اقتصاد دولي

ما هي ضمانات استمرار اتفاق ترامب وكيم؟.. خبراء يجيبون

 الاتفاق سيساعد في تقليل التوتر بشبه الجزيرة الكورية وخلق أجواء إيجابية في جنوب شرق آسيا والصين- جيتي
الاتفاق سيساعد في تقليل التوتر بشبه الجزيرة الكورية وخلق أجواء إيجابية في جنوب شرق آسيا والصين- جيتي

تفاعلت الأسواق العالمية بشكل إيجابي مع نتائج القمة التاريخية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ،التي عقدت أمس الثلاثاء، في سنغافورة.. لكن يبقى السؤال إلى أي مدى يمكن استمرار الأسواق في هذا التفاعل الإيجابي؟ وما هي ضمانات بقائه؟

 

خبراء ومحللون اقتصاديون قالوا لـ "عربي21" إن التفاعل الإيجابي الذي تشهده الأسواق العالمية على خلفية قمة سنغافورة، مرتبط استمراره بالقدرة على تنفيذ الاتفاق المبدئي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.


وفي الوقت الذي تباينت فيه ردود الأفعال الدولية السياسية، على نتائج القمة، بين مرحب ومتحفظ ومراقب، حققت أسواق المال الآسيوية مكاسب كبيرة، فيما ارتفعت أسعار الدولار لأعلى مستوى له في 3 أسابيع، وكذلك ارتفعت أسعار النفط مصحوبة بإشادة ترامب بالنتائج الإيجابية للقمة.


ووقع الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي وثيقة شاملة تلت القمة التاريخية التي جمعتهما في سنغافورة، تعهدا فيها بإقامة علاقات جديدة بين بلديهما، بالإضافة إلى تغطية أهم الملفات المتعلقة بتعهد كيم نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، وبتوفير ضمانات أمنية لكوريا الشمالية.


وانعكاسا لحالة التفاؤل بأن قمة ترامب وكيم ستفتح الباب أمام نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية في نهاية المطاف، ارتفع مؤشربورصة طوكيو للأوراق المالية، الثلاثاء، إلى أعلى مستوى له منذ 22 مايو أيار، وسجل مؤشر نيكي 22878.35 نقطة، وصعد المؤشر تبوكس الأوسع نطاقا 0.3% ليصل إلى 1792.82 نقطة.
وواصل المؤشر الياباني ارتفاعه لليوم الثاني على التوالي، وصعد مؤشر نيكي 0.38% ووصل إلى 22966 نقطة، كما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.42% عند مستوى 1800 نقطة.


وزادت العملة الأمريكية إلى 110.495 ين مسجلة أعلى مستوياتها منذ 23 مايو أيار، وارتفع المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.25% إلى 93.789.

 

اقرأ أيضا: الذهب يتراجع مع صعود الدولار بعد اجتماع ترامب وكيم

وكذلك ارتفعت أسعار النفط بموازاة الأسواق العالمية والدولار، الثلاثاء، لكن مؤشرات على تنامي إنتاج كبار المنتجين روسيا والولايات المتحدة والسعودية كبحت مكاسب الأسعار.


وكانت العقود الآجلة لخام برنت عند 76.55 دولار للبرميل مرتفعة تسعة سنتات بما يعادل 0.1% عن إغلاقها السابق، وسجلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 66.24 دولار بزيادة 14 سنتا أو 0.2%.


وحول مدى استمرار التفاعل الإيجابي بالأسواق العالمية وخاصة اليابانية بنتائج قمة سنغافورة، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة السوربون في باريس، كميل ساري، في تصريحات لـ "عربي21": "هذا التفاعل سيبقى مستمرا، طالما استمر الاتفاق".


وأضاف: "ليس من مصلحة ترامب ولا كيم التراجع عن هذا الاتفاق، فكلاهما مستفيدان من استمراره، حتى وإن كان الاتفاق غير ملزم لكوريا الشمالية بنزع سلاحها النووي على المدى القريب"، لافتا إلى أن نزع كوريا لسلاحها النووي قد يستغرق عشر سنوات وفقا لتقديرات خبراء نوويين، ولا يمكن تدميره في عام أو عامين.


وتابع: "ترامب حتى وإن تم إعادة انتخابه مره ثانيه، فلن يبقى في السلطة لحين استكمال بنود هذا الاتفاق ونزع السلاح النووي لكوريا الشمالية"، مضيفا أن الفيصل في بقاء هذا الاتفاق هو المصلحة المشتركة للطرفين.


وأشار ساري، إلى أن كوريا الشمالية تحاول من خلال هذا الاتفاق كسب ثقة العالم وتأمل الرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية ضدها، متوقعا أن تسعى كوريا الشمالية خلال الفترة المقبلة إلى عقد اتفاقيات اقتصادية مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية، مرتكزة في ذلك على ضمان عد التصعيد الأمريكي.

 

اقرأ أيضا: موسكو تعلق على قمة سنغافورة: من الخطأ التسلح بالأمل

وفي تعقيبه على نتائج الاتفاق، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "من الخطأ التسلح بالأمل في التوصل لحلول لمشاكل تعود لفترة طويلة خلال ساعة"مضيفا: "مهما كانت النتائج من لقاءات مماثلة، فإنها تتيح تهدئة التوتر في شبه الجزيرة الكورية وهذا يبعث على الارتياح، ولا يمكننا سوى الترحيب بانعقاد مثل هذا اللقاء وببدء حوار مباشر".


وأوضح الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، هو اتفاق مبدئي لبدء حوار مباشر حول القضايا الصعبة والشائكة بين الجانبين، سيعقبه فوائد اقتصادية للكوريتين الشمالية والجنوبية من ناحية والولايات المتحدة من ناحية أخرى، خاصة بعد إعلان ترامب وقف المناورات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية، والتي كانت تمثل عبئا كبيرا على ميزانية الدفاع الأمريكية.


وتوقع في تصريحات لـ "عربي21" أن يساعد هذا الاتفاق في تقليل التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وخلق أجواء إيجابية في جنوب شرق آسيا والصين، مضيفا: "هذا الاتفاق مهم جدا لكل من كوريا الجنوبية واليابان والصين، وستكون روسيا التي تستفيد من التوتر في المنطقة وإشغال أمريكا بالملف النووي الكوري هي الخاسر الأكبر -بحسب قوله-".


وأشار إسماعيل، إلى أن إيران تراقب باهتمام نتائج هذه القمة، مؤكدا أنها "ليست سعيدة بهذا الاتفاق، وأصدرت تحذيرات لكوريا الشمالية بعدم الوثوق في ترامب".

التعليقات (0)