هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد تظاهرهم لأكثر من مرة، سمحت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، أمس الأحد، للمئات من عائلات حي المشلب بالعودة إلى مدينة الرقة.
وعبر وسائل التواصل الاجتماعية، تناقل ناشطون صورا تظهر جانبا من فرحة الأهالي وهم يعودون إلى حي المشلب شرقي الرقة، بعد رحلة نزوح دامت قرابة نصف عام عن الحي الأول الذي فرضت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها عليه، بعيد إعلانها عن معركة الرقة.
وقال الناطق الرسمي باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، العميد طلال سلو، إن عودة الأهالي إلى الرقة ستكون شيئا فشيئا وبالتدرج، مبينا أن "عمليات تنظيف الأحياء من الألغام التي خلفها داعش جارية".
اقرأ أيضا: بعد صور أوجلان: الوحدات الكردية تصبغ الرقة بألوانها (صور)
وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، أمر العودة إلى الأحياء مرهون بالانتهاء من إزالة الألغام ومن العبوات الناسفة ومن المفخخات، وذلك لضمان سلامة الأهالي.
وعزا سلو التأخر في السماح للأهالي بالعودة إلى كثرة الألغام في المدينة، وذلك بالرغم من عمليات إزالة الألغام المتواصلة التي تقوم بها أربع شركات دولية، بالإضافة إلى وحدات الهندسة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وأشار سلو، إلى تعرض بعض الأهالي إلى الموت جراء تعرضهم للألغام والعبوات الناسفة، بعد دخولهم إلى الأحياء التي لم يتم تنظيفها بعد من الألغام بطرق غير شرعية.
وأوضح، أن بعض الأهالي يتسرعون العودة، استغلالا منهم لبعض النقاط الضعيفة أمنيا من قواتنا إلى منازلهم، ليكون مصيرهم الموت.
اقرأ أيضا: أهالي الرقة يبحثون عن المفقودين عبر مواقع التواصل الاجتماعي
ولدى سؤاله عن المدة الزمنية لفتح كل أحياء المدينة أمام عودة الأهالي، قال سلو "للآن لا جدول زمني محدد، والفرق تواصل عملها".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي، مهاب الناصر، إن قسد رضخت لمطالب الأهالي الذين تظاهروا لأكثر من مرة على أطراف الحي، وهو الأمر الذي أحرجها على المستوى المحلي والدولي.
وأضاف لـ"عربي21"، بعد تسليط الإعلام الضوء على تلك التظاهرات، بات العالم يتساءل عن أسباب منع عودة الأهالي إلى الحي الذي تسيطر عليه منذ أربعة شهور.
أما عن باقي الأحياء، من مدينة الرقة، قلل الناشط الإعلامي، من احتمال عودة الأهالي إلى باقي أحياء المدينة بسبب الدمار الشديد، وبسبب غياب الخدمات الضرورية.
وقال الناصر: "حتى لو سمحت قسد للأهالي للعودة، فغالبا لن يعود إلا قلة ممن يمتلك المال الذي يمكنه من ترميم المنازل أو إعادة البناء.
واستطرد قائلا: إن مسألة العودة رهن إعادة الإعمار، وهذه المسألة بحاجة إلى وقت طويل نسبيا.
وتفاوتت التقديرات بشأن نسبة الدمار في الرقة، ففي حين ذهب بعضها إلى أن 90 بالمئة من الكتلة العمرانية مدمر بالكامل، قدرت أخرى نسبتها بنحو 60 بالمئة، بينما ذهبت المتشائمة منها إلى حد اعتبار أن "المدينة لم تعد تصلح للسكن".
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أعلنت في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، عن سيطرتها على كامل المدينة، بعد معارك ضاربة مع تنظيم الدولة.