هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن ردة فعل الشعب الإيراني من قرار الحكومة بحجب بعض موقع التواصل الاجتماعي، مثل "تيليغرام" و"إنستغرام".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحكومة الإيرانية قد اتخذت جملة من الإجراءات في محاولة منها للتصدي لموجة الاحتجاجات.
ومن أبرز القرارات التي اتخذتها تشديد الرقابة على شبكة الإنترنت، إلا أن هذه الخطوة لم تقيد الشعب الإيراني الذي حاول إيجاد حل آخر للتعبير عن غضبه.
وذكرت الصحيفة أنه إثر اندلاع المظاهرات في إيران قامت الحكومة بحجب بعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تيليغرام" و"إنستغرام"، اللذين يعدان من أكثر المواقع استعمالا من قبل المتظاهرين.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار الحكومة بحجب موقع "تيليغرام" يعود إلى أسباب عدة، من بينها أن هذا التطبيق يمنح مستخدميه فرصة تبادل الرسائل المشفرة، وإمكانية بث الرسائل أو المحتوى لجمهور كبير من خلال إنشاء قناة.
إلى جانب ذلك، يستعمل نحو 50 في المئة من الشعب الإيراني موقع "تيليغرام".
وبحسب الإحصائيات الصادرة مؤخرا عن الأمم المتحدة، يستخدم 53 في المئة من الشعب الإيراني شبكة الإنترنت، فيما يملك نحو 40 مليون إيراني هواتف ذكية.
ونقلت الصحيفة تصريحات مؤسس تطبيق "تيليغرام"، بافيل دوروف، الذي أكد أن الحكومة الإيرانية قد طلبت من إدارة تيليغرام غلق بعض القنوات، مع العلم أن هذه القنوات تنشط بصفة سلمية، إلا أن طلبها قوبل بالرفض.
وفي ظل موجة الاحتجاجات الحالية، فرضت طهران رقابة مشددة على شبكة الإنترنت. ووفقا لتقرير صادر عن مركز حقوق الإنسان في إيران، عمدت الحكومة الإيرانية إلى تعطيل بعض خدمات الإنترنت.
وأفادت الصحيفة بأن الشعب الإيراني قد سعى إلى إيجاد حلول للتخلص من هذه القيود، من خلال التحايل على الرقابة المفروضة على الإنترنت باستخدام برامج خاصة.
ومن بين البرامج التي تم استعمالها، نذكر برمجية "تور"، التي تساعد المستخدم على التخفي عند الولوج إلى شبكة الإنترنت، ليتسنى له تصفح مواقع التواصل الاجتماعي بكل سرية.
وساعد هذا البرنامج الإيرانيين على فك حجب بعض التطبيقات والتخلص من الرقابة المفروضة على العديد من المواقع. وكنتيجة لذلك، شهد استعمال برنامج "تور" إقبالا كبيرا من قبل الإيرانيين منذ أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وذكرت الصحيفة أنه على خلفية هذا القرار التعسفي الذي اتخذته الحكومة الإيرانية، كثر استعمال الشبكة الخاصة الافتراضية، التي تتيح لمستخدمي الإنترنت تصفح المواقع المحظورة من قبل الدولة مع الحفاظ على سرية هوية المتصفح.
وفي السياق ذاته، لجأ الإيرانيون إلى برنامج "سايفون" الذي يسمح لمستخدمي الإنترنت بتخطي الرقابة، حيث مكن الشعب الإيراني من الولوج إلى المواقع التي تم حجبها من قبل الحكومة. وقد ارتفعت نسبة استعمال هذا التطبيق منذ اندلاع الاحتجاجات حوالي عشر مرات مقارنة مع الاستخدام العادي.
وأفادت الصحيفة بأنه حسب التقرير الذي قدمه مركز حقوق الإنسان في إيران، عملت الحكومة الإيرانية على تحسين البنية التحتية للإنترنت وتقديم خدمات بأسعار مقبولة في متناول الشعب الإيراني، إلا أنها كثفت من الرقابة على شبكة الإنترنت لتقيد حرية المستخدمين وتمنع الولوج إلى بعض المواقع. كما تقوم الحكومة باختراق الحسابات الشخصية للإيرانيين، خاصة على المواقع التي تشكل خطرا عليها.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن حملة القمع التي تشنها الحكومة الإيرانية على المتظاهرين من خلال الحد من حرية التعبير واستخدام بعض مواقع التواصل الاجتماعي لن تردع الشعب الإيراني ولن تسكته.