هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن إسرائيل ومصر تعيشان مرحلة من الشراكة ااستراتيجية، تجلت آخر مؤشراتها في توقيع اتفاقية الغاز بقيمة 15 مليار دولار، مما يعتبر خطوة مهمة جديدة في تأسيس وتطوير هذه الشراكة الاستراتيجية، الآخذة بالتزايد والتنامي في السنوات الأخيرة.
وقال
آيال زيسر في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، إن هذه الشراكة تتأسس في ظل وجود جملة من المصالح السياسية والأمنية بين القاهرة
وتل أبيب، لاسيما أمام وقوفهما في وجه تهديدين أساسيين: الجماعات الإسلامية،
وإيران، مع أن مصر لم تستطع في سنوات وعقود سابقة ترجمة هذه المصالح المشتركة مع إسرائيل
إلى خطوات عملية على الأرض، واكتفت بالحفاظ على سلام بارد، لكن اليوم لم تعد
القاهرة مردوعة من تسخين هذه العلاقات.
وأوضح
زيسر، وهو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، أنه قبل أسبوعين
فقط قدت إسرائيلية مساعدة للجيش المصري في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في
سيناء، مما يعبر عن تنسيق غاية في العمق بين الجيشين الإسرائيلي والمصري، الذي لم
يكن في السابق ليخطر على البال بهذه الصراحة والجرأة، وهو اليوم تعاون عسكري ينضم إلى
نظيريه في المجالين الأمني والاقتصادي.
وأضاف:
هذه الشراكة دفعت إسرائيل لأن تسمح لمصر بنشر قوات عسكرية غير مسبوقة في سيناء،
بما يخالف اتفاق كامب ديفيد، زاعما أن الصراع الذي تخوضه مصر ضد تنظيم الدولة في
سيناء، يضاف لصراعها الداخلي مع الإخوان المسلمين، وتعاملها مع حركة حماس في قطاع
غزة.
وأوضح
زيسر، الخبير الأكثر دراية بتطورات الدول العربية المحيطة بإسرائيل، أن صفقة الغاز
المصرية الإسرائيلية، تعتبر ردا مصريا على الضغوط التركية الساعية لكي يكون لها
موطئ قدم في حقول الغاز المنتشرة بمنطقة شرق البحر المتوسط، لكن المفاجئ هو رد فعل
السلطات المصرية على الكشف عن هذه الصفقة.
وأشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يعرب عن اعتذاره عن توقيع الصفقة مع إسرائيل،
ولم يتردد، أو يبد تلعثما في الكشف عنها، بعكس ما كان عليه الوضع لدى سلفه نظام
مبارك.
كما
أن السيسي لا يتردد بالاعتراف بقيام التعاون الأمني والاقتصادي مع إسرائيل، بل إنه
يطلب تثقيف الشعب المصري على السلام والأمن مع إسرائيل، وهو ما لم يجرؤ الرؤساء
المصريون السابقون على القيام به.
وختم
بالقول: السلوك القيادي للسيسي في الآونة الأخيرة، يعتبر نموذجا للقائد الذي يتعامل
مع أزمات المنطقة، مطالبا الملك الأردني بالتعلم منه.
اقرأ أيضا: كيف تجرأ السيسي على ترسيخ السلام والأمن مع إسرائيل؟