هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" في نسختها الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى الهدنة في منطقة الغوطة الشرقية، بعدما أعلنت روسيا الاثنين، عن هدنة يومية في هذه المنطقة بهدف تمكين المدنيين العالقين من مغادرة بيوتهم والفرار من جحيم الغارات الجوية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إنه وبعد أن فشل مجلس الأمن الدولي في فرض هدنة لمدة 30 يوما
في منطقة الغوطة الشرقية، نفذت موسكو مناورة ذكية لتعلن عن هدنة يومية في المنطقة.
وحيال هذا الشأن، أفاد وزير الدفاع الروسي، سيرغي
شويغو، أن المعارك في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة ستتوقف كل يوم من الساعة
التاسعة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الزوال.
وأكدت الصحيفة أن الهدنة دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء،
حيث سيتم فتح الممرات بهدف إجلاء المدنيين، وعلى الرغم من أن خفض وتيرة الهجمات
أمر يدعو إلى الارتياح بالنسبة لأهالي المنطقة المنكوبة، إلا أن مختلف الأطراف
يراودها الشك بشأن مدى التزام مختلف أطراف الصراع بهذه الهدنة.
اقرأ أيضا: اشتعال الغوطة رغم الهدنة.. والفصائل تخرج "تحرير الشام"
وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب قرارات وقف إطلاق النار،
في السابق، لم تدم طويلا، حيث كانت قوات المعارضة المسلحة تبادر باستفزاز قوات
النظام السوري، التي لا تتوانى عن رد الفعل، بناء على ذلك، يبقى قرار وقف إطلاق
النار مجرد حبر على ورق.
وأوضحت الصحيفة أن "الميليشيات المتطرفة لا تتمركز في
منطقة الغوطة الشرقية بشكل مكثف كما تدعي قوات النظام السوري، ولعل أكثر ما يدعو
للقلق، الغموض الذي يحيط بقرار فتح الممرات، وقد مثل هذا الأمر مصدر قلق في السابق
في حلب، حيث لا يضمن هذا القرار الخروج الآمن للمدنيين من المنطقة المحاصرة".
ويعزى ذلك إلى أنهم معرضون للاعتقال من قبل القوات
النظامية في حال أقدموا على الفرار من هذه المنطقة، علاوة على أن الرجال قد يجدون
أنفسهم مجبرين على الالتحاق بصفوف قوات المعارضة المسلحة.
وأوضحت الصحيفة أن "قوات النظام السوري وقوات
المعارضة المسلحة عرقلتا في السابق عمليات هروب المدنيين من المناطق المحاصرة،
فضلا عن ذلك، منع نظام الأسد خلال الأسبوع الماضي عمليات إغاثة المدنيين، ويبقى
السؤال المطروح بشأن فاعلية هذه الهدنة التي ستسمر لبضع ساعات في إغاثة المدنيين".
اقرأ أيضا: هكذا تهربت روسيا من مسؤولية ضمان تنفيذ هدنة الغوطة
فمن الواضح أن فتح الممرات للمدنيين لا يكفي لتوفير
الغذاء والأدوية للأهالي المنكوبين، وبالتالي، يبدو أن إغاثة أهالي الغوطة الشرقية
أمر يتطلب ترخيصا من قبل نظام الأسد ووقف إطلاق النار لمدة أسابيع.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه ووفقا لمنظمة إغاثة
طبية، خلفت عمليات القصف المكثفة الأخيرة على منطقة الغوطة الشرقية حوالي 540
قتيلا، بالإضافة إلى عشرات المدنيين الذين كانوا ضحية عمليات إطلاق النار التي
شنها مسلحو المعارضة.