طب وصحة

كيف تكون السمنة مرضا معديا؟

الاحتكاك بالأشخاص الذين يعانون السمنة قد ينقلها كالعدوى- جيتي
الاحتكاك بالأشخاص الذين يعانون السمنة قد ينقلها كالعدوى- جيتي
كشفت دراسة جديدة أعدتها جامعة كاليفورنيا الجنوبية، بأن السمنة واكتساب الوزن، أمر معد شأنه كشأن الانفلونزا والأمراض الموسمية المعدية الأخرى، وفقا لما نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن دراسة أُجريت خلال سنة 2007، أثبتت أن هناك احتمالا نسبته 57 بالمئة في أن تصبح بدينا بمجرد مرافقتك لصديق أو فرد من العائلة يكون مصابا بالبدانة. ويعود ذلك إلى أن الارتباط الوثيق بين نمط الحياة والصداقات وبين عاداتنا الغذائية، غالبا ما يؤثر على وزننا وصحتنا بشكل عام.

وأفادت أن اكتساب بضعة كيلوغرامات إضافية قد يتم عن طريق العدوى. وقد توصل الباحثون إلى أن السمنة تنتقل تماما مثل الأمراض الجنسية بفعل القرب والاحتكاك المتواصل. في هذا الصدد، ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن باحثين من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، بالتعاون مع مؤسسة "راند" للأبحاث والتطوير، نجحوا في معرفة ما إذا كانت السمنة تنتشر عن طريق العدوى الاجتماعية.

وأضافت المجلة أن هذه الظاهرة تتمحور حول فكرة انتشار بعض السلوكيات والعادات، من قبيل التدخين أو السعادة، تماما مثل الأمراض المعدية. وقد أوضح عالم إحصائيات لمجلة "ساينس"، في مقال نشر السنة الفارطة حول هذه النظرية، أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة ويتناولون طعاما صحيا ويمتنعون عن التدخين، عادة ما تكون علاقاتهم الاجتماعية مختلفة عن أولئك الذين لديهم سلوكيات مغايرة.

وقالت إن فريق البحث في جامعة كاليفورنيا الجنوبية أراد معرفة ما إذا كان العيش في وسط اجتماعي، يشهد معدلات مرتفعة من البدانة، ويزيد من خطر اكتساب الوزن الزائد بالنسبة للشخص.

وقام الباحثون باعتماد معلومات تم استنتاجها من دراسة أخرى حول نمط التمارين والتغذية بالنسبة للمراهقين الذين يعيشون في قواعد عسكرية. كما تم التركيز على هذه البيئة تحديدا لأن الاختلاط الاجتماعي فيها يكون متقاربا بصفة دقيقة، ما يجعلها مثالية لدراسة هذا النوع من العدوى.

وأفادت المجلة أنه قد تم جرد بيانات 1111 مراهقا وأكثر من 1300 من الأولياء الذين يعيشون في 12 منشأة عسكرية مقرها الولايات المتحدة، من أجل تحديد نسب تعرض الأشخاص للسمنة داخل المقاطعات التي تضم عددا مرتفعا من البدناء. ووفقا لما أفاد به موقع "ساينس أليرت"، تراوحت معدلات السمنة في هذه القواعد بين 21 بالمائة في قاعدة "فورت كارسون" الواقعة في مقاطعة "إل باسو" في كولورادو، و38 بالمائة في قاعدة "فورت بولك" في لويزيانا.

وأوردت أن الدراسة، التي نُشرت حديثا في "مجلة الجمعية الطبية الأمريكية"، توصلت إلى أن الآباء والأمهات والأطفال الذين يعيشون في مقاطعات تكون معدلات السمنة فيها متفاوتة كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن. وكلما عاشت العائلات فترات أطول في هذه المناطق، كلما زادت مخاطر إصابتها بالسمنة.

وأفادت المجلة، من جهة أخرى، أن الباحثين توصلوا إلى أن الأفراد الذين يعيشون خارج القواعد العسكرية كانوا أكثر تأثرا بشكل خاص. إذ تكهن الباحثون أن ذلك قد يعود إلى أن هذه الفئة قضت وقتا طويلا مع عامة السكان.

وبحسب الدراسة قد يؤثر العيش في مجتمع لا يمارس فيه الكثير من الأشخاص الرياضة، بالإضافة إلى استهلاكهم المتواصل للوجبات السريعة، على سلوك الأفراد الذين كانوا يعيشون في القواعد العسكرية. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة لم تشمل كافة السكان الأمريكيين، إلا أنها ساهمت في تطوير الأبحاث حول انتشار السمنة من خلال الأوساط الاجتماعية.

وأكدت الصحيفة أن الباحثين توصلوا إلى أن بعض العلاقات يمكن أن تساهم في الإصابة بالسمنة أكثر من غيرها. ويبدو أن الأصدقاء والأشقاء من الجنس ذاته يؤثرون على زيادة الوزن أكثر من الجنس الآخر، وهو ما جعل العلماء يخلصون إلى أننا نميل إلى التأثر بمن هم مثلنا.
التعليقات (0)