ملفات وتقارير

موقف روسيا بشأن اليمن محل تساؤلات عدة

هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الروس حق الفيتو بالملف اليمني- جيتي
هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الروس حق الفيتو بالملف اليمني- جيتي

أثار الموقف الروسي الأخير في مجلس الأمن بشأن اليمن، مساء الاثنين الماضي، الرافض لإدانة إيران بسبب دعمها لحركة "أنصار الله" (الحوثيين)، أسئلة عدة حول استراتيجية موسكو التي ظل موقفها محايدا أو على الأقل متوازنا، بين الأخيرة وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وما مدى تأثيراته في النزاع الجاري بالبلاد.


وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد، في الـ26 من شباط/ فبراير الفائت، بالإجماع، مشروع قرار روسي بشأن تمديد العقوبات الدولية المفروضة علي اليمن لمدة عام، لكنه لا يحمل أي ذكر لطهران، بخلاف مشروع القرار البريطاني، الذي كان يطالب بفرض عقوبات على إيران؛ لدورها في "تزويد" الحوثيين بالصواريخ.

 

وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الروس حق الفيتو بالملف اليمني، حيث لم تعترض في السابق على قرارات مجلس الأمن، وأهمها القرار الشهير (2216)، الذي أدان الانقلاب الذي قاده الحوثيون وحليفهم الراحل علي عبدالله صالح بدعم إيراني على حكومة هادي في نيسان/ أبريل 2015.

 

ويجمع مراقبون على أن اليمن باتت فضاء صالحا لدخول لاعبين جدد، بعدما عجز التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، على مدى ثلاث سنوات، من تحقيق أهدافه المعلنة في "استعادة الشرعية"، بل اتبع سياسات تؤسس لنزاع طويل الأمد في هذا البلد، الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وعلى المستوى الرسمي، تؤكد روسيا دعمها للحكومة الشرعية، ومساندتها للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الصراع في البلاد.  

 

شرعنة للتدخل

 

من جهته، يرى نائب رئيس تحرير صحيفة "المصدر"، علي الفقيه، أن روسيا ساندت حليفتها إيران، وحالت دون صدور أي قرارات تدين تورطها في تزويد الحوثيين بالسلاح، "محاولة شرعنة تدخلها في اليمن، بعد أن بات الدور الإيراني أكثر وضوحا".

 

وتابع حديثه لـ"عربي21" بأنه لا شك بأن موسكو تبحث عن دور لها في اليمن، لتتمكن من مقايضة القوى الإقليمية والدولية، مقابل ملفات أخرى في المنطقة، مشيرا إلى أنها تستند في موقفها هذا للدور الذي لعبته خلال الفترة الماضية في سوريا، وحققت فيه نجاحا واضحا، أضحت بموجبه لاعبا رئيسيا في المنطقة.

 

 ووفقا للفقيه، فإن النجاح الذي حققته روسيا في الملف السوري ربما أغراها بمزيد من الحضور والنفوذ في المنطقة على حساب القوى الإقليمية.


وأضاف: "بدلا من تفرد الأمريكان والبريطانيين بالتصرف في ملف اليمن إلى جانب التحالف العربي، يجد الأخير نفسه أمام لاعب جديد له استحقاقات يهدف من ورائها إلي الضغط من أجل تحقيق مكاسب، سواء مباشرة من خلال الحصول على عقود لشراء صفقات سلاح أو غير مباشرة".


وأشار إلى أن هناك من راهن على خفوت الدور الروسي، أو أن موقفها بشأن اليمن سيتأثر كثيرا بعد مقتل صالح.

 

لكنهم، وفقا للصحفي اليمني، أثبتوا أن طموحاتهم أكبر من مجرد العلاقة مع طرف محلي، وبالتالي فإن التخادم بينهم وبين طهران يقتضي استمرار الدور الروسي المساند، بل وتطويره إلى حد استخدام الفيتو.

 

وذكر نائب رئيس تحرير صحيفة "المصدر" أن هذه المرة الأولى التي تستخدمه روسيا ضد قرار له علاقة بالشأن اليمني، الذي ظل طيلة السنوات الماضية محل إجماع في مجلس الأمن.


أطراف جدد

 

من جانبه، قال السفير اليمني لدى المغرب، عزالدين الأصبحي، إن الملاحظة الأساسية حول قرار مجلس الأمن بشأن اليمن هو بروز أطراف دولية وإقليمية جديدة، كان دورها خافتا وخجولا لا يحظى بهذا البروز، وأعني روسيا وإيران.

 

وأضاف في تعليق نشره عبر صفحته بموقع "فيسبوك" أن موسكو لم تبرز فقط من خلال استخدامها حق الفيتو ضد المشروع البريطاني المدعوم أمريكيا، بل بتقديمها مشروعا بديلا سيسمى "القرار الروسي حول اليمن".

 

ورأى الدبلوماسي اليمني أن موسكو لم تدافع عن طهران لتعزيز دور الحوثيين، كما قد يتوهم البعض، أو حبا في إيران، لكنه موقف يقول لمجلس الأمن واللاعبين الإقليميين: نحن هنا.. وأن ما وصفه بـ"الاتحاد الروسي" له حصته في هذه المأدبة التي تنازعها الكثيرون.

 

وحسب الأصبحي، فإن إيران كسبت الموقف الروسي مرتين؛ "كسب مباشر عبر تجنيبها التنديد الدولي حول دعمها مليشيات الحوثي، أما الثانية، فهو "غير مباشر عبر جعلها طرفا يشار إليه في أزمة اليمن، وسينتقل قريبا من الإشارة إلى المشاورة.

 

وحذر سفير اليمن في الرباط من خطورة بقاء الوضع في اليمن على ما هو عليه حاليا، وقال: إذا لم يحسن معسكر الشرعية والتحالف الداعم لها إصلاح وضعهم وتعزيز تماسكهم، فسيجدون الخصم الإقليمي يمد الأذرع علنا، وبشكل أقوى وأنكى.

 

ويشهد اليمن منذ نحو 3 أعوام حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين "الحوثيين"، المدعومين من إيران، من جهة أخرى.

 

التعليقات (0)