هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يستمر العمل على معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، بعد فتحه لثلاثة أيام استثنائيا أمام حركة المسافرين من أصحاب الحاجات الملحة، وسط حالة من السخط على بطء الإجراءات المتبعة والتي تسببت بالحد من أعداد المسافرين.
وهذه المرة الأولى منذ 11 عاما التي يفتح فيها المعبر تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق، وبتشغيل مباشر من طواقمها، ولم يلمس المسافرون تحسنا على سير العمل، خاصة في الجانب المصري، إذ أن ساعات الانتظار الطويلة وبطء العمل؛ أرهقت المسافرين على طرفيه، خاصة المرضى وكبار السن.
اقرأ أيضا: الشؤون المدنية: طواقمنا مستعدة لفتح معبر رفح الأربعاء القادم
واضطر مئات من المسافرين للمبيت في الصالة الفلسطينية للمعبر بعد أن أرجعتهم السلطات المصرية أمس ولم تسمح باستقبالهم وإنهاء إجراءات سفرهم؛ فيما أرغم مئات آخرون على النوم في الصالة المصرية أيضا ولم يسمح لهم بالتحرك في اتجاه القاهرة، بسبب حظر التجوال في سيناء الذي يفرض هناك بسبب الأوضاع الأمنية.
واشتكى مسافرون تحدثت إليهم "عربي21" من ساعات انتظار طويلة يقضونها في الجانب الفلسطيني من المعبر أملا في أن يحالفهم الحظ بالدخول للجانب المصري.
وقال شادي أبو زكريا إنه سجل للسفر بهدف العلاج في احدى المستشفيات المصرية منذ ثمانية أشهر مضت، وظل طوال هذه الفترة يترقب ورود اسمه ضمن كشوفات المسافرين، إلى أن حالفه الحظ يوم أمس.
وأضاف أبو زكريا في حديث لـ"عربي21" : "خرجت عند الساعة الرابعة فجرا من بيتي في غزة، ووصلت إلى صالة أبو يوسف النجار في خانيونس بعد أقل من ساعة (مكان تجمع المسافرين)، ولكن سمح لنا بالتحرك إلى المعبر عند الثانية عشر ظهرا".
وتابع: "انتظرنا في الجانب الفلسطيني للمعبر حتى يسمح لنا بالتحرك إلى الجانب المصري، ولكن بعد ساعات من الانتظار في الحافلات على البوابة المصرية، فوجئنا أن الجانب المصري يرفض استقبالنا وأجّل سفرنا إلى اليوم التالي، مما اضطرنا للنوم في المعبر أملا في أن يحالفا الحظ اليوم".
وأضاف :" أنا مريض ولدي تحويلة للعلاج في مصر، ولا أستطيع تحمل التعب والإرهاق، وكل ما أتمناه أن أتمكن من المغادرة للعلاج لأنني أنتظر هذه اللحظة منذ شهور مضت".
اقرأ أيضا: فتح معبر رفح "لثلاثة أيام" والسلطة تتسلم إدارته
وردا على سؤالنا حول تقييمه للعمل في المعبر مع استلام حكومة الوفاق قال أبو زكريا: "الأمور سيئة جدا وحرس الرئيس في المعبر، يسجل بيانات المسافرين بالورقة والقلم، وهذا يؤدي إلى بطء في الإجراءات".
لكنه أكد أن المشكلة الكبرى تكمن في الجانب المصري من المعبر وأردف: "كل ساعتين أو ثلاث ساعات يطلب الجانب المصري حافلة أو حافلتين فقط، وهناك أولوية لحملة الجواز المصري وللتنسيقات المصرية على حساب المرضى والطلاب والحاجات الإنسانية".
من جهة أخرى اعتصم مئات من الطلاب المسجلين في جامعات الخارج أمام بوابة المعبر لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على عدم حل مشكلتهم وتمكينهم من الالتحاق بجامعاتهم.
وعادة ما يخسر العديد من الطلاب في غزة مقاعدهم الدراسية والمنح التي يحصلون عليها من الجامعات في الخارج بفعل الإغلاق المتواصل للمعبر.
وسمحت السلطات المصرية بسفر نحو 600 من العالقين فقط وهو عدد يعتبر قليل مقارنة بالفتحات السابقة، خاصة في ظل الآمال التي عقدها المواطنون على تحسن العمل في المعبر بعد استلامه من قبل حكومة الوفاق، ولوحظ أن طواقم الحكومة العاملة في المعبر تعمل يدويا بدل النظام المحوسب، حيث يجري تسجيل المسافرين يدويا بسبب خلل أصاب شبكة الحواسيب.
يذكر أن 14 يوماً فقط هي الأيام التي فتح فيها معبر رفح منذ بداية عام 2017 الذي يوشك على الانقضاء، وهو المعدل الأقل لأيام فتح المعبر خلال السنوات الأخيرة.
ويعد معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة المحاصر، ويقع جنوب قطاع غزة على الحدود الفلسطينية المصرية، وهو المعبر الوحيد بغزة الخالي من أي تواجد أو سيطرة "إسرائيلية" عليه.