سياسة عربية

بعد إعلان "جيش شمال سوريا".. هل طوى الأكراد صفحة "قسد"؟

"جيش شمال سوريا" جاء بعد أفول نجم "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" - أرشيفية
"جيش شمال سوريا" جاء بعد أفول نجم "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" - أرشيفية

تبدو"وحدات حماية الشعب" الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بحاجة إلى إعادة النظر بموقفها أكثر من أي وقت مضى، وخصوصا بعد مشارفة الحرب على تنظيم الدولة من نهايتها.

ويرى مراقبون أن التقارب التركي الروسي تسبب بمأزق حقيقي للوحدات، خصوصا بعد ارتفاع مؤشرات اندلاع صراع ما بين الوحدات من جهة والنظام وتركيا من جهة أخرى.

وبهذا المعنى، فسر محللون الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها الوحدات بإعلانها مؤخرا عن تأسيس تشكيل عسكري جديدة تحت مسمى "جيش شمال سوريا"، على أنها إعادة لترتيب الأوراق، وذلك بعد أفول نجم ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية- قسد".

 

وكانت الوحدات قد حددت الهدف من هذا التشكيل بحماية أمن حدودها شمال سوريا، أو ما يسمى بـ"كردستان سوريا" إلى جانب محافظتي الرقة ودير الزور، فما هي دلالات هذا التشكيل؟.

إعادة ترتيب أوراق                           

الباحث في السياسية الدولية جلال سلمي، رأى أن "الوحدات" بإعلانها عن التشكيل الجديد إنما هي تسعى لترتيب أوراقها في إطار عملية التسوية من جديد، وخصوصا أن أدواتها السابقة أي ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية- قسد" لم تعد صالحة للمرحلة الجديدة.

وأضاف سلمي لـ"عربي21"، أن إعلان جيش جديد خاص بالأكراد للبحث عن قوة خاصة بهم، لأن الهدف من تشكيل قسد قد انتهى، وبالتالي من هنا جاء المسمى الجديد البعيد عن قسد وكذلك عن الوحدات، للحصول على القانونية والقبول.

وقال: "اليوم القوة الرسمية في سوريا هي النظام سواء بموافقتنا أو دونها، ولذلك تسعى الوحدات إلى تشكيل قوة كردية خالصة على أمل أن يحصدوا بها الاعتراف وبعض المكاسب".

وبشأن الرسائل التي أرادت الوحدات توصليها رأى سلمي أن "المقصود بالتشكيل الجديد روسيا أولا" قائلا: "يبدو أن الولايات المتحدة دفعت بالوحدات إلى التفكير بالمرحلة المقبلة، التي تتحكم روسيا في زمامها".

وأضاف أن الوحدات تحاول أن تظهر لروسيا أنها قوة متماسكة وأنها قادرة على التطور حتى تطرح نفسها شريكا حقيقا في سوريا، لافتا إلى إشارة قادة الوحدات إلى استعدادهم للتواصل مع النظام السوري.

وحول ربط الإعلان عن التشكيل الجديد بالتهديد التركي رأى سلمي أن الإعلان قد يحمل نوعا من التهديد لتركيا، وأضاف: "لكن المعني بالرسائل هي روسيا، وخصوصا أن روسيا اليوم هي من تقف دون قيام تركيا بعمليات عسكرية في الأراضي السورية".

خلاف داخلي

المحلل السياسي أسامة بشير ذهب إلى أن خلافا داخليا في صفوف الوحدات أدى إلى إعلان التشكيل الجديد، قائلا: "هذه الخلاف لا بد سيظهر على العلن، وخصوصا أنه من المعروف أن هناك صراعا حقيقيا بين تيارات مختلفة داخل الأكراد في سوريا".

وتساءل بشير خلال حديثه مع "عربي21"، "في حال لم يكن خلاف، لماذا هذا التشكيل إذا"، مضيفا أن هناك صراعا بين تيارات تؤمن بالجغرافيا وبالحالة السورية، وبين قيادات لا تؤمن إلا بما يسمى "كردستان سوريا".

وأشار بشير في هذا الجانب إلى الانقسامات التي يشهدها إقليم كردستان العراق، قائلا: "يبدو أن بعض القيادات الكردية بدأت تدرك تماما أن الولايات المتحدة لم تقدم لهم الدعم الكافي لتحقيق أحلامهم".

ما علاقة إدلب

أما قراءة الباحث السوري مهند الكاطع فكانت مغايرة تماما، حيث ربط بين التشكيل الجديد والخطوة القادمة للوحدات الكردية، موضحا: "الخطوة القادمة هي إدلب، ولذلك من غير المستبعد أن تغيير المسمى اليوم هو بأوامر أمريكية تمهيدا للخطوة القادمة".

وقال لـ"عربي21"، إن سمعة قسد تراجعت كثيرا وخصوصا بعض الانتهاكات التي قامت بها، وكذلك بعد الكشف عن الهوية الحقيقة لها، أي التبعية لحزب العمال الكردستاني".

وأضاف الكاطع: "تحاول الوحدات اليوم تكملة مشروعها من خلال دخولها إدلب لضمان وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط، وبذلك يكون مشروعها التاريخي قد اكتمل".

التعليقات (0)