كيف نتعامل مع أطفالنا عند استلامهم الشهادات المدرسية؟
عربي21- حسين عيسى11-Jun-1812:14 AM
0
شارك
على الأهل مناقشة أسباب نجاح أو فشل طفلهم، ومحاولة تلافي نقاط الضعف التي تسببت في تراجع علاماته- خبر ترك
نشرت صحيفة "خبر
ترك" التركية تقريرا استعرضت فيه الطرق السليمة للتعامل مع الأطفال عند
استلامهم الشهادات المدرسية، بناء على نصائح أخصائيين في علم النفس.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن
حصول الطالب على علامات متوسطة أو سيئة لا يعني أن الطفل ليس ناجحا، لأن الأعداد
لا تعكس جميع قدرات الطالب. وتجدر الإشارة إلى أن تفوق الطالب في الدراسة وتحصيل
علامات ممتازة، ليس شرطا لأن يكون ناجحا في حياته، والعكس صحيح بالنسبة للطالب الذي
كانت درجاته متدنية.
وحسب الخبراء في هذا
المجال، فإن أهم عامل بالنسبة لمسألة النتائج المدرسية هو أن يتقبل الأهل طفلهم
مهما كان تقييمه، سواء كان ناجحا في دروسه أو أخفق في ذلك. وعموما، يجب على الأهل
تقبل القدرات التي يتحلى بها طفلهم، وأن يشعروه بأنهم يحترمونه ويقدرونه. في
المقابل، إن شعور الطفل بعدم الأمان والقلق سيجعله يتخذ أساليب ملتوية مثل الكذب
وتزوير تقرير كشف الأعداد.
ونقلت الصحيفة عن أخصائية
علم نفس الأطفال، الدكتورة بتول مظلوم أن موضوع استلام النتائج المدرسية من قبل
الأهل، يمثل اختبارا حقيقيا بالنسبة لهم. وذكرت الأخصائية عدة نصائح متعلقة بكيفية
تعامل الأهل مع هذه المسألة. ففي المقام الأول، يجب على الأهل ألا يقارنوا الطفل
بإخوته أو أقارنه أو أحد أقاربه، لأنه لكل طفل ما يميزه عن الآخرين.
ونصحت الأخصائية أهالي
الطلبة بضرورة الاهتمام بأبنائهم وإظهار مدى حبهم لهم مهما كانت نتائجهم المدرسية.
وفي هذا السياق، ينبغي أن يقضي الأهل أوقاتا كافية خلال عطلة الصيف مع الأطفال،
ويحثوهم على ممارسة الأنشطة الترفيهية مثل الرياضة والموسيقى والرسم.
وحذرت الأخصائية الآباء
من استخدام أساليب منفرة مع الأطفال، مع الحرص على انتقاء الكلمات عند التواصل.
ويجدر بالأهل تفادي نبرة الصوت العالية، واعتماد كلمات التودد والمحبة مع الطفل،
ومحاولة تفهم وضعه وسبب حصوله على علامات متدنية. إلى جانب ذلك، لا بد من تجنب
العنف المعنوي والجسدي أو العقاب.
وأضافت الأخصائية أنه على
الأهل عدم تحميل أطفالهم مسؤولية فشلهم الدراسي، ومساءلة أنفسهم عن سبب ذلك؟ فهل
كانوا يتابعونهم جيدا ويهتمون بهم؟ وهل كانوا يقضون أوقاتا كافية معهم ويصغون إلى
مشاكلهم، ويقدمون النصح لهم؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي، ففي هذه الحالة لا يجب أن
ينتظر الوالدان نتائج طيبة من طفل لم يحظ بالتأطير والمتابعة الكافية.
ونصحت الأخصائية أهالي
الطلبة بتجنب الإفراط في مكافأة أطفالهم إذا كانوا من الناجحين، لأنّ هذا يساوي في
خطورته خطورة العنف الجسدي والمعنوي الذي يمكن أن يسلط على الطفل غير المتفوق وغير
الناجح. في المقابل، يجب أن يشدد الأهل على ضرورة استمرار الطفل في تقديم النتائج المدرسية نفسها، ويبذل الجهد نفسه في قادم السنوات، مع الحرص على تقديم الدعم
المعنوي له والإشادة بنتائجه.
ونقلت الصحيفة عن أخصائية
علم النفس والأطفال، الدكتورة سيناء سيفري، أنه يجب على الآباء تجنب استخدام
الألفاظ المحبطة والسلبية، مثل "أنت غبي، أنت كسول، فوضوي، بلا عقل.."؛ لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على نفسية الطفل.
وأكدت الأخصائية أن
دور الأهل أساسي في تقديم الدعم المعنوي لطفلهم، ويمكن أن تكون له انعكاسات مباشرة
على علاماته ونتائجه المدرسية. وفي حال فشل الطفل على الصعيد الدراسي، فيجب على
الوالدين عدم إلقاء كامل المسؤولية على عاتقه، لأن الشهادة مجرد مؤشر لأداء الطالب
وليست مقياسا فعليا لكل قدراته ومواهبه.
وأشارت الأخصائية سيناء
إلى أن موضوع مكافأة الطلبة المتفوقين، لا يقل خطورة عن موضوع تأنيب وعقاب الطلبة
غير الناجحين. لذلك على أهالي الطلبة المتفوقين أن يكتفوا بمديح أبنائهم والثناء
على نجاحهم وتفوقهم، وعدم الإفراط في مكافأتهم، حتى يتعود الطفل على صعوبات النجاح
والتفوق.
وانتقدت الأخصائية
الأسلوب الذي تتوخاه بعض المدارس، الذي يتمثل في توزيع الشهادات المدرسية أمام
جميع الطلبة، أو الكشف عن معدلات وعلامات الطلبة في الفصل الدراسي، مؤكدة أنه
أسلوب خاطئ. خلافا لذلك، يجب أن تسلم الشهادات والعلامات للطالب نفسه دون الكشف عن
تفاصيلها لغيره من الطلبة أو لغير أهله مراعاة لخصوصيته ومشاعره.
وأضافت الأخصائية أن على
الأهل مناقشة أسباب نجاح أو فشل طفلهم، ومحاولة تلافي نقاط الضعف التي تسببت في
تراجع علاماته، وتعزيز النقاط الإيجابية لمساعدته على تخطي الصعوبات التي قد يعاني
منها خلال مشواره الدراسي.