صحافة دولية

ليبراسيون: حالة يأس تخيم على الشباب المصري

شاب مصري
شاب مصري

نشرت صحيفة " ليبراسيون" الفرنسية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى الوضع الذي يعيش في ظله الشباب المصري منذ الانقلاب العسكري الذي قام به الجيش المصري في سنة 2013، بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي. وفي الأثناء، تخيم مشاعر الإحباط على الشباب في مصر؛ نظرا لعدم تحقق مختلف الأحلام والأهداف التي اندلعت لأجلها ثورات الربيع العربي.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشباب المصري يئس من الواقع المرير الذي يعيشه، حيث أعرب الكثير منهم عن رغبتهم في الهجرة إلى إيطاليا أو اليونان. وفي هذا الإطار، قام المخرج السينمائي الشاب، خالد الخلة، بتصوير شريط فيديو، نقل من خلاله واقع الشباب المصري البائس في المدن، الذي لم يعد يجد أي آفاق في صلب المجتمع المصري. ولاقى هذا الفيديو صدى واسعا في مصر.

 

ونقلت الصحيفة بعض التصريحات التي وردت في هذا الفيديو، حيث أفاد شاب مصري قائلا: "لا أعرف إلى أين سأتجه تحديدا، إيطاليا أم اليونان، سأرحل في كل الأحوال، ولا يهم أين سينتهي بي المطاف". وأورد شاب آخر قائلا: "سيقوم صديقي رمضان بكسر يدي. وبالتالي، لن أضطر لتأدية الواجب العسكري".
 
وأوردت الصحيفة وجهة نظر خالد الخلة، الذي قال: "لا تستطيع فعل أي شيء البتة، حيث لن تتمكن من إيجاد عمل أو أن تكون لديك صديقة تتجول معها بحرية في الشارع، كما لا يحق لك أن تسافر. ستعجز عن تحقيق كل الأمور التي ترغب في تحقيقها". من جهته، ذكر فادي الصاوي، الذي يعمل مع خالد الخلة: "نحن جيل تمت التضحية بنا اقتصاديا وجنسيا وسياسيا. يجب علينا العمل بجد لكسب القليل، في سبيل عيش حياة عادية".
 
وأوضحت الصحيفة أن معظم الشباب المصري يحلم بأن يعيش حياة عادية، على غرار جمال. في الواقع، يواجه هذا الشاب المصري مشكلة تعد حكرا على الرجال؛ فحتى يتمكن من الزواج، يتوجب عليه تقديم حلي من الذهب مهرا لزوجته. ولكن جمال يعجز عن تأمين ذلك؛ نظرا لعدم حصوله على عمل مستقر، ما دفعه لتأجيل الزواج.
 
وأكدت الصحيفة أن الشباب في مصر يعاني من البطالة بأعداد كبيرة. فوفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، تتراوح أعمار 79 بالمئة من الشبان المصرين العاطلين عن العمل بين 15 و29 سنة. وتمثل هذه الشريحة العمرية 60 بالمئة من السكان.

 

وفي هذا السياق، أكد جمال، الذي يقضي معظم أوقاته في المقهى، أن العائق الأساسي يكمن في الهوة التي تفصل بين الشباب والأكبر سنا في المجتمع المصري. وفي هذا الصدد، أوضح جمال قائلا: "لا يتوقعون منا شيئا، حتى أننا أصبحنا نشكل عبئا عليهم".
 
والجدير بالذكر أن هذا الشعور لا يقتصر على جمال، حيث يشاطره محمد وأصدقاؤه هذا الرأي. وعلى الرغم من انتمائهم للطبقة المتوسطة، وإقامتهم في وسط العاصمة، إلا أنه لا ملجأ لهم غير الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لاكتشاف العالم من حولهم.
 
ونقلت الصحيفة تصريحات محمد، الذي يبلغ من العمر 22 سنة، والذي أكد أن المشكل يتعلق بالعادات والتقاليد، ويتجاوز حدود التضييق من قبل الحكومة. وأفاد محمد قائلا: "لا أستطيع أن أتصرف بحرية في وسط القاهرة، حيث يشبهونني بالفتاة؛ لأن شعري طويل. أما صديقتي، فأضطر لملاقاتها سرا. حقيقة، ما فتئت الحرية هنا تتقلص تدريجيا".

 

وفي السياق ذاته، أفاد شاب اختار لنفسه اسم "جورج" كاسم مستعار، بأنه "في مصر، أعاني من معضلتين. تتمثل الأولى في أنني مسيحي، يعني أنني أنتمي لأقلية دينية. والثانية تتمثل في كوني مثليّا، أي أنني أنتمي لأقلية جنسية". وفي الأثناء، بادرت الشرطة بالبحث عن جورج؛ بسبب هذا التصريح، على خلفية الإخلال بالأخلاق الحميدة. كما وجهت له تهمة رفع العلم الخاص بالمثليين جنسيا، إثر حفل أقيم في القاهرة في 22 من أيلول/ سبتمبر الماضي.
 
وأضافت الصحيفة أنه تم القبض على 60 شخصا للأسباب ذاتها، الذين قد يتعرضون للسجن لمدة ثلاث سنوات. من جهته، أوضح رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد، إثر هذا الحفل، الذي عمدت الصحافة المصرية إلى عدم ذكر اسمه، أن "المثلية الجنسية هي مرض وعار يتوجب إخفاؤه قبل معالجته. يجب على المثليين تورية عيوبهم، وعدم المجاهرة بأفعالهم المشينة، قبل أن نقوم باستئصال الشياطين التي تسكن أجسادهم".
 
وقالت الصحيفة إن الحكومة قامت بحظر 400 موقع إخباري، من بينها "مدى مصر"، الذي يعنى بالرأي العام المصري، والذي عرف بانتقاده للسياسة المصرية. وفي هذا الصدد، أوضح الشاب المصري، محمد، وأصدقاؤه، أن الحكومة تسعى، من خلال هذا التضييق، لإجبار الشباب على التراجع عن المطالبة بحقوقهم، وتقبل الواقع. وما لا شك فيه، يعدّ هذا الأمر أحد الأسباب التي تجعل من الشباب المصري فريسة سهلة بالنسبة لتنظيم الدولة، الذي يعمل على استقطابهم بأعداد هائلة.
 
وفي الختام، تطرقت الصحيفة إلى فيلم خالد الخلة، الذي توّج مؤخرا في مهرجان الجونة السينمائي، وعن استعداده لتصوير فيلم قصير حول معاناة الشباب المصري، خاصة بعد احتلال القاهرة المرتبة الأولى في قائمة أخطر المدن العالمية بالنسبة للنساء.
   

التعليقات (1)
لا دروس للسيسي
الأربعاء، 25-10-2017 08:46 ص
هذه الصحيفة الأجنبية وجدت مشاكل مصر بالمثلية الجنسية،فلماذا فرنسا لا تمنح اللجوء للمثليين،ولماذا أوربا المتحضرة تسمي المثليين بالشواذ ما دام الأمر طبيعيا.