هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشي التصريحات الأمريكية الروسية المتضاربة حول تطبيق اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، الذي أنجز السبت في فيتنام بين واشنطن وموسكو، عن حالة خلاف بلغت ذروتها بين الجانبين.
ويبدو واضحا، أن الخلاف الأمريكي الروسي الذي أظهره للعلن، مصير المليشيات الإيرانية في الجنوب (القنيطرة ودرعا)، مرشح للتصاعد في الفترة القادمة، ولن يقتصر على الجنوب السوري وحسب، لا سيما مع اقتراب الحرب على تنظيم الدولة من نهايتها في سوريا، ومع ازدياد القلق الإسرائيلي من تواجد إيران على مقربة من حدودها.
ويرى مراقبون أن المستفيد الأكبر من الخلاف الأمريكي الروسي هو تنظيم الدولة، وهو ما أكده المحلل السياسي، أحمد العطرة، الذي أشار إلى أن من شأن هذا الخلاف "إطالة عمر تنظيم الدولة فيما تبقى من مناطق سيطرته".
وفي حديث مع "عربي21" لفت العطرة إلى التباطؤ الشديد في وتيرة معارك مدينة البوكمال، وقال: "كان الجميع يعتقد أن أمد المعركة لن يطول وأنها ستنتهي بأقصر من سابقاتها، نظرا للوضع المربك الذي يعيشه التنظيم بعد خسارته الرقة ودير الزور وريفيها الشمالي والغربي".
وأضاف العطرة، أن ما يجري في معركة البوكمال هو عكس التوقعات، مبينا أن "المعارك تشهد شللا شبه تام بعد أن استعاد التنظيم السيطرة على المدينة، بينما يكتفي النظام وروسيا بالقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين".
اقرا أيضا : روسيا تتهم أمريكا بتقديم غطاء لـ"داعش" في البوكمال السورية
وبناء على المشهد السابق، يجزم المحلل بظهور بوادر لتأجيل الحسم العسكري بدأت في الأيام الأخيرة بعد التصريحات الأمريكية الروسية المتضاربة، بانتظار إنجاز التوافقات بين الجانبين.
ويتفق العميد المنشق عن النظام، زاهر الساكت مع العطرة في ما ذهب إليه من ترجيح لاحتمال تأجيل حسم معركة البوكمال على خلفية الخلاف الأمريكي الروسي الأخير.
لكن الساكت بالمقابل يعتقد أن تأجيل حسم وجود تنظيم الدولة، هو بسبب تلاقي المصالح الروسية الأمريكية على مسألة إبعاد إيران ومليشياتها من الجنوب السوري والبادية عموما.
وموضحا ما يعنيه يقول الساكت لـ"عربي21": "ما من شك بأن انهيار تنظيم الدولة في سوريا مرهون الآن بحسم معركة البوكمال، وفي حال تم فذلك يعني أن مشروع إيران بات مكتملا، أي الممر البري الرابط بين طهران وبيروت عبر بغداد ودمشق، وهذا باعتقادي يمس بالمصالح الأمريكية والروسية في آن واحد".
وعلى ذلك، يعتقد الساكت أن التنظيم لن ينتهي في سوريا، قبل أن تتفق أمريكيا وروسيا على مسألة تواجد حزب الله وإيران في سوريا.
يذكر أن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال: إن المذكرة التي أقرها الرئيسان الأمريكي والروسي، لم تتطرق أبدا إلى سحب القوات الموالية لإيران من جنوب غرب سوريا، وذلك ردا على تصريحات لوزارة الخارجية الأمريكية كانت قد أكدت أن المذكرة نصت "على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غربي سوريا بما فيها القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها، وأن روسيا وعدت ببحث هذه القضية مع السلطات السورية".