هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي تقريرا حول السياسة الجديدة التي ينتهجها فيسبوك، المتمثلة في حظر حسابات النساء اللاتي يقمن بالرد على بعض الرجال بكلمات نابية، على غرار "الرجال هم الحثالة". ويرجع ذلك إلى أن شركة فيسبوك قامت بتصنيف الرجال أصحاب البشرة البيضاء على أنهم "مجموعة يجب حمايتها".
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن فيسبوك قام بحظر حساب مارسيا بيلسكي لمدة ثلاثين يوما، بسبب إجابتها على أحد المنشورات مستخدمة عبارة "الرجال قذرون". وكان الحظر صادما لكل متابعيها من النساء، اللواتي قمن بإغلاق حساباتهن على فيسبوك تضامنا معها.
وذكر الموقع أن فيسبوك قام بحظر الحساب الساخر لكايلا أفري نحو 10 مرات. وقد نالت أفري وابلا من الألفاظ النابية والتلميحات الجنسية جراء كتابتها منشورا على صفحتها على فيسبوك قالت فيه:"الرجال ما زالوا الأسوأ". وفي هذا الصدد، تلقت أفري تهديدات بتتبع عنوان مسكنها والتعدي عليها بالعنف، إلا أن حظر حسابها حال دون تمكنها من التبليغ عن ذلك التهديد.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أسست حوالي 500 امرأة مجموعة خاصة تحت اسم "أنا أيضا#" على فيسبوك، بهدف الاعتراض على ذلك الحظر، وكتبن فيها "الرجال قذرون"، إلا أنه تم حظر حسابات جميع المشاركات في تلك المجموعة. وفي السياق ذاته، قامت العديد من النساء بمشاركة تجربتهن مع الحظر على موقع تويتر، على غرار الممثلة الشابة، راي ساني.
وأورد الموقع أنه بعد انتشار هذه المشكلة، أنشأت أفري موقعا على الإنترنت يوثق عشرات الحسابات التي يتم حظرها بسبب كتابة كلمات معادية للرجال، أو حتى الرد على الرجال، الذين يكتبون تعليقات ورسائل عنصرية تدعو للعنف ضد النساء. في المقابل، لا يتعامل فيسبوك بالمثل مع هؤلاء الرجال، على الرغم من أن ساني قامت بنشر عدد من لقطات الشاشة لتلك التعليقات التي تحث على الكراهية.
وذكر الموقع أن المتحدث باسم فيسبوك علق على ذلك قائلا إن الشركة تسعى لنبذ كل ما يتعلق بالتحرش والكراهية، وحذف كل المنشورات التي تدعو للعنف. وأكد هذا المصدر أن كلمة "قذر" كلمة تدعو للكراهية، لذلك يجب منع تداولها. وفي السياق نفسه، ذكرت مؤسسة "بروبابليكا" إن فيسبوك تصنف الرجال أصحاب البشرة البيضاء على أنهم "المجموعة التي يجب حمايتها".
كما قال المتحدث باسم فيسبوك إن جميع الأجناس والأديان محمية بموجب سياسة فيسبوك. ولكن، من الواضح أنه لا يتم تطبيق ذلك من المشرفين في فيسبوك، حيث قامت مجموعة من النساء بكتابة منشورات على صفحاتهن، يقلن فيها إن "النساء قذرات"، ثم قامت أخريات بالإبلاغ عن تلك المنشورات ولكن لم يتخذ فيسبوك أي إجراء حيال تلك المنشورات. ومن المفترض أن موظفي فيسبوك يتلقون تدريبا جيدا حول قضايا معينة، يتجنبون خلالها أي تحيز شخصي.
وأوضح الموقع أن فيسبوك يتعامل مع كل منشور بصورة فردية، ولا يعنيهم صاحب المنشور أو تاريخه في كتابة كلمات تدعو للعنف، أو حتى مشاركته في إحدى الحملات ضد التحرش. وبالطبع، إن عدم اطلاع المشرفين في فيسبوك على تلك المعلومات الخاصة بالمستخدمين، يؤدي في النهاية إلى فهم بعض المنشورات بطريقة خاطئة، لأنه من المهم فهم السياق الذي نشرت فيه تلك الكلمات.
وأضاف الموقع أن المشرفين في فيسبوك أصبحوا غير قادرين على التمييز بين بعض المنشورات التي كتبت من باب السخرية وليس الهجوم. وبسبب هذه السياسة، تجد النساء صعوبة في التعبير عن آرائهن في بعض الأحيان. وقديما، كانت السخرية هي الطريقة التي تنتهجها النساء للتعبير عن سوء معاملة الرجال لهن، والآن أصبح فيسبوك بمنزلة منصة التعبير. وحين يفشل المشرفون في تحديد نوع المنشور، فإنهم بذلك يجنون على النساء ويشجعون العنف ضدهن.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم فيسبوك أن الشركة تبذل قصارى جهدها لتجنب مثل تلك الأخطاء، آخذين بعين الاعتبار تاريخ القمع العرقي أو الجنسي.
من جانبها، انتقدت أفري سياسة النشر على فيسبوك قائلة إن "النشر على موقع فيسبوك يعتبر بمنزلة السير في حقل ألغام، حيث أقوم بمراجعة منشوراتي بدقة قبل نشرها خوفا من الوقوع في مثل تلك الأخطاء، التي قد تتسبب في حظر حسابي، وهو ما يسبب لي الكثير من التوتر".
وأفادت أفري بأنه تم حظر حسابها على إنستغرام بسبب تحدثها من خلاله عن حظر حسابها على فيسبوك. وأفادت أن حركة "أنا أيضا#" ما زالت موجودة ومنتشرة إلى الآن بفضل منصات أخرى غير فيسبوك، التي تهدف إلى التضامن مع من يتم حظرهن على فيسبوك بسبب منشوراتهن، وتوضيح كيف يقوم فيسبوك بالتضييق عليهن ومنعهن من النشر.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن فيسبوك يستخدم أسلوب الترهيب ضد النساء، في حال أردن التعبير عن رأيهن في الرجال. وفي الوقت نفسه، لا يقوم فيسبوك بحذف العديد من المنشورات التي تدعو للكراهية والعنف. وعلى خلفية ذلك، قالت ميرديث المتخصصة في تتبع استراتيجية مواقع التواصل الاجتماعي، إن "فيسبوك يسعى لإسكات صوت المرأة".