هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حملت التصريحات الروسية الأخيرة حول الملف الليبي عدة اتهامات من قبل رئيس مجموعة الاتصال الروسية المعنية بتسوية الأزمة الليبية، ليف دينغوف، ومنها طلب تقدم به اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بإقامة قاعدة عسكرية، وهو ما نفاه الأخير.
وفي مفاجأة جديدة، كشف دينغوف عن "بلد" يقوم بتوريد الأسلحة إلى ثلاثة جهات في ليبيا شرقا وغربا، دون ذكر اسم البلد المعني ولا طريقة توريده السلاح.
وقال دينغوف إن "هناك بلدا واحدا يقوم بتسليح 3 جهات في ليبيا، وتصل الأسلحة من قبله إلى طبرق (شرق ليبيا)، ثم إلى طرابلس (غرب ليبيا)، وإلى غيرها من المدن"، مضيفا: "حان الوقت للكشف عن اللاعبين الخارجيين في الأزمة الليبية"، وفق قوله.
نقاش وليست مواجهة
وأكد المسؤول الروسي، خلال كلمة له في منتدى "فالداي" الدولي للحوار بموسكو، "ضرورة التباحث وليس المواجهة مع هؤلاء اللاعبين للوصول إلى حل للأزمة الليبية المليئة بالعقد"، حسب كلامه.
وأشار دينغوف إلى أن "كافة الأطراف الليبية زارت موسكو، وجميعها لها مطالب متواصلة بخصوص التسلح والتدريب العسكري".
اقرأ أيضا: هل تستطيع مصر توحيد جيش ليبيا المنقسم شرقا وغربا؟
وأثارت التصريحات من قبل المسؤول الروسي عدة تكهنات حول "لغز" هذه البلد، وهل يقصد طرفا إقليميا أم دوليا؟ ولماذا لم يكشف عنها؟
"مرتزقة" أزمات
من جهته، قال عضو البرلمان الليبي، صالح فحيمة، إن "الجديد في تصريح "دينغوف" هو أنه بدا وكأنه يتحدث عن معلومات استخباراتية موثوقة، حينما حدد بأن "دولة بعينها تقوم بتسليح ثلاث جهات في ليبيا في نفس التوقيت".
وأشار في تصريحاته لـ"عربي21"، إلى أن "الدعوة إلى الدخول في حوار مع هذه الدول هي الطريقة الأنجع في الظروف الحالية لكف أذى هذه الدول عن ليبيا، ونحن بدورنا نرحب بكل حوار من شأنه تحقيق الاستقرار في بلادنا"، وفق قوله.
واستدرك: "لكن دعم أكثر من طرف في ليبيا بالسلاح هو سقوط "أخلاقي" لتلك الحكومات التي جرها الطمع على ما يبدو إلى أن تلعب دور تجار الحروب الأفراد الذين يرتزقون من الأزمات ويقتاتون على لحوم الشعوب".
محاولة حل "اللغز"
مدير مركز بيان للدراسات، والباحث الليبي، نزار كريكش، قال من جانبه: "لا يمكن بالطبع تحديد ما الذي يقصده المسؤول الروسي، بل يسأل هو عنه، لكن أظن الفكرة أن الانقسام في ليبيا ناشئ عن شبكة تحاول أن تستفيد من الجميع بتوريد السلاح".
وأضاف لـ"عربي21": "وهذا الأمر لن يكون إلا عبر جسم له قدرات عسكرية وسياسية، وينفق دون رقابة مؤسسية وهو معني بالربح وليس له قيود قيمية أو أيديولوجية، وهذه الصفات قد تساهم في حل اللغز"، وفق تقديره.
خلط أوراق
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار: "أعتقد أن هذه التصريحات اليومية من قبل روسيا هي جزء من المواجهة الروسية-الأمريكية في سوريا، وجزء من عملية خلط الأوراق وكشف المستور في الملفات الأخرى والتي أسأت أميركا التصرف فيها"، حسب تعبيره.
اقرأ أيضا: ما الذي حققته وأخفقت فيه ثورة فبراير الليبية؟
وتابع في حديثه لـ"عربي21": "لا يوجد جديد في التصريحات الروسية بقدر ما هي تسليط الضوء على ملف غير الملف السوري والتلويح بإضفاء مصداقية على العبث بالملف الليبي وإعطاء شرعية لمطالب طرف الثوار في ليبيا أمام الطرف المضاد والمدعوم من بعض القوى الدولية".
تقارب روسي إيطالي
لكن الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أشار إلى أن "الحديث عن دولة تخرق قرار مجلس الأمن بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا يعكس تقاربا روسيا إيطاليا من الأزمة الليبية وقد نلمس هذا التوافق بينهما في تشكيل حكومة ليبية جديدة مقبولة من كل الأطراف".
وبخصوص محاولة حل "لغز" الدولة التي ذكرها المسؤول الروسي، قال الكبير: "من الصعب معرفة الدولة التي تصدر السلاح لطرفين متنازعين في نفس الوقت، لكن هذا له دلالة واضحة وهي رغبة هذه الدولة في استمرار الصراع بصرف النظر عن نتائجه"، كما قال لـ"عربي21".