هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم أنها تظاهرات في أكثر من عشر مدن إيرانية، تهتف ضد الفساد
والفقر، وتنتقد التورط في سوريا ولبنان واليمن، إلا أنها باعتقادي تظاهرات لا
تبتعد عن كونها سحابة عابرة ستمر.
المآلات
التي أتوقعها، لا تعني أن ايران لا تمر بأزمة، فهناك أزمة اقتصادية داخلية تتقاطع مع
ضغط أمريكي وإقليمي على السياسة الخارجية الإيرانية، ناهيك عن أن غنائم الاتفاق
النووي ذهبت أدراج الاستنزاف الأكبر في سوريا.
قد
اتفق مع أن جزءا ليس باليسير من المتظاهرين كانوا قد ضاقوا ذرعا بالنظام السياسي الإيراني
(سلوكا وهوية)، لكن بالمقابل هناك أنصار كثر وأغلبية مؤمنة بالنظام الإيراني
ومعبأة أيديولوجيا، يمكنها قمع المتظاهرين اجتماعيا، وتأجيل المواجهات لظروف أخرى.
هناك
سؤال كبير عن قدرة السلطات في إيران على تعديل أوتار الحكم بما يبدد السخط
الاقتصادي تحديدا، فهناك شكوك بما يملكه الحكم في طهران غير قمع المتظاهرين.
لا
أعتقد أن ايران تملك ترف الانسحاب من ساحات تستنزف مواردها مثل (سوريا، لبنان، اليمن)،
كما أنها لا تملك عقلية التسويات الكبرى مع العربية السعودية وغيرها، فهناك تصدير
للثورة مكلف، وهناك اعتقاد خطير، إنه مهمة إلهية.
المعطيات
الراهنة تقول إن التظاهرات الحالية لن تبتعد كثيرا عن مصير مثيلاتها في 2009،
فآليات الضبط الإيرانية أمنيا واجتماعيا وثقافيا ما زالت في أحسن حالاتها، وهنا
تبدو التظاهرات كسحابة صيف عابرة.
بالمقابل،
إذا ما بقيت العوامل الاقتصادية الإيرانية التي تستدعي الغضب والسخط على حالها،
فالنبوءة تقول إن المظاهرات ستعود مجددا، بخبرة أكبر، وإعداد أوسع، فهي سحابة صيف
اليوم، لكنها في المستقبل قد تكون إعصارا يتجاوز الثقافة والأيديولوجيا؛ لأن
الشعوب تزحف أولا وأخيرا على بطونها.
السبيل الأردنية