هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار
الله"، حليفه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، إلى "الكف عن التهوّر
اللامسؤول والتصرف الذي لا مبرر ولا داعي له"، تعليقا على تجدد الاشتباكات، اليوم السبت، بين قوات الطرفين في العاصمة صنعاء.
وفي الوقت ذاته، دعا "صالح" -من
جانبه- الجنود والضباط "المستبعدين"؛ إثر هيكلة أجرتها الحكومة الشرعية،
إلى العودة لمعسكراتهم، في رسالة نحو التصعيد ومواجهة "الحوثيين".
وفي تطور متدحرج للأزمة أفادت مصادر يمنية باعتقال قوات الرئيس المخلوع صالح، لعبد الخالق الحوثى نجل شقيق زعيم ميليشيا الحوثى، ودعت قوات صالح، موظفى الدولة لعدم الانصياع إلى أوامر الحوثيين.
ووصف "الحوثي"، في كلمة متلفزة بثتها
قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أحداث صنعاء بأنها "اختراق نجح
فيه الأعداء في التأثير على أصحاب القرار هناك، وانزلقوا إلى هذا المنعطف
الخطير"، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني
السابق علي عبد الله صالح.
ونقلت قناة العربية أن القوات التابعة لصالح سيطرت فجر السبت على مبان حكومية أبرزها الجمارك، والمالية، ووكالة سبأ التابعة للحوثي، ومبنى التلفزيون، ووزارة الدفاع ومعسكر النقل، بدعم من فصائل قبلية.
كما تمكنت القوات الموالية لصالح من طرد
الحوثيين من المحويت، وإب، ومعسكر كزيز جنوب العاصمة.
وكان طرفا النزاع نظما الجمعة محادثات جديدة؛ سعيا لإنهاء الاقتتال بينهما.
لكن هذه المفاوضات لم تتح التوصل إلى اتفاق بين
حزب المؤتمر الشعبي العام وحركة "أنصار الله".
ومساء الخميس، نظم عشرات آلاف الحوثيين استعراضا
للقوة في صنعاء، غداة صدامات مع أنصار صالح، خلفت عددا كبيرا من القتلى.
اقرأ أيضا: حزب صالح يطالب الأمن والجيش بـ"عدم الانصياع" لقادة الحوثي
وهي ليست المرة الأولى التي تسجل فيها توترات
بين معسكري المتمردين؛ ففي آب/ أغسطس، قتل ثلاثة أشخاص في صدامات بينهما.
وقال زعيم الحوثيين: "أناشد رئيس حزب
المؤتمر بأن يكون أعقل وأنضج وأرشد من تلك المليشيات، وأن يتفاعل إيجابيا مع جهود
إيقاف الفتنة".
وأضاف: "أحذر بجد من الاستمرار في هذا
المسار التخريبي، وأدعو الدولة لتحمل مسؤولياتها؛ لفرض الأمن والاستقرار".
ووصف الحوثي "مليشيات صالح" بالقول:
"كانوا كالأرانب يوم اقتحمت قوات تابعة لعبدربه منصور هادي جامع الصالح وقناة
اليمن اليوم.. واليوم تتحدثون عن اقتحامات باسم مصلحة الوطن؛ لأن أمامكم أخوة لكم"..
في إشارة إلى المسلحين التابعين له.
كما دعا المواطنين إلى "التحلي بالمسؤولية
والانضباط، والحفاظ على أمن العاصمة واستقرارها، وألّا يستجيبوا للدعوات الدموية
والتحريضية، التي تحاول نشر التخريب والفتنة والفوضى في العاصمة صنعاء
وغيرها"، في إشارة لبيان سابق لحزب صالح يدعو المواطنين للدفاع عن أنفسهم.
من جانبه، دعا الرئيس السابق علي عبدالله صالح، اليوم السبت، الجنود المنتمين للوحدات العسكرية الموالية له، الذين سبق استبعادهم،
إلى العودة لمعسكراتهم، في رسالة ضمنية لمواجهة مسلحي "الحوثي".
وقالت قناة "اليمن اليوم"، المملوكة
لصالح، إن الرئيس السابق "وجه نداء لضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن، ممن
استبعدوا جراء هيكلة أجرتها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإقصاء الحوثيين، بالعودة إلى أعمالهم ومعسكراتهم".
وكان العشرات من هؤلاء الجنود والضباط اتجهوا إلى مهن أخرى، ورفضوا الدخول في الحرب، التي تشهدها البلاد بين الحوثيين
وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية من جهة أخرى.