ملفات وتقارير

هل تراجع دور "تحرير الشام" في مناطق المعارضة السورية؟

 يعتبر بعض المراقبين أن دور هيئة تحرير الشام قد تراجع في المناطق الخارجة عن سلطة النظام- أرشيفية
يعتبر بعض المراقبين أن دور هيئة تحرير الشام قد تراجع في المناطق الخارجة عن سلطة النظام- أرشيفية

تعتبر "هيئة تحرير الشام" من أبرز الفصائل الموجودة في الشمال السوري وأكثرها نفوذا وسيطرة، كما أنها من أكثر الفصائل وجودا على الأرض، ويرى مؤيدوها أنها أكثر فصيل يقاوم النظام، ويرابط على جبهاته.


ويتهمها خصومها بأنها استحوذت على الساحة، واستخدمت القوة للقضاء على فصائل الجيش الحر والفصائل الأخرى، وتحجيم دورها، ويعتبر بعض المراقبين أن دور هيئة تحرير الشام قد تراجع في المناطق الخارجة عن سلطة النظام.


الكاتب الصحفي خالد حسن، يرى أن ‏ثمة تراجعا واضحا في نفوذ "تحرير الشام" وتأثيرها في إدلب، حيث باتت السيطرة والتأثير الأكبر لتركيا، مؤكدا أن التفاهم الروسي التركي أصبحت له كلمة الفصل تقريبا في إدلب، وبالرغم من أن الهيئة ما زالت تقاتل النظام في ريف إدلب، إلا أن توسع رقعة السيطرة والتأثير التركي أثر في نطاق تحكمها.


ويقول الكاتب حسن في حديث لـ"عربي21" ‏إن "تحرير الشام الآن ربما في وضع صعب وحساس، ومعروض عليها خيار الانضمام للجيش الحر والاندماج مع الفصائل، لكن أكثر أعضائها رافضون لهذا، وثمة من يدفعها إلى العودة إلى أحضان القاعدة ورأب الصدع وإعادة الالتحام مع المجموعة المنسحبة الموالية للقاعدة، ولا يبدو أن الجولاني ومجموعته مقتنعون بهذا الخيار حاليا".

 

اقرأ أيضا: جدل بعد مساواة صحيفة "الرياض" بين الأسد والمعارضة (صورة)‎


ويشير إلى أن دور "هيئة تحرير الشام" في تراجع لعدة عوامل منها، "شدة قصف الطيران الروسي وطيران النظام، وكذلك تعدد جبهات القتال في آن واحد، إضافة إلى الانقسام الداخلي الذي كان له التأثير الأكبر، حيث انسحبت منها قيادات ومجموعات ذات خبرة ورصيد في إدارة المعارك وخوضها".


وفي هذا الإطار، يذهب الخبير في شؤون الجماعات الجهادية أحمد أبو فرحة إلى أن وضع جميع الفصائل ومنها هيئة تحرير الشام بات صعبا، ولم تعد كل الجهود منصبة نحو تحرير ما هو جديد أو حتى على الأقل الحفاظ على ما هو موجود من المحرر، وذلك لأن نزاعات الفصائل أصبحت تتجه نحو الحكم والسلطة، ودب الخلاف بينها وأصبح القلق عند كل الفصائل ليس من العدو المباشر وإنما الاقتتال على السلطة .


ويقول أبو فرحة في حديث لـ"عربي21": "التفاهمات التي وقعتها حركات ثورية مع قوى إقليمية بهدف خفض التصعيد في الشمال السوري، جعل هيئة تحرير الشام وحلفاءها في وضع أضعف من الناحية القتالية".


ويضيف أبو فرحة أن "نفوذ هيئة تحرير الشام يعتبر أكبر نفوذ بين الفصائل في المناطق المحررة، حيث تتجه الهيئة إلى تعزيز دورها في إدارة هذه المناطق ما يشتت الطاقة نحو تحرير مناطق جديدة، ولا شك أن الهيئة تتطور إداريا في التنظيم".

 

اقرأ أيضا: تعرف على قوة سوريا العسكرية مقارنة بالإسرائيلية (إنفوغرافيك)


ولا يستبعد أبو فرحة حدوث المزيد من الاقتتال، وإن تجنب الصدام مع رفاق الخنادق قد بات ضيقا، كما أن المشاريع تمايزت، وإن لم تغلب لغة العقل فلن يبقى إلا حركة قوية واحدة في الحكم بالمحرر.


ويتابع بأنه "يمكن أن تتفاهم هيئة تحرير الشام مع بقية الفصائل سيما أن الخلاف ليس عقائديا، ولا يوجد نزعة تكفير عند الهيئة، إنما الخلاف الحاصل فقط خلاف نفوذ بين الأطراف الثورية والمجاهدين".


ويلقي الخبير باللوم على تحرير الشام كونها قد قصرت كثيرا في تنفيذ بنود الاتفاقيات المبرمة مع بقية الفصائل من دفع تعويضات، إلى إرجاع الحقوق وإطلاق سراح المعتقلين.


ويوضح أن شعبية هيئة تحرير الشام قد ضعفت عن ذي قبل، "وذلك بسبب ما ذكر آنفا من تقصير في تنفيذ اتفاقيات مبرمة مع الأطراف الثورية المتنازع معها، ولأن بعض الإداريين والقياديين المستلمين مناصب في هيئة تحرير الشام ليسوا أكفاء وبعضهم عنده نزعة فردية في الحكم، لكن إجمالا تبقى هيئة تحرير الشام صاحبة الرؤية الأكثر فهما للصراع في سوريا، ومطلوب منها المزيد من الإصلاحات، ومحاولة رأب الصدع مع الأطراف الثورية".

 

اقرأ أيضا: ماذا وراء القصف الروسي العنيف على المدنيين بالغوطة الشرقية؟


من جهته، يرى القيادي الجهادي السابق أبو أسيد الأسيف، أن نفوذ تحرير الشام لم يتأثر، لكن حدثت تغييرات منها التعامل مع المجالس المحلية.


ويقول الأسيف في حديث لـ"عربي21": "حدوث انشقاقات داخل الهيئة متوقع، وهي تضعف الهيئة لكنها ليس لها تأثير على وجودها بسبب ما تتمتع به من مركزية في القيادة"، مؤكدا أن "تحرير الشام يمكن أن تتفاهم مع الفصائل كما أعلن الجولاني، لكن بشرط عدم التبعية للخارج وأن يكون القرار مستغلا للسوريين".


ويضيف: "شعبية تحرير الشام ضعفت لا شك في هذا، وهذا لا يقتصر عليها فحسب، بل هذه حالة أصابت جميع الفصائل، وربما إذا ما تم مقارنة تحرير الشام بغيرها من الفصائل فهي الأفضل".


وفي ما يخص نفوذ الهيئة، يعتبر الأسيف أن "تواجدها العسكري قوي، كما أنها باتت تنجح في الأعمال الإدارية، وتمكنت من تحقيق نجاحات أمنية من خلال كشف خلايا للنظام وتنظيم الدولة، وأيضا كشف العصابات، وهذا الكل فيه فاشل، لكن هي أنجح من غيرها في هذه المجالات"، بحسب تعبيره.

التعليقات (0)