هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف خبير إسرائيلي الأحد، عن وجود صراعات إسرائيلية داخلية، حول طريقة التعامل مع الوضع المتفجر في قطاع غزة، والذي من المرجح أن يخرج عن نطاق السيطرة لحرب هائلة.
ورأى خبير الشؤون الاستخبارية والأمنية في صحيفة
"معاريف" الإسرائيلية يوسي ميلمان، أن عملية تفجير العبوة على حدود غزة السبت،
في مجموعة من الجنود الإسرائيليين والتي أدت إلى إصابة 4 منهم، "جاءت لتذكر
بالوضع المتفجر في قطاع غزة"، المحاصر للعام الثاني عشر على التوالي.
ولفت إلى أن "العبوة التي وضعت على الجدار
الحدودي لم تكن الأولى من نوعها منذ حرب 2014، فقد وضعت عبوات مشابهة بداية 2015
وفي 2016، لكن هذه هي الحادثة الأخطر".
وذكر ميلمان أنه في الأشهر الأخيرة "هناك تزايد
في الحوادث وأعمال المقاومة من غزة تجاه إسرائيل، ومنها؛ إطلاق قذائف الهاون وعدة
صواريخ، ردا على اكتشاف وتفجير أنفاق لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس"، مشيرا
إلى "مظاهرات الحدود التي انتهت في بعض الحالات بقتل أشخاص من غزة برصاص
الجيش الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: كريستيان مونيتور: تحذيرات من انفجار وشيك بغزة.. هذه أسبابه
ونوه ميلمان إلى أنه "ليس واضحا مَنْ الذي زرع
العبوة، التي موهت في أغلب الظن بعلم فلسطيني زرع على الجدار"، موضحا أن
"دورية إسرائيلية وصلت للمكان من أجل إزالة العلم وفحص إذا كانت قد زرعت
عبوات في المكان، في حين تم تشغيل العبوة بجهاز تحكم عن بعد".
وذكر أن مثل "هذا النوع من التضليل يسمى في
الجيش الإسرائيلي بعلمية جذب"، مشيرا إلى أن "تقديرات الأجهزة الأمنية
الإسرائيلية، تستبعد أن تكون حماس هي من زرعت تلك العبوة".
واستدرك بقوله إنه "حتى لو كانت هذه عملية
للجهاد الإسلامي أو أحد التنظيمات الصغيرة، فإن إسرائيل لا تزال ترى في حركة حماس
صاحبة السيادة في غزة وبالتالي هي المسؤولة عن هذه الفعلة"، بحسب الخبير الإسرائيلي.
خارج السيطرة
وأوضح أن "حماس توجد منذ وقت طويل في مفترق
طرق؛ فهي تحاول منع العمليات وعدم خرق التفاهمات غير المباشرة في وقف اطلاق النار مع
إسرائيل والتي تحققت نهاية حرب 2014"، زاعما أن "حماس تواجه ضغطا متزايدا
من الجهاد الإسلامي، الذي تقف خلفه إيران إضافة للمنظمات السلفية ممن يطلبون منه
مهاجمة إسرائيل أو السماح لهم بعمل ذلك".
وأشار إلى أن "حماس تقف حاليا في الثغرة، في ظل
عزلتها الدولية، ومأزق المصالحة مع السلطة الفلسطينية، ووقف المساعدات المالية
والضائقة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها نحو مليوني فلسطيني في غزة".
ونبه ميلمان إلى أن "الحكومة الإسرائيلية
مختلفة في داخلها على تسمية الوضع في غزة، هل هو مصيبة إنسانية أم واقع مدني
صعب؟"، مؤكدا أن "ردود الفعل العسكرية الإسرائيلية متباينة، "فمرة
هجوم كبيرة وأخرى نار مضبوطة، وفي جهاز الأمن يفهمون بأن هناك حاجة لخطوة تحطم
التعادل"، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: الاحتلال الإسرائيلي يقصف مواقع بغزة والقسام ترد بالمضادات
وأشار إلى أن "القيادة العسكرية في إسرائيل
تحاول إقناع الكابينيت للخروج بخطوة جريئة تسهل من الضائقة الاقتصادية في
القطاع"، منوها إلى أن "الاقتراحات موجودة بوفرة، ولكن الكابينيت مليء
بالصراعات الشخصية والجدالات السياسية واللامبالاة".
وأكد ميلمان، أنهم "في الكابينت، لا يؤمنون بأن
كل حادثة صغيرة من شأنها تحدث انفجارا هائلا (حرب جديدة) يخرج عن نطاق السيطرة".