أكدت مصادر إعلامية
كردية إجبار وحدات الحماية الكردية النازحين الأكراد على الانضمام إلى المليشيات
الشيعية المتمركزة في بلدتي "
نبل والزهراء" الشيعتين بريف حلب الشمالي.
وأوضحت المصادر نقلا
عن سياسي كردي معارض لحزب الاتحاد الديمقراطي (pyd)، ويدعى شاهين أحمد، أن الوحدات بعد أن منعت
النازحين الذين غادروا عفرين إبان انتهاء عملية "غصن الزيتون" من العودة
إلى منازلهم، تقوم بالتغرير بالشباب، وتدفعهم إلى التطوع في المليشيات الشيعية تحت
ذريعة الاستعداد لعمل عسكري معاكس في عفرين.
وبحسب أحمد، فإن عشرات
العائلات الكردية النازحة تم استقبالها في معاهد التشييع في
إيران، وذلك بهدف
تحويلهم إلى المذهب الشيعي، على أمل أن يتحولوا إلى قاعدة شعبية لطهران في المنطقة.
وفي السياق ذاته، كشف
القيادي عن مساع إيرانية لتشكيل مليشيات موالية لها تحت مسمى "لواء إدلب
وعفرين".
وتعليقا على ذلك، أكد
مصدر مطلع من عفرين صحة هذه الأنباء، مبينا لـ"
عربي21"، أن العشرات من
الشبان الأكراد النازحين من عفرين قد انتسبوا فعلا للمليشيات الموالية لإيران
النشطة في المنطقة.
وأضاف المصدر، طالبا
عدم الكشف عن اسمه، أن الوحدات أجبرت الشبان على التطوع بعد أن وضعتهم أمام
خيارين، إما الالتحاق بالخدمة الإلزامية، أو التطوع في المليشيات التي ستقاتل
لاستعادة عفرين، حسب زعمهم.
كما أشار إلى حالة من
الاستياء ما بين الأهالي، نتيجة خوفهم على أبنائهم بعد أن تحولوا إلى طرف في صراع
لا شأن لهم فيه، كما قال.
وفي هذا الصدد، اتهم
المصدر "الوحدات" بالزج بالشباب الكرد في صراعات طائفية، المستفيد منها
إيران، داعيا الأهالي إلى سحب أبنائهم من المليشيات والعودة إلى منازلهم
وممتلكاتهم في عفرين.
من جانبه، لفت نائب
"رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، إلى العلاقة القديمة التي تجمع إيران بـ"حزب العمال
الكردستاني" (بي كا كا)، قائلا لـ"
عربي21": إن "علاقتهما ليست
جديدة فقد كانت طهران على علم ودراية بتدريب قائد الحزب عبدالله أوجلان في
سوريا
خلال الثمانينيات من القرن الماضي، وباركت هذا التبني من خلال حليفها النظام
السوري".
وبحسب الماضي، فإن
إيران بدأت منذ سنوات بالتعامل مع العمال الكردستاني بشكل مباشر، وهي التي ساهمت
بتمويل عملياته الإرهابية داخل الأراضي التركية، وهذا ما جعل العلاقة تتوتر بين
تركيا وإيران أكثر من مرة.
وأكد أنه "بعد أن
أعيد تأهيل العمال الكردستاني من قبل النظام السوري في بداية الثورة فيما يسمى
بوحدات حماية الشعب لمساندة النظام في مواجهة الشعب السوري الثائر في حلب والجزيرة
ازداد الدعم الإيراني لهذا الحزب".
وأشار الماضي، إلى
تنسيق الوحدات مع الحشد الشعبي العراقي الذي تقوده إيران في سنجار ودير الزور.
وأنهى بالإشارة إلى
وجود قادة من الطائفة العلوية في صفوف العمال الكردستاني، مبينا أن "أغلب
قادة هذا الحزب هم من العلوية لهذا إيران تستخدم هذه الورقة ضد كردستان وضد تركيا
وقت الحاجة".
يذكر أن الآلاف من
سكان مدينة عفرين، كانوا قد نزحوا إلى مناطق سيطرة قوات النظام في مدينتي نبل والزهراء، وذلك عقب العملية
العسكرية التي أطلقتها فصائل المعارضة والجيش التركي ضد وحدات الحماية الكردية.