هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع اقتراب الجيشين التركي والسوري الحر من مركز مدينة عفرين، وتوقع السيطرة عليها بالكامل خلال الساعات القادمة، تبرز تساؤلات حول الخطوة التالية بعد طرد الوحدات الكردية المسلحة منها، وشكل الإدارة المحتملة للمدينة، إضافة للمدة التي سيبقى فيها الجيش التركي هناك.
وفي أبرز تصريح له الأربعاء؛ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون في عفرين اقتربت كثيراً من السيطرة على مركز المدينة، معرباً عن تمنيه بإتمام الحصار تماماً على المدينة بحلول المساء.
وأضاف أردوغان أن تركيا عازمة على تطهير عفرين تماماً من "الإرهابيين"، وبعد ذلك منبج وشرقي الفرات وكامل المنطقة حتى الحدود مع العراق.
وأكد أردوغان أن القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون تتخذ كافة أشكال الحذر والحيطة خلال العملية، مشيراً إلى أن تركيا تعمل حالياً على إخراج المدنيين من عفرين بواسطة سيارات عبر ممر خاص.
ورأى الخبير العسكري أحمد الحمادي أن عفرين تعتبر الآن "ساقطة عسكريا" بحكم محاصرتها من كافة الجهات من قبل الجيشين التركي والحر، متوقعا أن يجري تسليم إدارتها للجيش السوري الحر بمشاركة المكونات الكردية في المدينة.
وقال الحمادي في حديث لـ"عربي21" إن تركيا لا بد أن تتوافق مع واشنطن وروسيا حول مجمل مناطق شرق الفرات بما فيها منبج وعفرين، وذلك في إطار تسوية تخرج بموجبها المليشيات الكردية من كافة المناطق الحدودية، على أن يجري بعد ذلك التوافق على نوع من الإدارة الذاتية أو مجلس محلي في عفرين بالمشاركة بين الجيش الحر والأكراد ووجهاء المدينة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الجيش التركي سيراقب المشهد عبر نقاط بعيدة نسبيا لضمان استتباب الأمن في عفرين، مؤكدا أن الحل النهائي فيها لا بد أن يكون سياسيا توافقيا.
اقرأ أيضا: قياديان في الوحدات لـ"عربي21": الانسحاب من عفرين غير مطروح
واتفق المحلل السياسي التركي مع سلفه في أن الإدارة لمدينة عفرين ستكون محلية من أبناء المدينة وبدعم تركي مباشر، لافتا إلى أن الجيش يتوقع أن يبقى هناك إلى أن يزول بشكل كامل خطر المنظمات "الإرهابية".
وأشار ياشا في حديث لـ"عربي21" إلى أن نموذج الإدارة المحلية لمناطق شرق الفرات في مدينتي جرابلس والباب قد يجري تطبيقه في عفرين أيضا، معتبرا أن النموذج ناجح تماما وجدير بأن يطبق.
وحول دور الأكراد في عفرين قال: "بكل تأكيد سيتم الاستعانة بالمكونات الكردية في إدارة عفرين، وهم أصلا مشاركون في العمليات إلى جانب الجيش، وتركيا ليس لديها أي مشكلة مع الأكراد الذين لم ينخرطوا في صفوف المنظمات المسلحة".
وعن التنسيق مع القوى الدولية حول ما سيجري في عفرين بعد السيطرة عليها أضاف: "تركيا تنسق مع جميع اللاعبين وفعلت ذلك قبل إطلاق عملية عفرين، وفي مرحلة تثبيت الأمن هناك اعتقد أن تركيا ستواصل التنسيق مع روسيا وواشنطن وروسيا وإيران".
اقرأ أيضا: بعد إعلان تطويقها.. أردوغان: جيشنا يوشك على دخول عفرين
وختم المحلل السياسي بقوله: "التنسيق لن يقف عند عفرين، وهناك تفاهم مع واشنطن لإخراج عناصر المنظمات المسلحة من منبج أيضا، فالمحادثات جارية وهناك تفاهمات مبدأيه، وطالما أن العمليات مستمرة فالتنسيق أيضا مستمر".