سياسة عربية

لماذا تستمر القمم العربية بإدانة إيران.. هل حققت شيئا؟

القمة العربية في ظهران دعت إيران إلى الكف عن دعم الميليشيات في سوريا واليمن- تويتر
القمة العربية في ظهران دعت إيران إلى الكف عن دعم الميليشيات في سوريا واليمن- تويتر

دأبت بيانات القمم العربية الأخيرة، على إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، داعية إلى الكف عن دعم المليشيات وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية، الأمر الذي يلقى استخفافا وتقليلا لتلك البيانات من الجانب الإيراني.


ولعل السؤال الأبرز الذي تثيره الإدانات، هل حققت شيئا ملموسا على أرض الواقع؟ أم أنها ديباجة ثابتة موجهة للشعوب العربية والدول الغربية، أكثر من أنها تثبيت موقف تتبعها خطوات عملية لإنهاء تلك "تدخلات الإيرانية".


المحلل السياسي العراقي الدكتور أمير الساعدي، قال إن "العرب لم يستجمعوا حتى الآن نظام جامعة عربية يمكن أن يوحد قرار هذه الأمة تجاه قضاياهم الرئيسة سواء القضية الفلسطينية، أو جزر محتلة وخلافات إقليمية، لأن كل يعزف على ليلى كرسيه".


وتساءل في حديث لـ"عربي21" عن "سبب عدم التقارب مع دول إقليمية تجمعها مشتركات تاريخية ودينية وجيوسياسية، وخصوصا أن وزير خارجية إيران أعلن في وقت سابق أن بلاده: ليس لديها مشكلة مذهبية مع السعودية، وإنما مصالح قد تتقاطع".

 

اقرأ أيضا: صحيفة مصرية تهاجم تركيا ببيان مفبرك للقمة العربية (صورة)

وأشار الساعدي إلى أن "كل الأنظمة العربية تحاول أن تهادن إسرائيل، لكن لا تتقارب مع هذه الدولة التي تربطها فيها مصالح، وكانت إحدى الدول الخليجية تفتح موانئها بتجارة مفتوحة مع إيران حيث كانت عليها عقوبات رغم الخلاف السياسي.


وأردف أن "ما يرد في بيانات القمة العربية هي مواقف سياسية لا يمكن إغفالها، فهناك طرف يدين وآخر يرفض، لكن هذه البيانات هي محاولة لإزالة الحرج أمام الجمهور العربي والمسلم، لكسب ود الفاعل الدولي سواء كان أمريكا أو روسيا أو أوروبا التي تتكسب من وراء هذا الخلاف".


ورأى الساعدي أن "بيانات القمم هذه تخاطب الرأي العام الداخلي، كي تبرر حجم الأسلحة المستوردة من الغرب بأموال كبيرة تؤخذ من الشعوب، بداعي أن إيران تهدد الأمن العربي وتحتل الجزر، بدلا من التفاهم معها والوصول إلى مشتركات".


لكن الكاتب السعودي، خالد السليمان قال في مقال له بصحيفة "عكاظ" السعودية إن "اللافت في قمة الظهران أن محور التحدي هذه المرة ليس إسرائيل، بل إيران التي تجاوزت إسرائيل في خطرها على العالم العربي وتمدد هيمنتها، واستهداف أعمالها العسكرية عدة دول عربية".


وأضاف أنه "إذا كانت إسرائيل قد فرضت واقع وجودها بفضل قوتها ودعم العالم الغربي لها، فإن إيران فرضت واقع هيمنتها بفضل ضعف تضامن الدول العربية في التصدي لها، وتراخي مواقف معظم الحكومات العربية ضد تدخلاتها في شؤون جيرانها، والصمت على تأسيس ميليشياتها المسلحة في العراق ولبنان وسورية واليمن".


وأردف السليمان: "أستطيع القول إن السعودية وحدها تصدت للتوسع الإيراني، وتنبهت لأخطار المشروع الإيراني، ورفعت راية الدفاع عن الوطن العربي، وهذا موقف سيحفظه التاريخ للسعودية، وسيدرك العرب قيمته عندما ينجلي غبار أحداث المنطقة".

 

اقرأ أيضا: صحيفة سعودية: قمة الظهران.. سلام مع إسرائيل وحرب مع إيران

وبحسب قوله، فإن "قمة الظهران تضع العرب أمام مسؤولية تاريخية ومفصلية تجاه المشروع الإيراني العدائي الذي لم يعد حبرا على ورق أو عملا سريا، بل بات واقعا في العديد من الدول العربية تنفذه طهران في العلن".


وكان البيان الختامي للقمة العربية الـ29 في ظهران السعودية أدان أمس الأحد، تعرض السعودية لهجمات صاروخية من جماعة الحوثي اليمنية التي قال إنها تابعة لإيران، داعية المجتمع الدولي إلى تشديد العقوبات على "إيران ومليشياتها".


ورفض بيان القمة: "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وندين المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وما تقوم به من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية".


وطالبت القمة العربية إيران بـ"سحب ميليشياتها وعناصرها المسلحة التابعة لها من كافة الدول العربية وبالأخص سوريا واليمن"، متهمة إيران بـ"دعم الإرهاب عبر أذرعها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا".


وأكد البيان "سيادة دول الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى) ونؤيد جميع الإجراءات التي تتخذها لاستعادة سيادتها عليها، وندعو إيران إلى الاستجابة لمبادرة الإمارات لإيجاد حل سلمي".


وفي المقابل، ردت الخارجية الإيرانية، الاثنين، على البيان الختامي للقمة العربية المنعقدة في مدينة الظهران السعودية، بوصفها بأنها مزاعم وأكاذيب فارغة وعقيمة ضد إيران.

 

اقرأ أيضا: القمة العربية تختتم أعمالها.. وهذه مقرراتها (بيان ختامي)

وقال المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي إن ما ورد بالبيان "قلب للحقائق التاريخية الدامغة مازالت تستنفد الطاقات والقدرات الكامنة للدول العربية والإسلامية لخروج المنطقة من الأزمات، في طريق توجيه الاتهامات وبذل المحاولات الاستنزافية والباطلة".


وقبل ذلك، علق علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، على اجتماعات القمة العربية الـ29 في مدينة الظهران، شرقي السعودية، بحضور ممثلي 21 دولة عربية.


ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن ولايتي قوله إن "هكذا مؤتمرات التي تنعقد بضغط من الحكومة السّعودية تفتقر لأي مصداقية من النّاحية السياسية والدّولية".


ورأى ولايتي أن اجتماع القمة العربية "لا أهمية له"، مشيرا إلى أن نتيجة هذا الاجتماع، الذي سيخرج ببيان نهائي دوّنته حكومة "متزلزلة لا قيمة لها".

التعليقات (0)