سياسة عربية

تسمم جماعي بالغوطة وضحايا من الأطفال وسط "حرب تجويع"

تسمم جراء مادة بيعت على أنها ملح وسط حصار وجوع شديدين- الدفاع المدني السوري
تسمم جراء مادة بيعت على أنها ملح وسط حصار وجوع شديدين- الدفاع المدني السوري

أكد مصدر في الدفاع المدني السوري، الخميس، سقوط ضحايا مدنيين في الغوطة الشرقية في دمشق، جراء تسمم جماعي تعرضوا له.

وقال المصدر لـ"عربي21"، إن 35 شخصا على الأقل أصيبوا بالتسمم، بينهم حالتان حرجتان نتيجة تناولهم من مادة تباع في الأسواق كملح للطعام، بحسب التقارير الطبية الأولية.

وأضاف أن طفلتين فارقتا الحياة جراء حالة التسمم، هما "رحمة الصالح وختام الصالح".  

من جهته، أفاد الناشط محمد علي من الغوطة، بأن "الأطباء يشتبهون بأن مادة الملح التي بيعت في مدينة زملكا "تحتوي على مادة كلوريد الألمنيوم السامة".

وقال إن بعض الحالات الخطرة تم نقلها إلى العناية المركزة.

وأوضح أن هذا يأتي نتاجا للحصار المفروض على الغوطة الشرقية، من النظام السوري، وندرة مادة الملح وغلاء أسعارها.

 

اقرأ أيضا: صحيفة ألمانية: هكذا يقود الأسد حرب تجويع ضد شعبه

يشار إلى أن النظام السوري يفرض حصارا خانقا على المدنيين في الغوطة الشرقية، منذ أكثر من خمس سنوات، ما أدى إلى تفاقم معاناة السوريين، جراء نقص المواد الغذائية والطبية.

في سياق متصل، أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تقريرا الأربعاء، تناول فيه الحالة الإنسانية الحرجة في الغوطة، كاشفا أن السوريين هناك "يأكلون القمامة، ويجبرون أطفالهم على التناوب على تناول الطعام"، بسبب نقص شديد في الغذاء.

وجاء في التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21" أنه منذ أيلول/ سبتمبر، اضطر نحو 174500 شخص في بلدة دوما في المنطقة المحاصرة على اتباع "استراتيجيات تكيف" على الوضع الطارئ.

وأورد التقرير الأممي أن التكيف الذي اعتمده المدنيون المحاصرون "يشمل تناول الطعام الذي انتهت صلاحيته، وعلف الحيوانات والنفايات، والبقاء لأيام دون طعام، والتسول، والقيام بأنشطة شديدة الخطورة للحصول على طعام".

وأكد التقرير وقوع كثير من حالات الإغماء بسبب الجوع بين أطفال المدارس والمدرسين.

وذكر أن أربعة أشخاص على الأقل لاقوا حتفهم من الجوع، بما في ذلك طفل في دوما انتحر بسبب الجوع. 

واستند التقرير على مسح عبر الهواتف المحمولة، ومعلومات من مصادر على الأرض.


ولم تدخل أي قافلة إغاثة تحمل طعاما لدوما منذ حصلت على حصص دقيق القمح في آب/ أغسطس الماضي.

وأشارت إلى أنه "رغم بعد دمشق 15 كيلومترا فحسب، فإن 700 غرام من الخبز أغلى بخمس وثمانين مرة في الغوطة الشرقية".

وتوقع التقرير أن "الوضع سيزداد تدهورا في الأسابيع المقبلة، حيث إن من المتوقع أن ينفد مخزون الغذاء تماما، وستتقلص استراتيجيات التكيف في المنازل بشدة، نتيجة لذلك".

التعليقات (0)