مقالات مختارة

إيران ستخرج فائزة

عمر عياصرة
1300x600
1300x600

معركة فيينا التي تخوضها الولايات المتحدة الاميركية مع ايران حول الاتفاق النووي تبدو محسومة باتجاه طهران؛ فالمعطيات تشير بوضوح إلى ان الجولة حاسمة وهُويتها إيرانية.

آخر الاخبار تتحدث عن تهديد اميركي باستخدام السلاح، وهناك حديث عن مناورات اميركية اسرائيلية اعتبرتها طهران شكلًا من اشكال التهديد.

الاستدراك العسكري الاميركي يؤكد ان طاولة المفاوضات باتت تتجه نحو الخواتيم، وان ايران تحقق الكثير مما تريد؛ مما استدعى التلويح بالقوة للتعويض عن كل ذلك.

من يتابع الصحافة الاسرائلية يرى ان ثمة استسلامًا لمفهوم نجاح مفاوضات فيينا، وهناك من جهة اخرى عجز تنظيري للكتاب الاسرائيليين حول الخيارات الخاصة بدولتهم.

إنها تراجيديا إغريقية في "اسرائيل"، جوقات من التهديد والوعيد، وفي النهاية أقصى ما يمكن العمل عليه هو تحسين الاشتراطات الاميركية في الاتفاق.

بتقديري ان ادارة بايدن لم تعد قادرة على الاستمرار في ممارساة سياسة الضغوطات القصوى على ايران، وان ثمة قناعة بضرورة العودة للاتفاق النووي الموقع في عهد اوباما.

من حهة ثانية علينا ان ندرك ان ايران فازت في قصة العقوبات رغم التأثير الكبير لها في الاقتصاد الايراني، والاهم ان ترك ايران بدون اتفاق قد يعني اقترابها من القنبلة النووية.

لا اعتقد ان "اسرائيل" ستغامر بضرب ايران، وأظنها ستبلع الاتفاق كما هو، والأهم ان العمق العربي الخليجي لم يعد مشتبكًا مع ملف الاتفاق بالشكل الذي لاحظناه إبان فترة ترامب.

من باب التحليل السياسي إيران ستفوز بالإبل في فيينا، وحتى لو انتهت الجولة بعدم الاتفاق، فالنهاية الحتمية ستكون العودة للاتفاق، وفوز طهران بالنقاط على واشنطن وباقي دول المنطقة!

 

(السبيل الأردنية)

1
التعليقات (1)
أتفق معك تماماً
الأحد، 12-12-2021 09:34 ص
الأستاذ عمر عياصرة من كبار المحللين السياسيين الموثوق بكلامهم لأن تحليلهم قائم على المتابعة الدقيقة. وأتفق معه على أن إيران هي الفائزة حتى الآن رغم معاناتها الشديدة بسبب العقوبات الأمريكية القصوى. فصلابة موقفها وعدم اهتزازها إزاء التهديدات الإسرائيلية المستمرة وعدم انهيارها أمام مواصلة العقوبات الأمريكية القصوى ضدها هو على النقيض من استسلام النظم العرية أمام الطلبات والأوامر الصهيونية والضغوط الأمريكية. أقول هذا رغم إيماني بإجرام إيران الشديد وعدوانيتها البشعة وطائفيتها البغيضة في حق أهلينا في سوريا والعراق واليمن وما ارتكبته من مجازر وعمليات تدمير وتخريب وتشييع بشعة في هذه البقاع. ولكننا نتحدث هنا عن نهجهم في التفاوض ولعب اللعبة الدولية.