نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافية بتسي وودراف، تقول فيه إن حكومة
بورما تقوم بحملة تطهير عرقي، تسببت بتشريد 600 ألف مدني من
الروهينغا من بيوتهم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن القوات المسلحة البورمية قامت بحرق عشرات قرى الروهينغا، واغتصاب النساء والفتيات، وقتل أعداد كبيرة منهم، بحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية في تشرين الأول/ أكتوبر، لافتا إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ووزارة الخارجية الأمريكية شجبت وحشية الحكومة ضد الأقلية العرقية، التي في غالبيتها من المسلمين.
وتستدرك وودراف بأن "الإعلام اليميني المتطرف قضية أخرى، حيث ساعدت بعض الشخصيات اليمينية المتطرفة والمؤثرة في تكبير الأصوات المحرضة على العنف، وبعضهم وصل به الحد إلى أن قال بأن عقوبة الروهينغا كانت قادمة".
ويلفت الموقع ألى أن المعلقة الأمريكية آن كاولتر قامت في 6 أيلول/ سبتمبر بإعادة نشر فيديو على "تويتر" من Voice of Europe، وهو حساب لليمين المتطرف، وكتب في التغريدة: "الراهب (البوذي): يريد
المسلمون تحويل ميانمار إلى دولة إسلامية، إنهم يدمرون البوذية .. إنهم يتكاثرون بسرعة"، ثم تربط التغريدة بفيديو يظهر آشين ويراثو، وهو راهب بوذي، اشتهرت عنه الخطب المحرضة ضد المسلمين، وقد منعه الزعماء
البوذيون الكبار من الخطابة لعام؛ بسبب تحريضه ضد الأديان، ما يتسبب بالاقتتال الداخلي، وسينتهي هذا المنع في آذار/ مارس، بحسب قناة "الجزيرة".
ويعلق التقرير قائلا: "بصفته واحدا من 45 حساب "تويتر" يتابعها الرئيس دونالد ترامب، فإن كولتر ربما تكون أكثر الناس تأثيرا في تكبير صوت الكراهية ضد الروهينغا".
وتستدرك الكاتبة بأن كولتر ليست وحدها، فهناك أيضا باميلا غيلر، التي وصفها ستيف بانون بأنها "أحد الخبراء الكبار في البلد إن لم يكن في العالم" حول الإسلام، وتشير باستمرار إلى أن الروهينغا هم المسؤولون عن العنف في بورما، وكتبت في منشور على مدونة في 27 أيلول/ سبتمبر هذا العام: "هناك إساءة فهم واسعة للجهاد في ميانمار؛ وذلك بسبب الإعلام الموالي للجهاد -وليس فقط في ميانمار، لكن في إسرائيل وسوريا وليبيا ولبنان وتايلندا والفلبين والصين وروسيا.. ألخ.. وأي مكان هاجر إليه المسلمون فهم يهيجون للإسلام- (وأعني كل مكان هاجروا إليه)، ورد فعل الاعلام هو أنهم ضحايا، ولو تم فهم الصراع بشكل أفضل فستوضع قيود صارمة على الهجرة، (والمفهوم الإسلامي للهجرة)".
ويعلق الموقع قائلا إن هذا الخطاب ليس جديدا على غيلر، ففي عام 2013، كتبت أن للبورميين "الحق كله ليكونوا قلقين" حول وجود الروهينغا في البلد، ووجهت القراء في مقال آخر في العام ذاته إلى كتاب اسمه The Rohingya Hoax (خدعة الروهينغا)، وهو يدعي أن وجود الروهينغا "تزوير إثني" و"هراء"، لافتا إلى أنها كتبت في 8 حزيران/ يونيو 2015 أن الروهينغا في حرب مع البورميين، وقالت: "المسلمون يشنون جهادا في بورما.. لكن البوذيون لا يقبلون ذلك، حيث 90% من البورميين بوذيون، وهؤلاء إناس مسالمون، لقد جلب المسلمون الحرب إلى بورما".
وأضافت غيلر قائلة: "أي مكان يهاجر إليه المسلمون يحصل هناك صراع .. وهكذا حصل في بورما، ولدعم روايتهم الكاذبة يقومون بنشر الصور الكاذبة، لقد تعلموا ذلك جيدا من (الفلسطينيين)".
ويفيد التقرير بأن اليميني روبرت سبنسر، الذي يؤمن بنظرية المؤامرة، طرح أفكارا مشابهة في مدونة لموقع غيلر، تم نشرها في 10 أيلول/ سبتمبر 2017، فكتب سبنسر إن "اونغ سان سو تشي تقول إن الادعاءات بوقوع إبادة هي (أخبار كاذبة) ولديها حجة قوية".
وتنوه وودراف إلى أن مواقع تحظى بعدد قراء أكبر روجت رواية شبيهة، ففي 21 حزيران/ يونيو 2013، نشر موقع "بريتبارت" مقالا، احتج بأن المسلمين يهاجمون بورما، وقال المقال: "وبدعوات للجهاد ضد ميانمار آخرها الشهر الماضي، واضح أن البوذيين في ميانمار يحاولون الدفاع ضد الهجوم على بلدهم، ليس فقط من الأقلية المسلمة التي تعيش هناك، لكن من المسلمين في أنحاء العالم"، وخلص ذلك المقال إلى أنه "ربما يحاول البوذيون الحفاظ على تاريخهم وحضارتهم في وجه الدعوات إلى التدمير".
ويذكر الموقع أن موقع "بريتبارت" نشر بعد شهر تقريرا من وكالة أنباء "أسوشييتد برس" يتعارض مع مقالهم، حيث كان عنوانه: "أسوشييتد برس: هناك تجاهل لمذبحة المسلمين في ميانمار".
وبحسب التقرير، فإن موقع "بي جي ميديا" المحافظ نشر في 30 أيار/ مايو 2015، مقالا بعنوان "في بورما، الصندل على القدم الأخرى بينما المسلمون يشتكون"، تم فيه وصف ويراثو (الذي يحرض ضد المسلمين) بـ"الراهب البوذي اللطيف"، بالإضافة إلى أن موقع WorldNetDaily، المعروف بترويجه لنظرية مؤامرة بيرثر، "التي تشكك في أمريكية باراك أوباما"، قام بنشر مقال، أشار فيه إلى أن حكومة بورما تتعامل مع أزمة الروهينغا بشكل صحيح.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن الناشطة ضد الهجرة آن كوركران قالت للموقع: "البوذيون فهموها بشكل صحيح.. وهم يتصرفون بشكل غير صحيح سياسيا".