نشر موقع "
نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن
إيران التي أدرجت المسائل المتعلقة بالأزمة
اليمنية في المفاوضات الجارية مع الدول الأوروبية المشاركة في خطة العمل المشتركة الشاملة على غرار بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن قرار إدراج الأزمة اليمنية ضمن جدول أعمال المفاوضات مع الدول الأوروبية الأربع، جاء نتيجة المشاكل التي يعاني منها الشعب اليمني والمعاناة التي يتخبط فيها، وذلك وفقا لما أعلن عنه نائب وزير الخارجية الإيراني عباس أراغشي.
ونقلا عن وكالة رويترز، أكد الممثلون الأوروبيون، الذين شاركوا في المحادثات، أن المفاوضات المتعلقة بالقضية اليمنية شهدت تقدما كبيرا وتسير في الاتجاه الصحيح، لا سيما بعدما عرضت طهران خدماتها على الأوروبيين من أجل بدء المفاوضات مع الحوثيين.
وأضاف الموقع أن تصريح الممثلين الأوروبيين جاء على خلفية انسحاب واشنطن أحادي الجانب من الصفقة
النووية الإيرانية، حيث أعلن قادة المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا التزامهم بخطة العمل الشاملة المشتركة. ومن جانبه، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عن نيته في الوفاء بالالتزامات التي سبق وتعهد بها. في المقابل، دعم خصوم إيران الإقليميين؛ المملكة العربية السعودية، وإسرائيل، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتمثل في إلغاء الصفقة النووية، وإبرام اتفاق جديد يخدم المصالح الأمريكية بدرجة كبيرة.
وذكر الموقع أن المملكة العربية السعودية، اتهمت طهران في العديد من المناسبات بتقديم الدعم المالي والعسكري للحوثيين. وبدورها، تدعي طهران أن الرياض هي المذنبة الرئيسية في الأزمة الإنسانية التي عصفت باليمن. وخدمة لأهداف سياسية، نفت طهران في العديد من المناسبات، الاتهامات الموجهة ضدها، والمتعلقة بتقديم الدعم العسكري للحوثيين. في المقابل، اعترفت بتقديم خدمات استشارية لحلفائها في اليمن.
ونقلا عن الخبير الروسي، يوري ليامين، لا توجد صلة مباشرة بين القضية اليمنية وخطة العمل الشاملة المشتركة. ومع ذلك، يمكن مناقشة الأزمة في جميع الأماكن التي يتواجد فيها دبلوماسيو الدول المعنية بالأمر.
وبين الموقع، وفقا لليامين، أن رغبة طهران في مناقشة المسألة يعزى إلى حقيقة وصول قوات التحالف العربي، التي تحارب الحوثيين، إلى ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن؛ وهو الميناء الرئيسي الذي لا يزال تحت سيطرة الحوثيين. علاوة على ذلك، يعتقد الخبير الروسي، أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها، بما في ذلك الولايات المتحدة، تبالغ في تقييم نفوذ طهران على الحوثيين.
وأورد الموقع نقلا عن الخبير العسكري أن "الحوثيين اكتسبوا شعبية بين قبائل الشيعة الزيدية كحركة سياسية يمنية بحتة في شمال اليمن، وذلك ما دفع بالسلطات الإيرانية لتسليط الضوء عليهم، وإيلائهم الاهتمام بعد ذلك. ومع ذلك، اعتمد الحوثيون بدرجة أولى على قواتهم وحلفائهم داخل اليمن ذاتها". إلى جانب ذلك، تعد قدرة إيران على تقديم المساعدة للحوثيين جد محدودة، لا سيما في ظل الحصار المفروض من طرف التحالف على الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك بحسب ليامين.
وذكر الموقع أن ربط ودمج مسألة تسوية الأزمة اليمنية بخطة العمل الشاملة المشتركة، مسألة غير واضحة ويشوبها الغموض، وذلك بحسب ما توصل إليه مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، كيريل سيمينوف. في الوقت ذاته، يعتقد الخبير أن إيران تغازل الأوروبيين عبر هذه الخطوة، حيث صرح قائلا: "من جهة، تحاول طهران منح الاتحاد الأوروبي فرصة لعب دور رئيسي في اليمن. ومن جهة أخرى، ومراعاة لموقف المواليين الأوروبيين للحوثيين، تحاول طهران إبقاء الحوثيين قوى سياسية رائدة في اليمن من خلال إشراك الأوروبيين في هذا المسار".
والجدير بالذكر أن الوضع العسكري الصعب للحوثيين في اليمن يؤثر على مسار عملية السلام. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب سيمينوف، تحاول طهران في الوقت الراهن تعزيز نفوذها على الحوثيين من خلال المشاركة في عملية التسوية اليمنية.
وفي الختام، نقل الموقع تصريحات سيمينوف الذي أشار إلى موقف إيران التي كانت في البداية ضد استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن. أما اليوم، فقد أصبحت طهران ترغب في ترويضهم والحفاظ عليهم واستخدامهم كورقة نفوذ في المجال السياسي اليمني، كما هو الحال مع حزب الله في لبنان.