هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تجري اليوم انتخابات رئاسية في ما تسمى بـ "دولة أرض الصومال" غير المعترف بها، حيث يتنافس على المقعد ثلاثة مرشحين، هم موسى بيهي من الحزب الحاكم، ومرشحا المعارضة عبد الرحمن عيرو وفيصل علي وارابي، في حين قرر الرئيس المنتهية ولايته "أحمد محمد سيلانيو" عدم الترشح لولاية جديدة.
ودعت السلطات هناك 700 ألف ناخب للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، والتي يتم أجراؤها كل خمس سنوات، إلا أنها تأخرت هذه المرة سنتين بسبب أمور تنظيمية إضافة للجفاف الذي أصاب منطقة القرن الإفريقي.
وتحظى أرض الصومال "صوماليلاند" والبالغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة باستقرار ملحوظ على عكس جارتها جمهورية الصومال، والتي أعلنت انفصالها عنها في 18 أيار/مايو 1991، وجاء هذا الانفصال بعد نشوب الحرب الأهلية التي أعقبت انهيار الحكومة المركزية.
الانفصال عن الصومال
بدأ سعي أرض الصومال للانفصال عن الدولة الأم الصومال في بداية ثمانينات القرن الماضي، حيث اجتمع عدد من السياسيين المنتمين لأرض الصومال بمدينة لندن في نيسان/أبريل 1981، وتم الإعلان عن تأسيس "حركة تحرير أرض الصومال".
وأعلنت الحركة منذ تأسيسها أنها "ستناضل" سياسيا وعسكريا من أجل تحرير أرض الصومال من سلطة حكم الرئيس الصومالي آنذاك "محمد سياد بري"، وأنشأت مقرا عسكريا لها في الأراضي الصومالية شرق إثيوبيا.
وقامت بهجوم عسكري كاسح أدى لخروج قوات الرئيس "بري" منها، وانهيار الحكومة المركزية في مقديشو بداية عام 1991، حيث عقدت الحركة على إثره مؤتمر "برعو" للمصالحة وتقرير المصير.
وشارك بالمؤتمر جميع الحركات التي ساهمت في الحرب ضد "بري"، حيث أعلن فيه الاستقلال وقيام جمهورية أرض الصومال في 18 أيار/مايو 1991م، وتم انتخاب رئيس الحركة عبد الرحمن أحمد علي ليكون أول رئيس لجمهورية أرض الصومال، وانتخب حسن عيسى جامع نائبا له للفترة الانتقالية، فيما لم تحظ "صوماليلاند" باعتراف دولي سواء من الدول أو المنظمات الدولية حتى هذا الوقت.
نظام الحكم
تم إقرار أول دستور مكتوب لأرض الصومال في 31 أيار/مايو 2001م، عبر استفتاء عام بنسبة 97% من المقترعين بحسب السلطات هناك، ونص على انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه معا لولاية رئاسية مدتها خمس سنوات، في انتخابات عامة على أساس الأكثرية العددية للقواعد الانتخابية لنظام اللائحة الحزبية.
ويشكل مجلسي النواب والشيوخ السلطة التشريعية هناك، حيث يتم انتخاب 82 عضوا لمجلس النواب عبر الانتخابات العامة، وتستمر ولايته خمس سنوات، ولم يحدد الدستور الطريقة التي يتم اختيار أعضاء مجلس الشيوخ فيها، والذي تستمر ولايته 6 سنوات.
قاعدة عسكرية إماراتية
على الرغم من عدم اعتراف الإمارات بدولة أرض الصومال، إلا أنها قامت بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها في مدينة "بربره"، وأثارت القاعدة الإماراتية مخاوف دول القرن الإفريقي.
وساهم تزامن إنشاء هذه القاعدة مع وجود قاعدة عسكرية إماراتية أخرى في مدينة عصب الساحلية الإريترية، بزيادة قلق دول المنطقة وخوفها من أن تكون هذه القواعد بداية لسيطرة أبو ظبي على خليج عدن الاستراتيجي.
الجدير بالذكر بأن أرض الصومال توحدت مع باقي أقاليم جمهورية الصومال الكبرى في 1 حزيران/يونيو 1960، وتم مواصلة المحاربة للتحرير باقي الأقاليم من الاستعمارين البريطاني والإيطالي.