هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول جنرال إسرائيلي سابق مسيرات العودة في قطاع غزة المتواصلة منذ نهاية آذار/مارس الماضي، وحذر من تحولها إلى نموذج ينسحب إلى باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وفي مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، يرى الجنرال غرشون هاكوهين أن المسيرات الفلسطينية على طول حدود قطاع غزة "حولت هذه المنطقة إلى ساحة معركة، وعملت على إيصال خطط الانفصال عن الفلسطينيين إلى الانهيار الكامل، بعد أن روج لها كبار الساسة الإسرائيليين من إيهود باراك، وحاييم رامون، وتسيفي ليفني".
"تهديد ديموغرافي"
وأضاف أن "المصدر الأساسي لأفكار الانفصال عن الفلسطينيين نبعت من التهديد الديموغرافي، بزعم أننا إن لم ننفصل عنهم فسوف نفقد الأغلبية اليهودية، ولكن من الناحية العملية منذ يناير 1996 مع إلغاء الإدارة المدنية الإسرائيلية في مناطق أ و ب في الضفة الغربية، فقد انتهت عمليا السيطرة الإسرائيلية على غالبية الفلسطينيين في باقي المناطق الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة".
وأشار هاكوهين، الذي شارك في معظم الحروب الإسرائيلية منذ العالم 1973، إلى أنه في فترة لاحقة "بدأ الحديث الإسرائيلي عن الانفصال عن الفلسطينيين من خلال الجدران الأمنية لتقليل فرص الاحتكاك بين الجانبين، كي تبدأ مرحلة المصالحة التاريخية بين الشعبين والاستقرار، وقد وعدنا أصحاب هذه النظريات بأنه في حال حصول أي زعزعة لهذا الاستقرار فإن الجيش الإسرائيلي لديه الحلول المناسبة العملياتية، والمشروعية الكاملة لاستعادة هذا الاستقرار المفقود".
وأكد أنه "منذ الانفصال الإسرائيلي عن قطاع غزة في صيف 2005، حصل تطوران مهمان، حيث دأب المسلحون الفلسطينيون على وضع عبوات ناسفة على طول الجدار الفاصل، وحفر الأنفاق، وإطلاق نيران القناصة باتجاه المناطق الإسرائيلية، ما تطلب من الجيش اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الحدود".
ولفت هاكوهين، وهو أحد الجنرالات المشرفين على تنفيذ "خطة الانسحاب من غزة عام 2005" إلى أنه "بين حربي الرصاص المصبوب 2008 وعمود السحاب 2012، تم الاتفاق على منع وصول المزارعين الفلسطينيين لهذه المنطقة الحدودية الساخنة".
واستدرك قائلا: "لكن حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار بالقاهرة عام 2012 تقدمت بطلبين: الأول توسيع منطقة الصيد البحري للصيادين غربا، وإلغاء المنطقة العازلة الأمنية قرب الجدار الحدودي شرقا، مع أن المطلب الأول يضع صعوبات على سلاح البحرية الإسرائيلية لمنع تهريب أسلحة لحماس عبر البحر، والمطلب الثاني يزيد من التهديدات الأمنية على الجانب الإسرائيلي من الجدار".
"مؤشر خطير"
وأضاف الباحث بمركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية: "تم قبول مطالب حماس رغم مخاطرها الأمنية، وباتت منطقة الجدار الحدودي مع قطاع غزة أمنية خطيرة ذات تهديد جدي، وتقيدت حرية حركة الجنود والمستوطنين بصورة فعالة في الجانب الإسرائيلي منه".
وتابع: "رغم أن هناك جدارا أمنيا تقنيا أقامته إسرائيل على طول الحدود مع القطاع، لكن الفلسطينيين أوجدوا له حلولا التفافية للاستمرار في تهديدها، وكل من كان يعدنا بالتخلص من تهديدات الفلسطينيين بعد الانفصال عنهم، ومنح الجيش مشروعية في الرد على أي تهديد يأتي من طرفهم، سيكتشف فورا أن هذه مزاعم تحيط بها شكوك كبيرة".
وختم الجنرال الإسرائيلي مقاله بالقول: "ما يحصل في غزة اليوم من مسيرات مؤشر خطير على ما قد تشهده الضفة الغربية والقدس من انسحابات متوقعة في إطار أي حل سياسي دائم مع الفلسطينيين، حيث سيتم فصل الأحياء العربية عن اليهودية في القدس بجدران حدودية، ولذلك يجب النظر لمسيرات غزة الحدودية على أنها مؤشر قد يتكرر مستقبلا في القدس أو بعض مناطق الضفة الغربية، فهل يمكن لإسرائيل التكيف مع هذا الواقع الصعب؟".