قال
الرئيس ترامب الاثنين: "تتعرض مرشحتي لمنصب مدير "سي آي ايه" التي
تحظى باحترام كبير جينا هاسبل للهجوم لأنها كانت قاسية مع الإرهابيين".
وأضاف: "فكروا في ذلك هذه أوقات خطيرة ولدينا الشخص الأكثر كفاءة وهي امرأة يريد
الديموقراطيون استبعادها لأنها كانت قاسية جدا على الإرهاب".
وأدارت
جينا هاسبل التي عملت طويلا في خدمة "سي آي ايه" السرية وتشغل حاليا
منصب نائبة مديرها، وحدة الاستجواب السري التابعة للوكالة في تايلاند بعد اعتداءات
11 ايلول/سبتمبر 2001.
ووفق
تقارير عدة، تم التحقيق بقسوة مع شخصين يشتبه بانتمائهما إلى تنظيم القاعدة هما
أبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري وجرى ضربهما بالجدران وتنفيذ عدة عمليات إيهام
بالغرق بحقهما في تايلاند عام 2002.
وذكرت تقارير أن هاسبل
تورطت في تخلص "سي آي ايه" من التسجيلات المصورة التي وثقت عمليات
الاستجواب.
ومن
المقرر أن يجري أعضاء لجنة
الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأربعاء جلسة استماع إلى
افادة هاسبل ومن شأن مجريات هذه الجلسة أن تؤثر لاحقا على تصويت المجلس في جلسة
عامة.
ورغم
وجود أغلبية جمهورية في مجلس الشيوخ إلا أن خسارة بعض الأصوات ستؤدي لعدم المصادقة
على تعيينها في المنصب الجديد.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قالت الأحد إن هاسبل ستسحب ترشيحها خشية التعرض
لمساءلة صعبة أمام مجلس الشيوخ تلحق الضرر بسمعتها وسمعة الجهاز.
ولفتت
إلى ممارسة ترامب ضغوطا على هاسبل من أجل الاستمرار في الترشح وقال إنه سيدعم وجود
أول امرأة على رأس وكالة الاستخبارات
المركزية.
وتابع
ترامب هذه الأزمة من تكساس التي زارها الجمعة. وأكد أنه سيدعم أول امرأة تعين على
رأس وكالة الاستخبارات المركزية.
ويبدو
ان القلق الذي يواكب جلسة المصادقة على تعيين هاسبل مرتبط بوثائق غير مسبوقة تظهر أن
المسؤولة التي أمضت أكثر من ثلاثين عاما في السي آي ايه تعاملت مع برنامج
الاستجوابات القاسية بحماسة بالغة.
وطالب
السناتور الجمهوري جون ماكين الذي تعرض بنفسه للتعذيب حين كان سجين حرب في فيتنام،
بأن تلتزم هاسبل "من دون تحفظ" احترام التشريع الحالي الذي يحظر اللجوء إلى
التعذيب في مراكز الاعتقال الأميركية.
ووجه
اربعة اعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ هم كامالا هاريس ودايان فينستين ورون
وايدن ومارتن هينريش، الاثنين رسالة إلى مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس يطالبون
فيها برفع السرية عن كل الوثائق المتعلقة بدور هاسبل في برامج الاستجواب لدى السي
آي ايه، على أن يتم ذلك قبل الأربعاء.
ومنذ
2016، أدلى ترامب بتصريحات متناقضة حول التعذيب، مؤكدا أنه يؤيده شخصيا لكنه لن
يسمح بالعودة إليه إلا بعد اخذ رأي وزير الدفاع جيم ماتيس الذي يعارض ذلك.
واعتبرت
المنظمة الأميركية للدفاع عن الحقوق الأساسية الاثنين أن "التعذيب الذي أشرفت
عليه جينا هاسبل لم ينفع في حمايتنا. لقد دمر سمعة أميركا. إنه يمثل في تاريخنا
فصلا غير لائق شكل انتهاكا للقوانين والرئيس ترامب يحاول أن يعيدنا إلى الوراء".