كشفت وزارة
الصحة المغربية، عن أن مليونا من أصل أكثر من مليوني شخص يفوق سنهم 25 سنة مصابون بداء السكري، يجهلون إصابتهم بهذا الداء، مشيرة إلى أن المرأة تمثل 50 في المئة.
وأكدت الوزارة، في بلاغ توصلت "
عربي21" بنسخة منه، أن لداء السكري مضاعفات خطيرة ناجمة عنه، حيث يعتبر السبب الرئيسي للفشل الكلوي، والإصابة بالعمى، وبتر الأطراف السفلى وهو كذلك سادس سبب للوفيات.
وبحسب آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء السكري (2016)، فإن ما يقارب 422 مليون شخص في العالم مصابون بهذا الداء، وسيصل هذا الرقم إلى حوالي 552 مليون شخص بحلول سنة 2030، أي ما يعادل شخصا واحدا من كل عشرة أشخاص، نصفهم غير مشخص. وهناك أكثر من 199 مليون امرأة مصابة بداء السكري في العالم، أي ما يعادل 47 في المئة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى ما يناهز 313 مليون امرأة.
ولفت البلاغ إلى أن المرأة المغربية المصابة بداء السكري تواجه العديد من الصعوبات في مراقبة مرضها، وفي نفس الوقت تدبير شؤون أسرتها وإدارة مسؤوليتها العملية. مؤكدا أن هذه الصعوبات قد تشكل، في غياب المتابعة الطبية، "عائقا أمام الحمل أو مضاعفات صحية لها وللجنين أو الرضيع خلال الحمل أو الإنجاب".
وشددت وزارة الصحة على أنها اتخذت العديد من الإجراءات لتحسين التكفل بالمصابين بهذا الداء من بينها، الكشف المبكر، كل سنة، على 500.000 شخص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض في جميع المراكز الصحية، وتوسيع العرض الصحي من خلال دعم المراكز الصحية خصوصا (المستوى الثاني) والموارد البشرية المتخصصة، إضافة إلى التكفل بالمرأة المصابة بداء السكري وخاصة منهن الحوامل من خلال تزويدهن بالمراقبة الطبية والبيولوجية المجانية من أجل حمل آمن بالنسبة لها وللطفل.
ومن بين الإجراءات أيضا، الرفع من الميزانية المخصصة لشراء الأدوية المضادة لداء السكري، وتعزيز التواصل والتحسيس حول داء السكري ومضاعفاته، وتطوير الشراكة مع منظمات التأمين الصحي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لاسيما فيما يخص التربية العلاجية والسكري عند الأطفال.
أدوية بالمجان
قالت وزارة الصحة إنها وفرت العلاجات والأدوية الخاصة بالسكري بالمجان لحــوالي 748.000 مريض مصاب بهذا الداء، بينهم 64% من النساء، وأكثر من 325.000 مصاب يعالجون بواسطة الأنسولين، حيث تخصص وزارة الصحة سنويا غلافا ماليا قدره حوالي 156.700.000 درهم لشراء الأدوية الخاصة بداء السكري (الأنسولين والأقراص) إلى جانب غلاف مالي قدره حوالي 15 مليون درهم لاقتناء المعدات اللازمة للتشخيص وتتبع الحالة الصحية لمرضى السكري.
الخبير الدولي المتخصص في أمراض الغدد والتغذية وداء السكري، الدكتور حمدون الحسين، قال في تصريح صحافي بمناسبة اليوم العالم لداء السكري الذي يصادف 14 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل سنة، إن المغرب معني بإحصائيات منظمة الصحة العالمية، التي تشير إلى تسجيل وفاة مصاب بداء السكري، على رأس كل ستة ثوان، نتيجة مضاعفات المرض على الدماغ والقلب والكلي والعديد من أعضاء الجسم الحيوية.
وأوضح الدكتور الحسني، أن عدم تقيد مرضى السكري بتعليمات الطبيب الاختصاصي، وعدم مراجعة الطبيب، والجهل بالإصابة، عوامل من بين أخرى لا تضاعف فقط من تكلفة العلاج الذي يتطلب شهريا ما بين ألف وستة آلاف درهم (100 إلى 600 دولار)، بقدر ما تتسبب في إلحاق الأذى بالشرايين والقلب والكلى أو الإصابة بالعمى والاكتئاب بجلطات بالدم، وإحداث اضطرابات على مستوى الجهاز العصبي، فضلا عن بتر الأعضاء بأرجل المصاب بداء السكري.
وقال الدكتور الحسني، إن "الجميع مسؤول عن انتشار القاتل الصامت وسط المغاربة، حكومات متعاقبة وسياسات طبية متبعة، منذ تغيير اسم الوزارة الوصية من "وزارة الصحة العمومية" إلى "وزارة الصحة"، الأمر الذي يتطلب انخراط الجميع في تحقيق رهان تقليص استهداف هذا الداء مختلف فئات المجتمع المغربي".
ودعا المتخصص في أمراض الغدد والتغذية وداء السكري إلى إدراج مرضى السكري، ضمن قائمة المرضى المشمولين بالولوج إلى العلاج والحصول على أدوية منخفضة التكلفة، على غرار مرضى السرطان وغيره من الأمراض المزمنة.