حقوق وحريات

لهذه الأسباب يكثف السيسي الاعتقالات بحق النخب المعارضة

طالت الحملة الأمنية الأخيرة عددا من السياسيين المعارضين المصريين- أ ف ب
طالت الحملة الأمنية الأخيرة عددا من السياسيين المعارضين المصريين- أ ف ب

كشفت حملة الاعتقالات الأخيرة في مصر، المستمرة منذ بدء الإعلان عن الانتخابات الرئاسية، قبل عدة أشهر وحتى الآن، عن وجود مخطط أمني يستهدف غالبية النخب السياسية المعارضة بالداخل؛ خاصة تلك التي لها نشاط صحفي على المواقع الإلكترونية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "تويتر".

واتهم سياسيون وحقوقيون في تصريحات لـ"عربي21" نظام السيسي بأنه يسعى لإتخاذ حزمة إجراءات اقتصادية وسياسية موجعة ضد المصريين، ولا يريد أن يعترضها أو ينتقدها أحد من هؤلاء الذين شملتهم حملة الاعتقالات قبل أيام من أدائه اليمين الدستورية لفترة ثانية حتى 2022.

 

اقرأ أيضا: ماذا وراء اعتقال الناشطين والمدونين بمصر ودوافع النظام؟

وطالت الحملة الأمنية الخيرة عددا من السياسيين المعارضين كان آخرهم مسؤول لجنة الشباب في جملة السيسي الانتخابية 2014 السابق، والمعارض الحالي، حازم عبدالعظيم، وسبقه إلى نفس المصير المدون الشهير وائل عباس، والسياسي الاشتراكي هيثم محمدين، والسياسي الليبرالي شادي الغزالي حرب، والناشط السياسي الساخر شادي أبو زيد، وآخرون.

الهدف من الاعتقالات

السياسي والحقوقي، عمرو عبدالهادي ، قال لـ"عربي21": "إن النظام لديه هدفان من حملة الاعتقالات، أولها، الانتقام ممن شارك في الثورة وآمن بها وحتى من حلم بها، الهدف الثاني وأد أي تحرك قد ينتج عنه انفجار شعبي نتيجة التدهور الاقتصادي الذي يمر به الشعب المصري".

كما رأى أنها خطوة استباقية لاحتواء أي رد فعل على زيادات الأسعار من جهة، أو أي اتفاقات أخرى تتعلق بأمن وأرض المصريين، قائلا: "نظام السيسي يتخوف من رد فعل الشارع على زيادة الأسعار الجديدة نزولا عند شروط صندوق النقد الدولي، وأمور أخرى".

مضيفا أن "رغبة الانتقام هي الواضحة الآن لدى النظام؛ فهو لا يريد أي شخص ينطق بالحق، وهناك تحرك أمني قبل رفع الدعم سريعا وعلى مراحل متقاربة، ووجود كل من يتحدث عن هذه الأمور أو ينتقدها هو خطر على السيسي و نظامه غير المستقر إلى الآن".

ماذا يدبر السيسي

أعربت الناشطة السياسية، غادة نجيب، عن قلقها من استعداد السيسي لإعلان حزمة قرارات اقتصادية مؤلمة بحق الشعب المصري البسيط، قائلة: "إن السيسي على وشك إصدار مجموعة قرارت اقتصادية مفجعة للمصريين، ولا يريد أن ينتقدها أحد أو يعارضه فيها أحد".

 

اقرأ ايضا: شخصيات مصرية معارضة تدين حملة اعتقال شرسة ضد النشطاء

وأضافت في تصريحات لـ"عربي21": "ولذلك الكل يعلم أن هذه الأسماء التي تم اعتقالها على اختلاف توجهاتها كانت تفضح وتكشف حقيقة تلك الإجراءات للجميع وهو ما لا يريده هذا السيسي؛ ولذلك سعى لتكميم الأصوات المعارضة أولا".

مشيرة إلى أن "اختيار هذه الشخوص والقبض على هيثم محمدين وشادي أبو زيد وشادي الغزالي ووائل عباس وأخيرا حازم عبدالعظيم، كان له تأثير واضح فى قطاع لا بأس به من الشباب، وهم "ترندات" على وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" ، لافتة إلى أن "السيسي يريد أن يكون هناك صوت واحد فقط هو صوته وصوت إعلامه حتى يتم ما بدأه".

الثور الأبيض

فيما اتهم عضو الجبهة الوطنية المصرية، أحمد البقري، بمحاولة إرهاب الشارع المصري قبل فترة رئاسته الثانية، بدلا من أن يعطيهم أملا في الحرية والعدالة، قائلا: "إنه نظام فاشي، توحد على قمع كل من ينادي بالكرامة والحرية، وإرهاب الشباب واعتقالهم هو قضاء على الحاضر والمستقبل".

مضيفا لـ"عربي21" أن "السيسي قالها بوضوح لو تركت المظاهرات أو الناس تعبر عن رأيها سوف يسقط النظام؛ وبالتالي يعمل السيسي على قمع كل من يعارضه حتى وصل به الأمر إلى قمع أنصاره السابقين".

 

اقرأ أيضا: حملة للتضامن مع حازم عبد العظيم بعد اعتقاله

ورأى أن استمرار حملة الاعتقالات في صفوف المعارضة بالداخل دليل على أن "النظام يعلم أن الشعب قد كشف خداعه وتضليله؛ وبالتالي يريد خنق الجميع وهو مايحدث الآن"، مشيرا إلى أن "رسالة النظام للشباب ليس أمامكم إلا طريق العنف ومن يحاول التعبير عن رأيه حتى بمجرد "تويتة" أو "بوست" سوف يعتقل وبرمى في السجون ولا عزاء لأحد".

وعلق النائب البرلماني السابق، والمعارض السياسي، ثروت نافع، على صفحته على وسيلة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ساخرا بالقول: "هل يعلم وكيل النائب العام الفارق بين الخبر والرأي؟ حبس السياسيين بتهمة "نشر أخبار كاذبه" لأنهم عرضوا آراءهم، هو إهانه أخرى للقضاء. اعتقلوهم عسكرياً أفضل، وأنقذوا ماء وجه آخر مؤسسة يمكن أن تجعلكم شبه دوله، بدلاً من مليشيات مسلحة".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل