتحدث باسم الكرملين، وقع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قرارا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسب تتراوح بين 25 و40% على بعض الواردات من الولايات المتحدة ردا على تحرك مماثل من جانب الولايات المتحدة، بحسب ما أعلنت وزارة الاقتصاد الروسية.


وسيتم تطبيق الرسوم الجمركية الإضافية على واردات الألياف الضوئية والمعدات المستخدمة في بناء الطرق وقطاع النفط والغاز وتصنيع المعادن والتعدين، وفقا لبيان من وزارة الاقتصاد. 


ونقل البيان عن وزير الاقتصاد ماكسيم أورشكين قوله إن روسيا ستفرض رسوما جمركية على السلع التي لها بدائل محلية الصنع.

 

اقرأ أيضا: ميركل تهاجم سياسات ترامب وتهدده بـ"حرب تجارية"

ومن جانبها، غردت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلة: "التطورات المقلقة فيما يتعلق بتصعيد الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين مدمرة للاقتصاد العالمي بوضوح. الحروب التجارية سيئة وليس من السهل الفوز فيها".

 

 

 

انخفض مؤشر الدولار مقابل سلة تضم ست عملات

وحول الانعكاس المباشر على الأسواق العالمية، في اليوم الأول من بدء الحرب التجارية، أو حرب الرسوم الجمركية، كانت الاستجابة ضعيفة ومحدودة على أسواق العملات، وخاصة العملات الكبرى، حيث انخفض مؤشر الدولار مقابل سلة تضم ست عملات إلى 94.317 بعد أن هبط إلى 94.177 مسجلا أدنى مستوياته منذ 26 يونيو/حزيران في اليوم السابق.


وانخفض الدولار 0.1% مقابل الين الياباني مسجلا 110.56 ين للدولار، بينما ظل اليوان الصيني ضعيفا أمام الدولار، إذ انخفض 0.2% إلى 6.6506 يوان للدولار.


وساعد هبوط الدولار، مؤشر اليورو على الارتفاع إلى 1.1727 دولار، وهو أعلى مستوياته منذ 26 يونيو/حزيران، كما ارتفع الدولار الأسترالي 0.1% إلى 0.7405 دولار أمريكي. ولم يسجل الجنيه الاسترليني تغيرا يذكر عند 1.3224 دولار.


وفي أسواق المال، ساعدت بيانات وزارة العمل الأمريكية، بنمو الوظائف في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع خلال يونيو/حزيران، وهدأت البيانات القوية، التي أعلنتها الوزارة اليوم الجمعة، مخاوف المستثمرين بعض الشيء من تصاعد الحرب التجارية، وهو ما أدى إلى افتتاحية مستقرة لبورصة وول ستريت.

 

هبط المؤشر داو جونز الصناعي 4.27 نقاط

وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 4.27 نقاط، أو ما يعادل 0.02%، إلى 24352.47 نقطة. وارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 1.07 نقطة، أو ما يعادل 0.04%، إلى 2737.68 نقطة. وزاد المؤشر ناسداك المجمع 9.50 نقطة، أو 0.13%، إلى 7595.93 نقطة.


كما عزز من هدوء وتفاؤل المستثمرين تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يتفقان على سحب رسوم جمركية على السيارات المستوردة.


وبحسب وزارة العمل الأمريكية، فإن عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية زاد 213 ألف وظيفة الشهر الماضي. وجرت مراجعة بيانات أبريل/نيسان ومايو/أيار لتظهر رقما يزيد بمقدار 37 ألف وظيفة عن القراءة المعلنة في السابق.


وارتفع معدل البطالة في يونيو/حزيران إلى 4% من أدنى مستوى في 18 عاما البالغ 3.8%، حيث انضم المزيد من الناس إلى سوق العمل في إشارة على الثقة في سوق العمل.

 

انخفضت أسهم شركات السيارات في السوق الأوروبي والقطاعات المرتبطة بالنزاع التجاري

وعلى صعيد متصل، تجاهلت الأسهم الأوروبية "حرب الرسوم الجمركية"، وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا 0.2%، فيما زاد المؤشر داكس الألماني الزاخر بشركات التصدير 0.3%.

وفي المقابل انخفضت أسهم شركات السيارات في السوق الأوروبي والقطاعات المرتبطة بالنزاع التجاري، المتعلقة بالسلع الأولية، مما يشير إلى أن المستثمرين عازفون عن شراء الأصول المرتفعة المخاطر بالسوق في الوقت الحالي.

وسجلت أسهم إنمارسات البريطانية أسوأ أداء في السوق وهبطت ثمانية بالمئة بعد أن رفضت عرض استحواذ من إيكوستار.

وقفزت أسهم ألتيس أوروبا 3.7% مع عودة تكهنات بشأن اندماجات محتملة في قطاع الاتصالات الفرنسي ومع إعلان شركة بويج الفرنسية العملاقة عن استعدادها لاستغلال الفرص لتعزيز نشاطها بقطاع الاتصالات.

وارتفعت أسهم تيسن كروب الألمانية 2.4% بعد عرض رئيسها التنفيذي مغادرة منصبه استجابة لضغوط متزايدة من مستثمرين لإجراء إعادة هيكلة أكثر شمولا للمجموعة.

 

المخاطر المتوقعة حال توسع الحرب

 

ومن جانبه، علق وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري الأسبق، حاتم صالح، على بدء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قائلا: "كانت شبحا ثم أصبحت واقعا".


وأضاف صالح عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إذا كنت تعيش بعيدا عن هاتين الدولتين فربما تظن أنك فى مأمن من تأثيرات هذه الحرب و لكن هذا ليس صحيحا"، مؤكدا أن هذه الأزمات عادة ما تولد مخاطر كبيرة و فرص كبيرة أيضا، -بحسب بقوله-.


وأشار إلى أن المخاطر المتوقعة، حال توسع الحرب، تتمثل في "انهيار اتفاقية التجارة الحرة و العودة إلى عهود الاتفاقيات البينية، إلى جانب موجة تضخم حادة قد تضرب أسواق العالم بسبب فرض هذه الرسوم و عدم استعداد الأسواق لذلك، فضلا عن تباطوء حركة التجارة العالمية وتباطوء نمو اقتصاديات الدول وما يستتبع ذلك من آثار سلبية، وكذلك انخفاض عوائد الشركات الكبرى نتيجة انخفاض حركة التجارة العالمية و هو ما سيظهر نتائج أداء سلبية فى الشهور القادمة، قد تؤدي إلى أزمة مالية عالمية جديدة، ربما أسوأ من أزمة الرهن العقارى التى حدثت فى 2008".

 

التعليقات (1)
putin is a war criminal
الأحد، 08-07-2018 12:00 ص
تهنئة للشعب التشبيحي الروسي الذي ليست لديه اخلاق ولاضمير بالخسارة المشينة أمام بلد صغير ولكنه لديه شعب بأخلاق متحضرة وإنسانية وعقبال بوتين ان يفطص مجرم الحرب القذر

خبر عاجل