نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن ظاهرة
زواج الأحياء من الأشباح، على غرار
أماندا تيغ التي تزوجت، في 23 تموز/ يوليو سنة 2016، من قرصان يُدعى "جاك تيغ"، على متن زورق صغير في عرض المحيط الأطلسي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن أماندا تيغ، التي تبلغ من العمر 45 سنة، تزوجت
شبح القرصان الهايتي الذي يبلغ من العمر 300 سنة، بعد علاقة روحية جمعتها به في سنة 2015. وقد بدأت هذه العلاقة عندما شعرت أماندا بالقرصان وهي مستلقية على فراشها في منزلها في دروغيدا في أيرلندا.
وذكرت المجلة نقلا عن أماندا أن أول لقاء بينهما حدث في ذلك اليوم، ومن ثم استمرت علاقتها بشبح القرصان على امتداد ستة أشهر، تطورت خلالها مشاعرها تجاهه على نحو جعلهما يخططان لإعلان زواجهما بشكل رسمي. وكأي علاقة تجمع بين زوجين، تبادل الاثنان مشاعر الحب، وأمضيا عطلات رومانسية مع بعضهما البعض.
ونقلت المجلة تصريحات أماندا التي أفادت أن زفافهما كان مماثلا لأي زفاف يُعقد في مكتب الحالة المدنية، وتجدر الإشارة إلى أن الزوجين قد أقاما حفل زفاف آخر في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2017 بحضور عدد أكبر من أفراد العائلة والأصدقاء للاحتفال بهذا الرباط. في السياق ذاته، قالت أماندا: "لقد أبحرنا في المياه الدولية حتى نتمكن من توثيق الزواج من الناحية القانونية، خاصة وأن المملكة المتحدة وأيرلندا لا تعترفان بقانونية الزواج من شخص ميت. ولتجاوز هذه النقطة، تحدثنا مع عدد من المحامين، الذين أرشدونا إلى كيفية جعل هذا الزواج قانونيا".
وأفادت المجلة أن تيغ تعتبر نفسها أول شخص في المملكة المتحدة وأيرلندا يتزوج بشكل رسمي من شبح. وعلى الرغم من معرفة أماندا بأن قانون بلادها لا يعترف بالزواج من شخص ميت، إلا أنها اتبعت إجراءات محددة وفقا لتوجيهات المحامين لتجاوز القوانين المحلية.
وأوردت المجلة أن مُسجّل عقود الزواج قد حضر الزفاف، الذي أشار خلاله جاك تيغ إلى موافقته على الزواج من أماندا عبر طرف مستقل عنها، كما غيرت الزوجة اسمها تكريما لزواجهما. وقالت أماندا إن زواجها لم يتعرض للطعن بعد، إلا أنه طُلب منها في إحدى المرات تقديم شرح حول علاقتها الزوجية بجاك تيغ أمام موظف حكومي، فحدثته عن صلتها الروحية بالقرصان، وما كان من الموظف إلا أن يتقبل الأمر.
وأوضحت المجلة أن أماندا مستعدة للقتال من أجل زواجها من شبح القرصان، جاك تيغ، بل إنها مستعدة قانونيا لمواجهة أي طعون، في حين ذكر لها بعض المحامين أن هناك عدة سبل يمكن اتباعها من أجل الحصول على اعتراف قانوني. وقد صرحت أماندا: "أرغب بشدة في الدفاع عن زواجي، وسأقاتل من أجل أن أتمسك بحقي في أن أكون زوجة لجاك".
في هذا الشأن، أفادت المحامية المختصة في قانون الأسرة في مؤسسة غلاسر جونس القانونية، شلوميت غلاسر، أن الزواج من الأشباح يختلف تماما عن الزواج من شخص ميت. ولكن في حالة أماندا وجاك، لم يحظ الاثنان بعد بموافقة قانونية أو اعتراف من قبل الجهات الرسمية في المملكة المتحدة أو أيرلندا.
وأضافت المجلة نقلا عن المحامية أن "هذا الزواج لا يعتبر غير قانوني، ولا يصنف ضمن الأفعال الإجرامية، ولكن الحكومة لا تعترف به. لذلك، لن يتمتع الطرفان بمنافع الزيجات التقليدية". كما أفادت غلاسر أن على أماندا اللجوء إلى سلطات قضائية تسمح بهذا النوع من الزواج، ثم تتبع الإجراءات المعمول بها هناك. وعند عودتها إلى المملكة المتحدة أو أيرلندا، ينبغي لها أن تثبت أن زواجها قانوني في المكان الذي عُقد فيه، وذلك بالاستظهار بالوثائق اللازمة. وحينها فقط، قد تضطر السلطات إلى الاعتراف به.
وأكدت المجلة أن مثل هذه الزيجات تعد شائعة حول العالم. ففي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نشر موقع "كورنوال لايف" تقريرا ذكر فيه قصة فتاتين تعيشان حالة شغف غير عادي مع كيانات خارقة للطبيعة. وقد قالت أميثيست ريلم، التي تبلغ من العمر 27 سنة، للصحافة المحلية في برستل في المملكة المتحدة، إنها أقامت علاقات حميمية مع أكثر من 20 شبحا.
وذكرت المجلة، في سياق متصل، أن الزواج من الأموات يعتبر ظاهرة طبيعية في بعض المجتمعات، ويرتبط بممارسات خاصة به. ففي فرنسا على سبيل المثال، يسمح بالزواج من شخص ميت، حيث تنص المادة 171 من القانون المدني على أن "رئيس الجمهورية يمتلك الحق بالسماح بعقد حفل زفاف في حال توفي أحد العروسين قبل توقيع العقد، وذلك في حال توفرت أسباب جدية قاهرة".
كما سمحت الحكومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى للمئات من النساء بالزواج من أحبائهم الذين ماتوا في الحرب. ولم تمض عقود قليلة حتى سمحت فرنسا بهذا النوع من الزواج للمدنيين. ففي حادثة انهيار سد في مدينة "فريجيس" الفرنسية في سنة 1959، الذي راح ضحيته 400 شخص، سمح الرئيس الفرنسي، شارل ديغول، لإيرين جودارت، التي فقدت خطيبها، أندريه كابرا، في الحادث، بالزواج من شبحه.
وأشارت المجلة إلى أن هذا الزواج لا زال معترفا به إلى غاية اليوم في فرنسا، وغالبا في ظل توفر ظروف قاهرة. وعلى سبيل المثال، تزوجت ماغالي جاسكيويتز من شبح خطيبها المتوفى في سنة 2009 جراء تعرضه لحادث سير بعد يومين من طلبه يدها للزواج. كما أن العديد من الدول حول العالم تسمح بهذا الزواج، على غرار الصين والسودان وكوريا الجنوبية وألمانيا وجنوب أفريقيا واليابان، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.