هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها قوات بلاده المسلحة ضد "التنظيمات الإرهابية" بعفرين السورية، تسير بنجاح وفق الشكل المخطط له.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي، مساء الاثنين، في حوار على أحد برامج قناة التلفزة التركية الرسمية "تي آر تي"، وتطرق خلالها للعديد من القضايا.
وتابع قائلا: "جنودنا، وعناصر الجيش السوري الحر يتقدمون على أرض آمنة، وقد تمكنوا من السيطرة على عدد من البلدات والقرى والمدن، والعملية مستمرة كما ينبغي".
وأضاف: "إننا بعملية غصن الزيتون بتنا أقوياء في الميدان وعلى الطاولة، ففي الميدان وصلنا لقمة الإرهابيين، وعلى الطاولة فعلنا ما تحتمه الدبلوماسية".
وزير الخارجية جدد تأكيده أن العملية المذكورة تستهدف تطهير مدينة عفرين في الشمال السوري من التنظيمات الإرهابية، وجعلها منطقة آمنة، "تمامًا كما فعلنا في عملية درع الفرات (2016) سيعود الناس لأماكن إقامتهم في أمان".
ولفت إلى أنه "رغم تقدم العملية بشكل شفاف، فإن هناك تلوثا في بعض المعلومات، ومن ذلك ما ذكرته بعض الصحف الأجنبية كذبا من أن دباباتنا قصفت واستشهد عدد كبير من جنودنا، لكن هذا غير صحيح".
واستطرد تشاووش أوغلو قائلا: "نحن كل يوم نكشف عن أرقام الشهداء في صفوف قواتنا، والقتلى من التنظيمات الإرهابية، ونشارك ذلك مع الجمهور، ولا نخفي شيئًا أبدًا عن الرأي العام الدولي".
وشدد على أن بلاده أطلعت الرأي العام الدولي على العملية أولا بأول منذ انطلاقها وحتى الآن، وقال: "وقد جاءت العملية في إطار حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا وبشكل يتفق مع القانون الدولي، وندعم وحدة الحدود والأراضي السورية".
وأوضح أن العملية أظهرت للجميع أن تركيا جادة في ما تقول، لا سيما أننا عندما حذرنا من قبل بشن العملية خرج علينا من يسخر ويقول إن تركيا تتحدث فقط ولا تفعل، فالجميع الآن شهدوا من نحن".
وفي رد منه على سؤال حول موعد انتهاء "غصن الزيتون"، قال تشاووش أوغلو: "من الصعب الآن التكهن بذلك، بسبب ظروف الميدان والأجواء المتقلبة، فهدفنا الأول إنجاح العملية، وتطهير المنطقة من الإرهابيين".
وأفاد بأنه قبل وأثناء العملية تواصلت أنقرة مع العديد من المؤسسات الدولية، وبعض الدول لإطلاعها على ظروف العملية، وقال: "لقد أُجريت في هذا الصدد مباحثات استخباراتية وعسكرية وسياسية مع موسكو".
وتابع تشاووش أوغلو قائلا: "وعلى نفس الشاكلة طلبنا من الولايات المتحدة سحب عناصرها وطائراتها من المنطقة".
ومنذ 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، يستمر الجيش التركي في عملية "غصن الزيتون"، التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي "داعش" و"بي واي دي"، شمال غرب سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
الحل السياسي في سوريا
في سياق متصل شدد تشاووش أوغلو على ضرورة التوصل لحل سياسي دائم ينهي الأزمة التي تشهدها سوريا، مشيرا إلى جولة المفاوضات حول الأزمة التي من المنتظر أن تنطلق بمدينة سوتشي الروسية، الثلاثاء.
وقال الوزير: "ستتخذ الخطوات اللازمة كافة (في سوتشي) من أجل الذهاب لعملية سياسة مشروعة وشفافة برعاية الأمم المتحدة، والاستعداد للانتخابات".
وأوضح أنه تم عقد لقاءات مع المسؤولين الروس، من أجل إزالة تردد المعارضة السورية في سوتشي.
اقتراح أمريكي بإنشاء منطقة آمنة
وبخصوص اقتراح المنطقة الآمنة بسوريا الذي طرحة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، قال تشاووش أوغلو: "لقد صدر عن الوزير الأمريكي تصريح قال فيه (يمكننا التعاون مع تركيا بخصوص إنشاء منطقة آمنة)".
وأضاف الوزير: "خلال اللقاء الذي عقدته معه (تيلرسون) في العاصمة الفرنسية باريس، سألته عن مقصده من هذه التصريحات".
واستطرد: "فقال لي تيلرسون: (كنا من قبل نفكر في إنشاء منطقة آمنة وعازلة بعمق 10 كم، لكن الصواريخ تصل إليكم من الأراضي السورية على الأقل من عمق 30 كم، لذلك من الممكن تأسيس منطقة آمنة وعازلة بعمق 30 كم، وبطول الحدود كلها)".
وأضاف تشاووش أوغلو "فطلبت منه إيصال هذه النوعية من المقترحات إلى الجهات المعنية، لأن شغلنا الشاغل الآن هو إعادة تأسيس الأمان المفقود، واتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الصدد".
في ذات السياق لفت الوزير التركي إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يضرب تنظيم "داعش" بمقاتلاته، وطائراته بدون طيار من الأراضي التركية، مضيفا أنه "رغم هذه فإن واشنطن تقدم السلاح لتنظيم (ي ب ك)".
وأكد أن "هذه الأسلحة لم تأتِ من قاعدة إنجيرليك (توجد فيها قوات أمريكية جنوب تركيا)، بل جاءت بالشاحنات من داخل العراق، وعدد هذه الأسلحة معروف".