سياسة عربية

لوموند: قطر والإمارات تتسابقان لنيل ود القارة الأفريقية

قطر نجحت في ربط علاقة دبلوماسية مع غانا - رويترز
قطر نجحت في ربط علاقة دبلوماسية مع غانا - رويترز

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن السباق الذي تخوضه إمارتان خليجيتان نحو كسب المزيد من الشركاء والأصدقاء في القارة السمراء. ويحيل هذا الأمر إلى أن الصراع الخليجي قد انتقل إلى ساحة قتال أخرى.
 
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "قطر نجحت في ربط علاقة دبلوماسية مع غانا، حيث سيلتقي الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو بالسفير القطري من أجل توطيد الشراكة بين البلدين. وفي الأثناء، بادرت وزيرة الشؤون الخارجية الغانية، شيرلي أيوركور بوتشواي، مؤخرا، بتأدية زيارة للدوحة لمناقشة تفاصيل الشراكة الجديدة".
 
ومن المثير للاهتمام أن قرار فتح سفارة غانا في قطر قد جاء إبان احتدام الصراع بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة الإمارات العربية المتحدة. وقد اختير إيمانويل إينوس، المسؤول السابق في المكتب المكلف بمتابعة الغانيين بالخارج في وزارة الشؤون الخارجية سفيرا لها. وفي الأثناء، يشهد عدد الغانيين الذين يعملون في قطر ارتفاعا مستمرا.
 
وذكرت الصحيفة أن قطر، التي تعتزم فتح مكتب تمثيلي لها في العاصمة الغانية أكرا، في أقرب وقت ممكن، ترى في هذه الخطوة انتصارا سياسيا في قلب الأزمة الخليجية. ويعزى ذلك إلى حقيقة أن هذا البلد الواقع في غرب القارة السمراء لديه قنصلية بسيطة في دبي ولا سفارة له في أبو ظبي.
 
وأوضحت الصحيفة أن حكومة غانا تحظى بدعم كبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، حيث ترى كلا الجهتين أنها تمثل نموذجا للديمقراطية. ويشهد اقتصاد غانا تطورا واضحا، وذلك إبان اكتشاف احتياطي هام من النفط على سواحلها. في المقابل، أخفقت البلاد نسبيا في توظيف عائدات النفط منذ سنة 2014.
 
وأقرت الصحيفة بأن التوقيت الذي وقع فيه هذا التقارب، وبغض النظر عن حقيقة أن أكرا لم تتخذ موقفا واضحا من الأزمة الخليجية، يعد دليلا على أن الإمارة الرائدة في إنتاج الغاز قد حققت تقدما في مشروعها الذي يقضي بالتوسع في القارة الأفريقية. وقد تعززت مساعي قطر عقب اختيار أكثر من 20 دولة بعث تمثيليات لها في الدوحة. في المقابل، تسعى الإمارات العربية المتحدة، الإمارة الصغيرة التي لم تتوان عن قطع علاقاتها بقطر أسوة بالمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين، لتأكيد وجودها في دول الصحراء الأفريقية، أي النيجر وموريتانيا وتشاد.
 
وبينت الصحيفة أنه وبعد قرارها، في 20 من أيلول/ سبتمبر الماضي، فتح سفارة في تشاد، أبرز الحلفاء الأفارقة في الصراع ضد قطر، وإرسالها السفير محمد الشامسي إلى أنجمينا، تسعى أبو ظبي لكسب ود جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

وفي هذا الإطار، حل ليونارد شي أوكيتوندو وزير الشؤون الخارجية لكونغو الديمقراطية ضيفا على أبو ظبي في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، للقاء نظيره الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وقد تم التوقيع على اتفاق تعاون فضلا عن اتخاذ قرار بفتح سفارة لكلا البلدين مع نهاية هذه السنة.
 
ورأت الصحيفة أن تقرب الإمارات العربية المتحدة من الحكومة الكونغولية، في الوقت الذي تضغط فيه الدول الغربية على رئيسها جوزيف كابيلا من أجل إجراء انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، يخدم مصلحة الطرفين. ففي الحقيقة، يبحث كابيلا عن شركاء جدد يتمتعون بجملة من الإمكانيات المالية بعيدا عن الدول الغربية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارب الكونغولي الإماراتي من شأنه أن يوسع من دائرة شركاء الإمارة الصغيرة على الساحة الأفريقية ويساعدها على الخروج من الحزام الساحلي والقرن الأفريقي. وفي الأثناء، يلعب الأمير محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء بدولة الإمارات، دورا رئيسيا في خضم سباق التحالف الأفريقي. ففي الواقع، يُجيد هذا الأمير كيفية إقامة شراكات اقتصادية مع العديد من الأطراف، في حين يعتبر بمثابة جسر لوجيستي يربط بين آسيا وأفريقيا، وذلك بشهادة رجال أعمال القارة الأفريقية.
 
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن محمد بن راشد آل مكتوم قد عقد اجتماعا رئيسيا يومي 1 و2 من تشرين الثاني/ نوفمبر، في المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2017، الذي شارك فيه عدة رؤساء من بينهم الرئيس الأوغندي يوري موسفني والرواندي بول كاغامي وبعض كبار رجال الأعمال الأفارقة. ويندرج ذلك ضمن مساعي الإمارات لتوطيد صلتها بالقارة السمراء.

 

التعليقات (0)

خبر عاجل