نجل شاه إيران الأسبق: الشعب الإيراني يريد عودة نظام الشاه
عربي21- أسامة الذهبي22-Jan-1809:47 PM
1
شارك
بهلوي: تغيير النظام الإيراني مرتبط بالجيش
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية حوارا مع رضا بهلوي الثاني، نجل الشاه الإيراني السابق، محمد رضا بهلوي، حول تغيير النظام الإيراني، حيث أفاد أن الشعب الإيراني ضاق ذرعا بالنظام الحالي الديكتاتوري، ويبدو أنه يحن لعهد الشاه.
وقالت الصحيفة، في حوارها الذي ترجمته "عربي21"، إن نجل الشاه الإيراني، رضا بهلوي الثاني، يرى أن موجة الاحتجاجات الراهنة تحمل رسالة مفادها أن الشعب الإيراني يريد عودة نظام الشاه الذي حقق جملة من المكاسب لفائدة الإيرانيين.
وردا على سؤال الصحيفة حول الفرق بين الموجة الاحتجاجية الراهنة وتلك التي اندلعت في سنة 2009، أجاب بهلوي أن "احتجاجات سنة 2009 قادها أنصار الحراك الأخضر، الذين يعتبرون في الحقيقة من الموالين للنظام الحاكم. أما الموجة الاحتجاجية الحالية فتطالب بإسقاط نظام جاثم على قلوب الإيرانيين منذ قرابة 40 سنة".
وعند سؤاله عن أسباب هدوء الشارع الإيراني بعد اعتقال الآلاف من المحتجين، رد بهلوي الثاني أن "توقف الاحتجاجات لا يعني بأي حال من الأحوال إخماد الغضب الشعبي. خلافا لذلك، أعتقد أن وتيرة الاحتجاجات ستتسارع أكثر فأكثر، لا سيما وأن النظام الإيراني سيعجز حتما عن الخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية. ومن المنتظر أن تستمر المافيا المسيطرة على الاقتصاد الإيراني في نهب ثورات البلاد، وهو ما سيجعل وضع الشعب الإيراني يزداد سوءا".
وحيال إمكانية التغيير في ظل القمع الذي تمارسه الحكومة الإيرانية في حق المحتجين، صرّح نجل الشاه الإيراني السابق أن "تغيير النظام الحاكم في إيران مرتبط بالجيش الإيراني. في الأثناء، يجب على أفراد الحرس الثوري الإيراني الوقوف في صف المحتجين. من جهة أخرى، يجب علينا أن نقدم البديل لقوات الباسيج، الذين يشعرون بالاحتقان تجاه النظام الحاكم خاصة وأنهم لم يحققوا مكاسب كبيرة من هذا النظام".
وبشأن المعارضة الإيرانية، قال بهلوي الثاني: "لا أعتقد أن المعارضة الإيرانية مشتتة، بل على العكس تماما، حيث أنها تبدو متعددة التيارات. ولعل القاسم المشترك بين هذه التيارات يتمثل في دعوتها إلى إرساء نظام برلماني علماني ديمقراطي. تجدر الإشارة إلى أن المعارضة الإيرانية تمثل مختلف أطياف المجتمع الإيراني باختلاف انتماءاتهم الأيديولوجية".
وأورد بهلوي الثاني، في حديثه عن الدور الذي يمكن أن يلعبه في تغيير النظام الإيراني الحاكم، أنه "يجب على الإيرانيين اختيار الشخصية التي يمكن أن تسير دواليب الحكم في البلاد. في واقع الأمر، لا أستطيع تحديد دوري في مستقبل إيران السياسي، لكنني موجود دائما في خدمة الشعب الإيراني. وبكل صدق، لا أستطيع الانحياز للنظام الملكي أو الجمهوري، فكلا النظامين يبدوان مناسبين للبلاد من وجهة نظري".
وردا على سؤال الصحيفة بشأن نقائص نظام الشاه، قال نجل الشاه الإيراني السابق: "أنا شخص مستقل ولن أنتهج بالضرورة السياسة التي اتبعها والدي. فعلى العكس تماما، أطمح إلى وضع دستور يمنح الإيرانيين كامل حقوقهم، بما في ذلك السياسية منها. علاوة على ذلك، تحتاج إيران لنظام سياسي يضمن مشاركة الشعب الإيراني في الشأن السياسي. ومن منطلق احتكاكي بالغرب طيلة 40 سنة، أعتقد أنه يجب علينا أن نحافظ على المكاسب التي حققها بلدنا في العهود السابقة".
وفي حديثه عن ممارسات التعذيب التي انتهجها نظام الشاه، أفاد بهلوي الثاني: "أنتقد بصفة دائمة كل ممارسات التعذيب بغض النظر عن النظام الحاكم. كما أنني أنادي بإلغاء حكم الإعدام. أما في الوقت الحالي، فلن ألتفت إلى الماضي، بل سأتطلع إلى مستقبل إيران".
وفيما يتعلق بموقفه إزاء قرار حظر المسلمين الذي أقره دونالد ترامب خلال السنة الماضية، أوضح بهلوي الثاني أن "حظر الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة يعتبر قرارا مهينا، وخلال الأسبوع الماضي، تحدثت مع عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي من أجل رفع هذا القرار الظالم".
وحيال الاتفاق النووي الإيراني، صرّح نجل الشاه الإيراني السابق قائلا: "كنت على اقتناع بأن الاتفاق النووي الإيراني محفوف بالنقائص. لذلك، أعتقد أن مراجعة الاتفاق النووي أمر ضروري. في المقابل، يمكن أن تفرض الحكومات الغربية المزيد من العقوبات على إيران على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في البلاد".
ونقلت الصحيفة استرجاع بهلوي الثاني لذكريات يوم سقوط نظام الشاه، حيث قال: "لا زلت أتذكر تفاصيل يوم سقوط نظام الشاه، الذي تزامن مع يوم تخرجي من المدرسة الثانوية. في مساء ذلك اليوم، نمت باكرا نظرا لأنه كان عليّ السفر إلى الولايات المتحدة، لكنني لم أعتقد للحظة أنني لن أعود إلى بلدي مجددا. وبعد أن غادرت إيران في سنة 1978، تغير الوضع بشكل جذري. وفي 16 كانون الثاني/ يناير سنة 1979، تم طرد والديّ من البلاد، لكنني لم أتمكن من لقائهما إلا في شهر آذار/ مارس من السنة ذاتها في المغرب. ومنذ ذلك الحين، علمنا أن الكثير من الأشخاص أُعدموا وآخرون اضطروا للفرار من البلاد".
وردا على سؤال الصحيفة بشأن مدى قدرة نظام الشاه على التغيير، أجاب بهلوي الثاني: "في الوقت الراهن، يعترف الكثير من الأشخاص، الذين عارضوا والدي في السابق، أن إسقاط نظام الشاه كان خطأ فادحا نظرا لأنه كان نظاما قابلا للإصلاح على الرغم من كل مساوئه".
وقال بهلوي معلقا على إمكانية عودته لإيران: "على الرغم من ارتياحي للعيش في الولايات المتحدة، إلا أنني أتمنى العودة إلى مسقط رأسي".