معهد واشنطن: ما هدف ابن سلمان من تشبيه خامنئي بهتلر؟

قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن تشبيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي بـ"هتلر" خلال مقابلة مع شبكة "سي بي أس" الأمريكية مساء الأحد كانت رسالة للولايات المتحدة لتذكيرها بالماضي.

وأوضح مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بالمعهد الباحث سايمون هندرسون أن تشبيه خامنئي بهتلر يعبر عن طريقة تفكير ولي العهد بأن إيران "الشيعية" خطر على العالم الإسلامي "السني" بقيادة السعودية وهي محاولة لتذكير الولايات المتحدة بأنها لم تفهم خطر هتلر في ذلك الحين واليوم أيضا لا تقدر خطر إيران الفعلي.

ولفت هندرسون في مقال نشر على موقع المعهد إلى أن السؤال الذي ورد في المقابلة بشأن حاجة السعودية إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران وتجاهل احتمالية طلب هذه المظلة من الولايات المتحدة قابلته إجابة من ابن سلمان بأن المملكة لا تريد سلاحا نوويا وستبحث عنه لو طورت طهران قنبلة بأنه "مغاير للواقع فالرياض تريد شراء مفاعلات نووية".

وأضاف "يريد اتحاد من الشركات الأمريكية بقيادة "وستنغهاوس" أن يتمّ اختياره كمزوّد لها. كما ترغب الرياض في امتلاك تكنولوجيات التخصيب وإعادة المعالجة، وهما الطريقتان المستخدمتان لإنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم العالي التخصيب على التوالي، وكلاهما من المواد النووية المتفجرة".

لكن هندرسون تساءل: "هل فكر ابن سلمان في عواقب تصريحه المقتضب والمباشر قبل الإدلاء به" وتابع "من المرجح أن تثير التعليقات حول هتلر والتصريح بشأن السلاح النووي المخاوف من تهوّر الأمير محمد بن سلمان على صعيد السياسة الخارجية. فالحياة ليست بسيطة. وسلوك إيران يشكل تهديداً للمملكة، وقد تكون المنطقة أفضل من دون وجود آيات الله في طهران".

اقرأ أيضا : ابن سلمان: خامنئي "هتلر" وإيران ليست بمستوى السعودية

وقال إن تحقيق ذلك حافل بالتحديات لكن إذا حاولت السعودية زعزعة استقرار إيران من خلال تشجيع العصيان بحسب ما صرح به الأمير في جلسات خاصة فإن ذلك سيكشف ضعف المملكة بسرعة إلى العلن.

وعلى الرغم من الاصلاحات الاجتماعية التي يجريها الأمير مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة وغيرها التي تلاقي استحسانا دوليا أشار هندرسون إلى أنه ينظر إليه على أنه "أقل ثباتا في السياسة الخارجية وتحولت به اليمن إلى مستنقع موحل وسط الصحراء".

وأضاف "كذلك فرض الحصار على قطر بالتعاون مع الصديق المقرب محمد بن زايد فشل في إخضاع الجارة المزعجة بالسرعة التي توقعها الرجلان علاوة على محاولة لي ذراع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واستقالته الوجيزة والتي اعتبرت أمرا سخيفا".

وانتقد هندرسون حديث ابن سلمان بشأن التاريخ وقال إنه إعطاء العلماء إشارة لاستذكار التاريخ تحمل الخطر لأنه بالعودة إلى فترة الحرب العالمية الثانية فإن موقف السعودية عرضة للنقد فهي لم تنتظر فقط حتى أيار/مايو لإعلان الحرب بل إن أمراء سعوديين من أعمام محمد بن سلمان زاروا هتلر أواخر الثلاثينيات والسبعينيات وأعلن الملك خالد أن "الفوهرر" كان "خبيثا".

وقال: "الأمير عبد الله آنذاك الذي أصبح لاحقا ملكا للسعودية كان يصدم الدبلوماسيين الزائرين ويعرض عليهم خنجرا أهداه إياه هتلر".