هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في اليمن بعد مرور أسبوع على مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، على يد مليشيات الحوثي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وضع الشعب اليمني لم يطرأ عليه أي تغيير، فلا تزال الاشتباكات بين مليشيات الحوثي وقوات التحالف العربي متواصلة، في حين لم يحرز الطرفان أي تقدم يذكر.
وبينت الصحيفة أن علي عبد صالح تولى مقاليد السلطة في اليمن لمدة 33 سنة، حيث كان يعتبر "الرجل القوي" في البلاد. وبعد تحالف دام لمدة سنتين مع ميليشيات الحوثيين تمرد علي عبد صالح على حلفائه وقرر فتح حوار مع السعودية، ليلقى بعد الإقدام على هذه الخطوة حتفه على أيدي الحوثيين.
اقرأ أيضا: شعارات الحوثي على مسجد "الصالح" تثير غضب أنصار صالح (صورة)
وأوضحت الصحيفة أن التأزم هو السمة الطاغية على الوضع في اليمن، حيث يتعرض الشعب اليمني إلى العديد من الانتهاكات. وتجدر الإشارة إلى أن السعودية اليوم أصبحت في موقع الهجوم مستفيدة بذلك من رغبة بعض العناصر، التي كانت موالية لصالح والحوثيين، في إعادة خلط أوراقها من جديد، وأوضحت الصحيفة أن ميليشيات الحوثي لم تحرز أي تقدم، فهي لا تزال إلى الآن محافظة على موقعها والمناطق القريبة من العاصمة بالإضافة إلى صنعاء.
واعتبرت الصحيفة أن موقع اليمن الجغرافي هو الذي جعل منه ساحة لصراع محلي ودولي، حيث يطل على البحر الأحمر والمحيط الهندي. كما يكتسي اليمن أهمية إستراتيجية لأنه يعتبر معبرا لحركة الملاحة البحرية، التي تتجه إلى قناة سويس ثم إلى البحر الأبيض المتوسط.
وبينت الصحيفة أن وفاة علي عبد الله صالح ساهمت في تعميق التوترات واحتدام الاشتباكات بين مليشيات الحوثي والسعودية للسيطرة على المعابر البحرية. فخلال الأسبوع الماضي، شهدت محافظة تعز، وهي ثالث مدينة متنازع عليها منذ سنتين بين الحوثيين وقوات التحالف، مواجهات بين الطرفين، اللذين يرغبان أيضا في السيطرة على بعض السواحل التي تطل على البحر الأحمر، إلا أن الوضع بقي كما هو.
ونقلت الصحيفة عن وكالة "رويترز"، قولها إن قوات الرئيس اليمني هادي وقوات التحالف تمكنت من السيطرة على مديرية الخوخة إثر مواجهة مع الحوثيين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
اقرأ أيضا: بعد الأحداث الأخيرة.. أكثر من 25 ألف يمني نزحوا من صنعاء
وأوردت الصحيفة أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات شنت غارات جوية على مواقع تابعة لقوات الحوثيين في العاصمة صنعاء، وخلال هذه الهجمات كان من الممكن أن يسقط العديد من الأبرياء، مع العلم أن الغارات السابقة التي شنها التحالف استهدفت المدنيين.
وأكدت الصحيفة أنه على خلفية تواصل الاشتباكات والمعارك في المناطق الإستراتيجية بين ميلشيات الحوثي وقوات التحالف العربي، لم يطرأ أي تطور في اليمن ولا تزال البلاد تعاني من ويلات الحرب.
وذكرت الصحيفة أن جثة الرئيس اليمني أضحت قضية سياسية، حيث يذكر أنها في المستشفى العسكري الواقع تحت سيطرة الحوثيين، الذين رفضوا تسليمها لأسرته إلا بشرط أن يتم دفنه في مسقط رأسه دون أي مراسم شعبية لتشييع الجثمان، فيما ترغب عائلته في تسلم الجثة دون قيد أو شرط.
وأوردت الصحيفة أنه بعد يومين من مقتل صالح زعم الحوثيون أنهم عثورا على كميات من الذهب والفضة ومبالغ نقدية في منزله، وسيتم تحويلها إلى البنك المركزي بصنعاء في محاضر رسمية متلفزة لأنها من أموال الشعب.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من تخلي صالح عن حليفه الحوثي وإعلانه عن رغبته في إجراء حوار مع السعودية للتصدي للحوثيين، إلا أن ذلك كان سببا في نهايته ولم يترتب عن مقتله أي تداعيات سلبية على موقع الحوثيين أو مستجدات جديدة في الأزمة اليمنية.