هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "برافدا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لخوض فصل ثان من الحرب في سوريا. والجدير بالذكر أن دمشق وموسكو تحتفلان اليوم بالنصر، لا سيما بعد انتهاء الحرب الأهلية التي دامت ست سنوات ونصف وأودت بحياة حوالي ربع مليون شخص.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "المراقبين يشككون في احتمال قبول واشنطن للهزيمة، في الواقع قد تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام الأراضي الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي على اعتبارها نقطة انطلاق لنقل ميليشيات جديدة تنتمي للمعارضة المسلحة إلى سوريا"، ونتيجة لذلك ستشتعل الحرب من جديد في البلاد وقد تكون أشد وقعا من سابقتها.
والجدير بالذكر أن المقر الصيفي للرئيس الروسي في سوتشي "بوتشاروف روتشي" تحول إلى مركز لحل النزاع السوري. وقد اجتمع فلاديمير بوتين في مطلع هذا الأسبوع مع الرئيس السوري، بشار الأسد، حيث استغرقت المحادثات قرابة 4 ساعات. فضلا عن ذلك، اجتمع خلال الثلاثاء رؤساء أركان كل من روسيا، وتركيا، وإيران، ليلتقي في اليوم الموالي زعماء الدول الثلاث وذلك استعدادا لقمة سوتشي.
اقرأ أيضا: ترامب يكشف للروس تفاصيل عملية سرية نفذها الموساد بسوريا
وأوضحت الصحيفة أنه وفي حين أعلن الرئيس السوري عن تحرير سوريا من قبضة تنظيم الدولة، بادر بوتين بالتدخل قائلا، إن "هزيمة تنظيم الدولة بشكل كامل لم تتحقق بعد ولا تزال بعيدة المنال. ولكن فيما يتعلق بالعمل المشترك في الحرب ضد الإرهاب، يمكن الجزم بأن العملية العسكرية توشك على نهايتها".
وبينت الصحيفة أن الكرملين عمد إلى تقييم الوضع في سوريا بشكل موضوعي، حيث لا يحيل انتهاء العملية العسكرية بالضرورة إلى تحقيق السلام الذي طال انتظاره. ومن المؤكد أن مقاتلي التنظيم، فضلا عن المعارضة المسلحة الموالية للغرب لن يتقبلوا الهزيمة بسهولة، في حين ستحاول هذه القوات استعادة قوتها للانتقام. ولعل أبرز دليل على ذلك، القذيفة التي أطلقت على السفارة الروسية في دمشق في الوقت الذي كان فيه بوتين والأسد في خضم محادثاتهما في سوتشي. وقد أدى ذلك إلى إلحاق بعض الضرر بالسياج الخارجي للسفارة، وإتلاف خط أنابيب المياه، وخط الكهرباء.
وأضافت الصحيفة أنه وعلى خلفية هذه الحادثة، وفي اليوم ذاته، قدمت روسيا إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قرارا تدين من خلاله قصف السفارة، إلا أنها تفاجأت بعرقلة الولايات المتحدة لمشروع هذا القرار. من جهتها، وصفت موسكو الخطوة الأمريكية بأنها مظهر من مظاهر ازدواجية المعايير فيما يتعلق بالإرهاب.
وتطرقت الصحيفة إلى القرار الذي أصدره الكونغرس الأمريكي في كانون الأول/ديسمبر سنة 2016، والذي يبيح لإدارة دونالد ترامب إرسال الأسلحة إلى جماعات المعارضة السورية الموالية للغرب. وفي هذا الصدد، يمكن للكونغرس الأمريكي الذهاب إلى أبعد من ذلك وسن قرار بشأن تخصيص مساعدات مالية كبيرة لما يعرف "بالحكومة السورية في المنفى"، التي تتكون أساسا من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وتناولت الصحيفة تجربة الحرب السوفيتية في أفغانستان بين سنة 1979 وسنة 1989، حيث يعود نجاح المعارضة المسلحة الأفغانية إلى الدور الحاسم الذي لعبته قواعد تدريب عناصر المعارضة على الأراضي الباكستانية. وقد أنشأت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في أعقاب دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان في سنة 1979، شبكة من معسكرات التدريب، وقواعد لقوات المعارضة الذين انخرطوا مباشرة في الحرب. ومن حيث المبدأ، لا يمكن استبعاد إمكانية إعادة تجسيد واشنطن لهذا السيناريو في سوريا.
اقرأ أيضا: هل يفرض بوتين وبشار على سوريا "سلام المنتصرين"؟
وأوردت الصحيفة أن لسوريا حدود مع خمس دولٍ، حيث تحدها من الشمال تركيا، والعراق شرقا، والأردن جنوبا، وغربا لبنان، وإسرائيل. ومنذ بداية الحرب الأهلية السورية، أقامت تركيا معسكرا لتدريب الوحدات المسلحة التابعة "للجيش السوري الحر". في المقابل، لن يخدم ذلك مصالح واشنطن للولايات المتحدة، حيث لا يمكنها اعتماد تركيا لتدريب ونقل المتشددين لسوريا. فضلا عن ذلك، ترى أنقرة أن ترامب انتهك الوعد الذي قدمه للرئيس التركي أردوغان عندما أمر بتأمين الأسلحة لصالح الأكراد السوريين.
وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لبعض المراقبين، تعد إسرائيل أكثر البلدان ملائمة لمخططات الولايات المتحدة، حيث يمكن استخدامها على اعتبارها نقطة انطلاق لنشر قوات المعارضة، لا سيما أن تل أبيب متعطشة إلى إعادة زعزعة الاستقرار في سوريا. وعموما، لا يعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لفكرة إقامة مناطق وقف تصعيد بالقرب من مرتفعات الجولان، من قبيل الصدفة.
والجدير بالذكر أن القوات الإسرائيلية، نفذت في العديد من المناسبات ضربات جوية ضد منشآت تابعة للحكومة السورية، على الرغم من تحذيرات روسيا. وبدوره، أكد نتنياهو أن تل أبيب لن تتوقف عن استهداف قوافل إمدادات قوات حزب الله اللبناني على الأراضي السورية.
وفي الختام، أقرت الصحيفة بأنه في سنة 2012 و2014، عقدت المخابرات الإسرائيلية سلسلة من الاجتماعات مع قادة المعارضة السورية المسلحة، لمناقشة مسألة تمويل وتوريد الأسلحة لفائدة المتمردين السوريين. وبالتالي، لن تمانع إسرائيل في إقامة قواعد عسكرية على أراضيها لتدريب وإعادة نشر وحدات المعارضة المسلحة على الأراضي السورية.