هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بثت قناة الجزيرة تحقيقا استقصائيا حول التحول الكبير الذي طرأ على السعودية، والذي سرّع في وصول ولي العهد محمد بن سلمان.
وتحت عنوان "بين تطرّفين"، تناولت "الجزيرة" كيف عمدت الرياض إلى دعم الجماعات الجهادية منذ العام 1979، عبر تصديرها إلى مناطق الصراعات في أفغانستان والبوسنة، قبل أن تنقلب تلك الجماعات عليها، ويحدث الصراع الكبير.
وعبر الوثائقي، صرح الدبلوماسي الأمريكي السابق، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، جيفري جيمس، بأن دعم السعودية لـ"المتطرفين" والتحول نحو "الصحوة"، جاء لقطع الطريق على أي محاولة لقلب نظام الحكم من قبل التيار الوهابي، المدعوم من قبل علماء بارزين حينها، والذي مثله جهيمان العتيبي صاحب المحاولة الفاشلة لاحتلال الحرم المكي.
وأضاف جيمس، أن إعلان السعودية ما يعرف بـ"الصحوة" جاء أيضا كرد على المشروع الشيعي المتطرف الذي برز في إيران في العام ذاته، بعد الثورة التي أطاحت بحكم الشاه، بقيادة الخميني.
وسلط التحقيق الضوء على أبرز الوجوه الإعلامية السعودية حاليا، والتي كانت تعتبر من رموز "التطرف"، وعلى رأسهم مدير قناة العربية، تركي الدخيل، والإعلاميون العاملون في مركز "المسبار" بأبو ظبي، منصور النقيدان، ومشاري الذايدي، وعبد الله بن بجاد.
وانتمى هؤلاء الثلاثة إلى جماعة عرفت بـ"إخوان بريدة"، أو "إخوان من أطاع الله"، وكانوا يعملون على حرق محلات التسجيلات، وتكفير الحكومة السعودية، وضباط الجيش والشرطة، وزارهم في مقرهم المنظر الجهادي الأردني "أبو محمد المقدسي"، قبل أن يُسجن أحدهم، ويفر اثنان خارج المملكة عقب تفجيرات حدثت في الرياض مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وبعد العفو الملكي، تحوّل تركي الدخيل والكتاب الثلاثة إلى تطرف من نوع آخر، إذ حملوا لواء الليبرالية، وأضحوا ألد خصوم الإسلاميين، رغم تصريحهم المتكرر بأنهم كانوا "متطرفين" إلى أبعد حد.
والدخيل والكتاب الثلاثة، بعضهم كان قد شارك في القتال بأفغانستان، والبعض الآخر تمنى "الجهاد" فيها، بحسب ما صرح مدير العربية الحالي.
اللافت في تحقيق الجزيرة، هو الكشف عن تصدير تركي الدخيل ليصبح "عراب" مشروع التحول الجديد بقيادة ابن سلمان، وبدعم إماراتي من مقره في دبي حيث يقيم منذ نحو 12 عاما، إذ كشفت ملفات أفصح عنها معد ومقدم الوثائقي، تامر المسحال، تلقي تركي الدخيل أموالا طائلة من قبل جهات إماراتية رسمية.
وأظهرت وثائق أن تركي الدخيل بات يمتلك عقارات في باريس، ولندن، تقدر بملايين الدولارات، إضافة إلى وثائق أخرى تظهر تلقيه أموالا من وزير الخارجية عبد الله بن زايد، وتلقي أموال بالملايين من مكتب محمد بن زايد لصرف رواتب ونفقات مركز "المسبار".
وخلص التحقيق، الذي اعتمد على آراء أكاديميين سعوديين وغيرهم، أبرزهم جمال خاشقجي، ومضاوي الرشيد، إلى أن الإمارات تقود حملة التغيير في السعودية.
وعلقت مضاوي الرشيد ساخرة من تصريحات ابن سلمان الأخيرة التي أعلن بها أنه يسعى لإعادة السعودية إلى ما قبل العام 1979: "يريد أن يقنعنا أن السعودية قبل 1979 كانت سويسرا أو القاهرة وأن النساء كان وضعهن أفضل"، مضيفة أن كل ما جرى بعد ذلك العام هو أن "السعودية ازدادت تطرفا" بقصد مجاراة التيار المتشدد حينها خوفا من انقلابه على السلطة.
وفي نهاية التحقيق، بثت "الجزيرة"، تسريبا من محادثة مجموعة "واتساب" نسبت رسالة فيها إلى داود الشريان، الذي عين مؤخرا رئيسا لهيئة الإذاعة والتلفزيون، يتهم فيها الدخيل وغيره دون تسميتهم بالتبعية التامة للإمارات، وبيع أنفسهم لها مقابل الأموال الطائلة.
اقرأ أيضا: داعية تونسي: الكعبة محتلة.. وفتاوى السعودية دمّرت الأمة