هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى الوضع الذي وصلت إليه أحزاب المعارضة التركية قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنّ أحزاب المعارضة تتجه إلى دخول الانتخابات الرئاسية بشكل منفصل. في الوقت ذاته، من المنتظر أنْ تتفق على دخول الانتخابات البرلمانية على شكل تحالف يضم المعارضة بكافة أطيافها.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ أحزاب المعارضة قد فشلت في الوصول إلى الاتفاق حول مرشح رئاسي موحد، وهو ما دفعها لإيجاد بدائل سريعة على ضوء هذا الإخفاق. ويتمثل البديل الأنسب في توحيد صفوف المعارضة لدخول الانتخابات البرلمانية بهدف الحصول على الأغلبية.
وأضافت الصحيفة أنّ رؤساء الأحزاب الأربعة، أي حزب الشعب الجمهوري، وحزب السعادة، وحزب الخير، وحزب الديمقراطية قد اتفقوا على دخول الانتخابات البرلمانية ضمن تحالف موحد. ومن المتوقع أنْ يتم الإعلان عن هذا التحالف خلال الساعات القليلة القادمة.
وأكدت الصحيفة أنّ الأحزاب المذكورة آنفا ستدخل الانتخابات الرئاسية كل على حدة، حيث سيترشح ممثل عن حزب السعادة، وممثل عن حزب الشعب الجمهوري، ورئيسة حزب الخير. وفي حال استطاع أحدهم الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ستعمل المعارضة بأسرها على دعم هذا المرشح بغض النظر عن الحزب الذي يمثله.
اقرا أيضا : المعارضة التركية تؤجل مؤتمر إعلان تحالفها للانتخابات المبكرة
وأوردت الصحيفة أنّ هذا التنافس على مستوى الانتخابات الرئاسية في صفوف المعارضة، وانقسام أصوات الأحزاب بين مختلف ممثليها في مواجهة أردوغان، سيسهم في إضعاف فرصة وصول أحد المرشحين إلى الجولة الانتخابية الثانية. فضلا عن ذلك، سيعزز هذا الأمر من فرص أردوغان في أن يحسم الانتخابات من الجولة الأولى، والحصول على نسبة تصويت تفوق 50 بالمائة.
ونوهت الصحيفة إلى أنّ تحالف المعارضة في الانتخابات البرلمانية يأتي في مواجهة تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. وستدخل المعارضة هذه الانتخابات، لبلوغ هدف رئيسي ألا هو الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان.
وأوضحت الصحيفة أنّ شكل التحالف بين أحزاب المعارضة يتجلى من خلال دعم المرشح الذي يحظى بشعبية واسعة في مختلف الولايات، بغض النظر عن حزبه.
ومن المتوقع أن يدخل حزب الديمقراطية ضمن قوائم هذه الأحزاب التي تشكل التحالف. وعلى الرغم من ذلك تشير التوقعات إلى أن مجمل الأصوات التي من الممكن أن يحظى بها هذا التحالف لن تتجاوز 26 بالمائة.
وأحالت الصحيفة إلى أنّ كلا من ميرال أكشينار، رئيسة حزب الخير، وتمل كرم الله أوغلو، رئيس حزب السعادة، قد تقدما بطلب رسمي للترشح للانتخابات الرئاسية.
من جهتها، صرحت أكشينار أنها تقدمت بطلب الترشح إلى المجلس الأعلى للانتخابات، على أمل أن تحظى بثقة الشعب لتولي هذه المهمة والمسؤولية الكبيرة.
وبيّنت الصحيفة أنّ أربعة أسماء تقدمت للترشح في الانتخابات الرئاسية من بين المرشحين الذين يحتاجون إلى 100 ألف توقيع لقبول طلباتهم، ألا وهي ميرال أكشينار رئيسة حزب الخير، وتمل كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة، بالإضافة إلى دوغو برينتشك رئيس حزب الوطن، ووجدت أوز رئيس حزب العدالة. ومن المفترض أن يتم جمع كل التواقيع في الفترة الممتدة بين 4-9 من هذا الشهر.
وذكرت الصحيفة أنّ جنان كافتانجي أوغلو، رئيسة حزب الشعب الجمهوري، عن بلدية إسطنبول قد وصفت رئيس حزب السعادة بأنه قاتل. وقد اتهمت كافتانجي أوغلو تمل كرم الله أوغلو بالتسبب في مقتل 35 شخصا في حادثة الحريق التي جرت في سيواس سنة 2012.
ونقلت الصحيفة عن بكر بوزداغ، أنّ التحالف بين أحزاب المعارضة التركية، يُشبه الزواج الإجباري، حيث أكرهوا على فعل ذلك. ففي الواقع، لا يوجد أي حافز أو دافع يحرك هذه الأحزاب، وإنما كل ما يجمعهم هو العداء الذي يكنونه لأردوغان والرغبة في مواجهته. بالتالي، يمكن أن يطلق عليه "تحالف الكره والبغض والحقد".
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن المعارضة التركية ستدخل الانتخابات الرئاسية وهي مشتتة، بينما ستحاول لملمة أوراقها لدخول الانتخابات البرلمانية تحت سقف تحالف موحد.