هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصاعدت ممارسات "وحدات حماية الشعب" الكردية ضد السكان العرب في مناطق عدة تسيطر عليها في شمال شرقي سوريا، وذلك منذ سيطرة فصائل المعارضة السورية إلى جانب القوات التركية على مدينة عفرين في شمالي حلب، وفق ما أكده ناشطون لـ"عربي21".
وأفاد مدير موقع "الخابور" المحلي، إبراهيم الحبش بأن الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "PYD" داهمت بلدة أم كهيف التابعة لناحية تل حميس في محافظة الحسكة، حيث هددت سكانها بالتهجير إلى منطقة جرابلس في ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة فصائل الجيش الحر.
وأضاف لـ"عربي21"، أن دورية عسكرية مؤلفة من عناصر مليشيا "PYD" داهمت القرية، واعتقلت العشرات من أهلها، في حين هددت البقية بالتهجير إلى مدينة جرابلس، بحجة تعاون أبناء القرية مع فصائل الجيش السوري الحر الذي يتعاون مع القوات التركية في عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين شمالي حلب.
اقرأ أيضا: الوحدات الكردية تجبر نازحين عرب على مغادرة منازلهم بالحسكة
وأفاد أهالي بأن وحدات حماية الشعب الكردية كانت قد طلبت قبل أيام من العائلات العربية النازحة المقيمة في مدينة رأس العين في ريف الحسكة إخلاء المنازل، من أجل إسكان عائلات مناصري هذه القوات القادمين من مدينة عفرين.
واستغرب نائب رئيس الهيئة السياسية للتحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة، محمود الماضي، أنه رغم كل الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا البيدا بحق القرى العربية في ريف القامشلي والحسكة من مجازر وتهجير وحرق وتجريف منذ عام 2014، التي وثّقت من قبل منظّمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، مازالت تمارس انتهاكاتها بحقّ المدنيين في مناطق سيطرتها دون حسيب أو رقيب.
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن اعتقال مدنيين وإبلاغ السكان بالتّرحيل والنّفي إلى منطقة سيطرة الجيش الحرّ بتهمة مشاركة المهجّرين في معركة غصن الزيتون "دليل على تخبط هذه المليشيا إزاء التّطورات الميدانيّة ضدّها، ما جعلها تصبّ جام غضبها على المدنيين هناك، تحسبا لأي توتّر قد يحصل في الداخل".
وقال: "لا غريب أن تقدم هذه المليشيا على ارتكاب مجازر بحق أهالي المنطقة كردة فعل على ما تتعرض له من تهديد بعمليات مرتقبة للجيش الحر بمساندة تركيا".
يشار إلى أن الأهالي من الحسكة اتهموا وحدات حماية الشعب الكردية بـ"ارتكاب انتهاكات بحق عشرات الآلاف من المواطنين العرب في محافظة الحسكة السورية، وشملت الانتهاكات استخدام المدنيين دروعا بشرية، وإحراق القرى، وارتكاب مجازر، وتهجيرا قسريا".