هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يمر الذكاء الاصطناعي بمرحلة متطورة من التوسع، وهذا ليس فقط لأن أجهزة الحاسوب حققت وعيا شبيها بالإنسان، ولكن بسبب التقدم في التعلم الآلي، حيث إن أجهزة الحاسوب تتعلم من قواعد البيانات الضخمة كيفية تصنيف البيانات الجديدة، مثل الشبكات العصبية التي تعلمت كيفية التعرف على الوجوه البشرية. والذكاء الاصطناعي يساعد في عمل تخطيط لصدى القلب للتنبؤ بأمراض القلب وغيرها من التطبيقات.
وتقول صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن أحد الأنشطة التي تبدو في الوقت الحالي بعيدة عن الذكاء الاصطناعي هي الإنسانية، تنظيم المساعدة لمجموعة من البشر الذين تأذوا بسبب أزمة حرب أو مجاعة أو غيرها من الكوارث. لكن المنظمات الإنسانية الآن تحاول تبني الذكاء الاصطناعي، لأنه يبدو أن الذكاء الاصطناعي قادر على الإجابة عن أسئلة في صميم الإنسانية، مثل: من يجب أن ننقذ أولا؟ وكيف نكون فعالين على نطاق واسع؟
وتضيف أن الذكاء الاصطناعي له صدى قوي مع الأنماط الحالية للتفكير والعمل الإنساني ولا سيما في مبادى الحياد والعموم، فهو غير متحيز ويقدم المعونة بغض النظر عن تفاصيل الوضع الحالي.
وتشير إلى أن طريقة التعلم الآلي تستهلك بيانات كبير والتوقعات الناتجة تشير حتما إلى ضخامة التحدي الإنساني لتقديم استجابة مستنده إلى البيانات.
وقالت إن الذكاء الاصطناعي هو ببساطة تصغير رياضي، "هل تتذكر كيف كنت في المدرسة ترسم خطا مستقيما خلال مجموعة من النقاط، مع مراعاة اختيار الخط الذي يقلل الاختلاف بشكل عام؟ هذا تماما ما يفعله التعلم الآلي بالنسبة للأنماط المعقدة وبالتالي تصبح النتيجة نموذجا يمكن تطبيقه على البيانات للتنبؤ بالنتيجة".
واشارت إلى أن "هذه البيانات تعمل من خلال خوارزميات التعلم الآلي وبالتالي فإن المعادلات لا تهم إذا كانت الأرقام والبيانات تمثل مبيعات أمازون أو ضحايا زلزال. إن التعلم الآلي ليس فقط مجرد طريقة بل فلسفة مادية حيث يتم من خلالها فهم الحسابات المجردة للوصول إلى الحقيقة التي ينظر إليها على أنها متفوقة على الإدارك الحسي للإدراك العادي".
ومن المعروف أن التعلم الآلي يمكن أن ينشر التمييز والتحيز وذلك لأنه يتعلم من البيانات الاجتماعية التي غالبا ما تكون متحيزة، ولذلك فإن المؤسسات الإنسانية عليها أن تكون أكثر حذرا من غيرها لضمان توفير جميع الضمانات الممكنة ضد البيانات المتحيزة.
وقالت الصحيفة إنه ربما ينبغي لنا أن نشعر بالقلق بشكل خاص إزاء هذه النزعات لأنه على الرغم من نواياها الحسنة إلا أن الممارسات الإنسانية غالبا ما تظهر نوعا من النزعات الاستعمارية.
وخلصت إلى أن الذكاء الإصطناعي الإنساني هو آلية استعمارية جديدة تعمل بدلا من السيطرة المباشرة. كما هو الحال فإن التعلم الآلي أو ما يسمى بالذكاء الاصطناعي لن يكون نوعا من الخلاص للإنسانية، بل إنه بدلا من ذلك سيعمق الاستعمار الحديث والليبرالية الجديدة للمؤسسات الإنسانية من خلال تشويه الخوارزميات.
وكشفت أنه لا يوجد شيء اسمه النظام المغلق، فتأثير التعلم الآلي مرهون بشروط ويمكن تغييرها، وهذا أمر مهم بالنسبة للذكاء الاصطناعي الإنساني بشكل عام.