توقف الباحث الأمريكي الشهير سايمون
هندرسون عند تشكيل ما عرف بـ"مجلس التنسيق السعودي
الإماراتي".
وقال هندرسون، وهو مدير برنامج الخليج وسياسات الطاقة في معهد واشنطن، في مقال نشره بموقع المعهد إن "هذه المنظمة هي وليدة أفكار وليي عهد
السعودية والإمارات القويين الأمير محمد بن سلمان والأمير محمد بن زايد".
وأشار مباشرة إلى مقترح من أحد الأشخاص يتمتع بسرعة البديهة وخفة الدم، من على موقع "تويتر" بتسمية المجلس (مو-مو-كو-كو)،"Mo-Mo-Co-Co"، مضيفا أن "من المؤكد أن هناك وقعا مميزا لهذا الاسم. ويبقى السؤال المطروح: ماذا سيكون الاختصار الرسمي، وما الذي سيردده الناس؟".
ويرى الباحث أن "المجلس الجديد قد يكون بمثابة المسمار الأخير في نعش "مجلس التعاون الخليجي" الذي تأسس في عام 1981 كآلية لحماية الدول العربية المحافظة في الخليج العربي من التورط في "حرب الخليج الأولى" بين العراق وإيران، والتي نشبت في العام الذي سبق التأسيس واستمرت حتى عام 1988".
وأوضح الباحث أن دول "مجلس التعاون الخليجي" أصبحت "تعاني من ضغوط شديدة بسبب الخلاف الخليجي المستمر منذ عام بين قطر والدول المجاورة، أي السعودية والإمارات والبحرين - وجميعها دول حليفة للولايات المتحدة - إلى جانب مصر غير الخليجية". وتساءل: "هل أصبح هذا الانقسام، الذي بقيت فيه الكويت وسلطنة عمان على الحياد، دائما؟ وماذا سيمثّل زوال "مجلس التعاون الخليجي" بالنسبة إلى إيران التي هي قلق واشنطن الرئيسي في المنطقة، من حيث برنامج طهران النووي وبرنامجها الصاروخي وتدخلها في سوريا ولبنان واليمن والعراق؟".
وكحكم مبدئي، يضيف الباحث: "يبدو أن مجلس التنسيق الجديد يعكس الصداقة المقربة بين الأميرين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد التي تطورت منذ أن تمت مبايعة والد الأمير محمد بن سلمان ملكاً للسعودية في كانون الثاني/يناير 2015. لكن يبدو أن العاهل السعودي يعتمد وجهة نظر عربية أكثر قومية لدور المملكة الإقليمي وقيادتها للعالم الإسلامي".
وأشار الباحث إلى ما ذكرته صحيفة "عرب نيوز" السعودية التي تصدر باللغة الإنجليزية حول أن "المجلس يهدف إلى تعزيز المكانة السعودية-الإماراتية على الصعيد العالمي في عدد من المجالات، من بينها الاقتصاد والشؤون السياسية والتنمية البشرية والأمن، بالإضافة إلى ضمان رفاه المواطنين وسعادتهم". وأشار إلى ما ذكرته "وكالة الأنباء السعودية" الرسمية من "أن رؤية الأميرين تُعرف باسم "استراتيجية العزم"، وتعطي مهلة أمدها خمسة أعوام لتنفيذ برنامج يضم ما لا يقل عن 44 مجال تعاون، من بينها تصنيع الأسلحة والتنسيق العسكري".
وذهب هندرسون إلى أن "من المفترض أن تجذب هذه الإشارة الأخيرة انتباه القطريين و"البنتاغون"، الذين ما زالوا يخشون هجوما عسكريا سعوديا و/أو إماراتيا مباشرا ضد قطر، حيث سَيَمر الطريق البري المباشر لغزو ناقلات الجنود المدرعة بالقرب من قاعدة "العديد" الجوية التي تستضيف وحدة مشاة "الجناح الجوي التابع للقوات الجوية الأمريكية" و10 آلاف فرد من المجندين الأمريكيين المنتمين إلى هذا الجناح".
وكشف الباحث أنه "عندما قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بزيارة الرياض في نيسان/أبريل، استخدم مراسل صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي كان على متن طائرته عبارة "طفح الكيل" لوصف وجهة النظر الأمريكية في ما يتعلق بالخلاف القطري. إلا أن مصادر متعددة أخبرت كاتب هذه السطور بأنه لم يتم ذكر قطر إطلاقا حتى في عشاء العمل الذي عقده لاحقا بومبيو مع الأمير محمد بن سلمان. ومن المفترض أن موضوع النقاش دار حول إيران".
وينتهي هندرسون إلى القول إنه "في حين من الصعب التكهن بالأحداث المستقبلية، إلّا أنه بإمكان المرء أن يكون على يقين إلى حد كبير في الوقت الحالي بأن شيئا واحدا على الأقل لن يحدث، وهو اللقاء المؤجل والمزمع إجراؤه، وفقا للجدول الحالي، في أيلول/سبتمبر لزعماء دول الخليج مع الرئيس ترامب ضمن قمة دول "مجلس التعاون الخليجي" في كامب ديفيد. ويحدو الأمل في أن تُسفر هذه القمة إلى حل الخلاف الخليجي أو على الأقل تحوّله إلى مشكلة يسهل التعامل معها".