نشر موقع "ريل سيمبل" تقريرا، تطرق من خلاله إلى كيفية التعامل
الإيجابي والأمثل مع الطفل في حال حصوله على درجات سيئة في
المدرسة بشكل متكرر.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك ستة
أسئلة منطقية ينبغي أن تطرحها على طفلك وعلى نفسك، من أجل التعاطي مع مشكلة تدني المستوى
الدراسي لطفلك بطريقة ناجعة وملائمة.
وأفاد الموقع بأنه في حال نال طفلك درجات سيئة في المدرسة، يتوجب عليك
ألّا تنجرف وراء ما تمليه عليك غريزتك ومعاقبته على ذلك. في المقابل، من المستحسن أن
تحاول وضع نفسك مكان طفلك، وتبين الأمور من منظوره الخاص، ما قد يساعدك في فهم المشكلة
وجذورها بشكل أعمق.
في هذا الصدد، أفاد إيلي ستاين، مدير الإرشاد الأكاديمي والمستشار الأكاديمي
لشركة "لوجيك بريب"، في نيويورك المختصة في خدمات
التعليم، بأن "إحراز
طفلك درجات سيئة ليس بالأمر الخطير. ففي الحقيقة، يعدّ ذلك بمنزلة فرصة رائعة لتقوم
بتبين مصدر هذا الخلل، وتصحيح المسار الدراسي لطفلك؛ من خلال تبني بعض العادات الصحية
والمفيدة".
وذكر الموقع أن السؤال الأول الذي يجب أن تطرحه على نفسك، يتمثل في:
"أين تكمن المشكلة؟ باشر بإعداد قائمة لتحديد مواطن الخلل. فعلى سبيل المثال،
حاول أن تكتشف المواد التي غالبا ما يرسب فيها ابنك، وما إذا كان يرسب في مواد محددة
دون سواها. وبالتالي، ستتمكن من معرفة مواطن الخلل بدقة، وما إذا كان طفلك يشكو من
مشاكل في الكتابة، أو أنه يواجه صعوبات في حل المسائل الرياضية المعقدة.
وأضاف الموقع أن السؤال الثاني الذي يتوجب على الآباء أن يسألوا أنفسهم
بشأنه هو: "ما السبب الكامن وراء هذه المشكلة؟". في الواقع، ينبغي أن يبادر
الوالدان بمعاينة ما إذا كانت هناك عوامل خارجية تقف وراء حصول طفلهما على درجات متدنية،
على غرار تعرضه للتنمر، أو تعاطيه لأحد الممنوعات، الأمر الذي قد يؤثر على أدائه.
وتجدر الإشارة إلى أنه يتوجب على الوالدين معالجة مثل هذه المشاكل؛ من
خلال اللجوء إلى طبيب أطفال أو مستشار في الشؤون العائلية. من ناحية أخرى، قد تكون
المشاكل التي تعترض طفلك نتيجة ثغرات أكاديمية تخص طريقة التدريس، أو التوقعات العالية
التي يضعها المدرسون. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون السبب وراء ذلك عدم جدية طفلك في التعامل
مع الاختبارات، ما يتسبب في حصوله على درجات لا تعكس قدراته الحقيقية.
وأوضح الموقع أن السؤال الثالث الذي لا بد أن يتطرق إليه الوالدان في
سبيل معالجة معضلة الدرجات المتدنية لطفلهم: متى بدأت هذه الصعوبات في الظهور تحديدا؟
في هذا السياق، عليك أن تمعن النظر في تفاصيل الأحداث السابقة؛ من أجل معرفة البداية
الفعلية لهذه المشكلة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت إجابة طفل بشأن كيفية قضائه ليومه
في المدرسة مقتضبة على غير العادة، فينبغي عليك ألّا تتجاهل هذا الأمر. فقد يحيل ذلك
إلى بداية معضلة، سيكون لها بالغ الأثر على درجات طفلك.
في الأثناء، عليك معرفة الأسباب الكامنة وراء تغير عادات واهتمامات طفلك
من وقت لآخر. فوفقا لإيلي ستاين، قد تعكس تصرفات طفلك في المنزل تدني مستواه الدراسي.
وأشار الموقع إلى أن السؤال الرابع ينبغي أن يكون حيال الظروف المثالية
التي يجب على الوالدين توفيرها لأطفالهما أثناء دراستهم في المنزل. وفي هذا الصدد،
أفاد إيلي ستاين بأنه من المستحسن اعتماد بعض الخطوات لتوفير بيئة مشجعة على الدراسة.
وفي هذا الإطار، يمكن للوالدين اتباع سياسة منع استعمال الهواتف النقالة أثناء أداء
الفروض المنزلية، بالإضافة إلى توفير الراحة والهدوء؛ حتى يتمكن الطفل من التركيز.
وأوضح الموقع أن السؤال الخامس الذي وجب التطرق إليه لمعالجة صعوبات
التعلم لدى الطفل، يتمثل في: "إلى أي صنف من التلاميذ ينتمي طفلي، وما هي أساليب
التعلم الملائمة له؟" من هذا المنطلق، يتوجب عليك أن تحدد ما إذا كانت طريقة المدرس
في تقديم المعلومات تؤثر، بشكل من الأشكال، على أداء طفلك في اختباراته. فقد يجد الطفل
صعوبة في تلقي المعلومة من خلال اعتماد الألواح الذكية، أو قد يحبذ طفلك وسائل التعليم
التقليدية.
وبين الموقع أن السؤال السادس يستدعي البحث عن الشخص الأنسب من أجل حل
مشاكل طفلك الدراسية. وفي هذا السياق، يجب أن تحاول إيجاد شخص يثق فيه طفلك، مثل مدرسه
المفضل أو مدربه الرياضي، حتى يعمل على مساعدته. في الأثناء، عليك التزام الحذر، خاصة
أن طفلك لن يوافق على هذا الأمر بسهولة. وبالتالي، انتظر مبادرة طفلك وطلبه المساعدة
منك قبل الأخذ بزمام الأمور والقيام بخطوات غير مدروسة.
وفي الختام، أقر الموقع بأنه ينبغي على الوالدين السعي لكسب ثقة طفلهم،
ما قد يحثه على الاستنجاد بهما من أجل حل مشاكله. وغالبا، سيكون هذا الإجراء بداية
الطريق بالنسبة له من أجل مستقبل شخصي ودراسي أفضل.