ملفات وتقارير

ما حقيقة وتفاصيل اتفاق تركيا "وتحرير الشام" بشأن إدلب؟

إدلب- عربي21- سلطان الكنج 16-Oct-17 07:20 PM

الجيش التركي انتشر في عدة نقاط بمحافظة إدلب ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد- الاناضول

بعد دخول القوات التركية إلى محافظة إدلب السورية في إطار تفاهمات مفاوضات الأستانة الخاصة بمناطق خفض التصعيد، يستمر الخلاف بين فصائل الجيش السوري الحر من جهة وما يعرف بـ"هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى، بشأن الانتشار التركي وحقيقة التفاهم الذي تم بين الأطراف.

ومع حديث بعض الفصائل المشاركة في عملية "درع الفرات" التركية عن قرب دخولها إلى إدلب، يرى مراقبون أن ما يسمونه "التفاهم بين هيئة تحرير الشام وتركيا" قطع الطريق على هذه الفصائل.

وفي هذا الخصوص، يدعو القاضي والشرعي عبد الرزاق المهدي ما يسميها "فصائل درع الفرات" إلى "اعتبار النظام وميلشياته والروس عدوا أساسيا، فهم يتربصون بالجميع"، مضيفا أن "أقوال البعض بدخول درع الفرات إلى إدلب لم يصدر من الفصائل رسميا بل من بعض عناصرها".

اقرأ أيضا: لوموند: كيف تم استقبال الجيش التركي كمنقذ في إدلب؟

التنسيق أفضل

وفي حديث لـ"عربي21"، يرى المهدي أن الاتفاق "الذي حصل بين هيئة تحرير الشام والأتراك فيه تجنيب لإدلب من دمار وتشريد يتربص بها"، مشيرا: "ليس من الحكمة والمصلحة الصدام مع الأتراك، فالأحسن التنسيق والتوافق معهم، وهذا ما حصل".

ويتابع: "إن أعداء الثورة كثيرون وهم النظام والروس والتحالف الدولي، وكلهم يريدون أن يقع صدام بين الأتراك والهيئة وغيرها من الفصائل، لكي يفرحوا بذلك باعتباره قتالا سنيا سنيا ثم يتفرغون لنا".

وبين المهدي "أن من يود القتال تحت تغطية الروس قد انقلب على عقبيه، فهو كمن يتعامل مع النظام لا فرق بين الاثنين، بل روسيا أشد عداء لهذا الشعب، ولا يمكن لثائر أو مجاهد التعامل معها، فمن يتعامل معها فهو خائن".

بدوره، يرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية رامي الدالاتي، أن مكاسب "هيئة تحرير الشام" من تفاهمها مع الأتراك كثيرة، فقد "ظهرت كقوة كبرى وحيدة يمكن التفاوض معها وغيبت كل الفصائل الأخرى، وأثبتت الهيئة مصداقية وحقيقة التغيرات الفكرية التي انتهجتها‏، وكسرت الحاجز الدولي لكي يتم التعامل معها".

اقرأ أيضا: ما الهدف من التواجد العسكري التركي في إدلب؟ (إنفوغرافيك)

ويستبعد الدالاتي في حديثه لــ"عربي21" "أي مواجهة مستقبلية بين الأتراك وهيئة تحرير الشام، فالأخيرة ليس لديها أجندة عداء ضد تركيا، ولا تشكل خطرا مباشرا على أمنها القومي، وليس من مصلحة الأتراك الصدام معها عسكريا، وتحمل تبعات ذلك وتكرار تجربة تنظيم الدولة بحصول تفجيرات داخل تركيا وقلقلة الوضع الاجتماعي والاقتصادي".

ويقول: "‏في المرحلة الحالية لن يدخل درع الفرات ولن يتعامل الجيش الحر بسلبية مع الهيئة‏، كما أن الأتراك لم يقدموا على هذه الخطوة دون إعلام الروس وموافقتهم الضمنية بذلك وتعهدهم بمتابعة الأمر بدقة".

وأكد أن المرحلة القادمة "ستشهد تطورات بخصوص الإدارة المدنية"، موضحا: "‏أعتقد في المرحلة القادمة سيعاد تفعيل الإدارة الذاتية وستحل الفصائل نفسها، وستكون مخرجا جيدا للهيئة وللأتراك على حد سواء، حيث أن الهيئة‏ أثبتت قوتها المركزية وقدرتها على لجم الأجنحة المتشددة الممانعة لدخول تركيا".

"إنهاء تحرير الشام"

في المقابل، يقلل الناشط السوري محمد الأمين، من نتائج التفاهم، ويقول إن "أي اتفاق لا ينهي تحرير الشام ليس للثورة فيه مكاسب، فمصلحة الثورة تكون بالتخلص منها".

ويعتبر الأمين في حديثه لـ"عربي21" أن "الاتفاق ليس واضحا، فهو بحسب تحرير الشام، يشمل نقاطا لتركيا ضد أكراد عفرين، ولو كان الأمر كما تقول تحرير الشام لقاتلت تركيا أكراد عفرين من أرضها أو انطلاقا من عزاز".

ويضيف: "فصائل درع الفرات قادمة، فتركيا لا تريد التضحية بجنودها وتريد الاستعانة بهذه الفصائل وتمهد لهم بالمدفعية الثقيلة كما حصل في المواجهة مع تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن هناك "حربا قادمة ضد هيئة تحرير الشام وإخراجها من إدلب".

اقرأ أيضا: جدل حول النقاط التي سيتمركز بها الجيش التركي في إدلب

ويختم بالقول: "لا يمكن للعالم أن يترك تحرير الشام في إدلب، فإذا لم تقاتل تركيا تحرير الشام فالأكراد سيتقدمون بدعم أمريكي وهذا أمر مرعب لتركيا، كما أن النظام قادم بدعم روسي وهذا كله سيدفع تركيا لقتال تحرير الشام".

اتفاق غير واضح

القيادي العسكري المقرب من هيئة تحرير الشام "أبو خالد السوري"، يرى من جهته أن بنود الاتفاق إلى الآن غير واضحة، "لكن الأتراك سيكون لهم في بعض المناطق نقاط فصل بموجب اتفاق الأستانة، وهذه النقاط هي غير النقاط القريبة من الأكراد، ويبقى للهيئة مناطق بعيدة عن تركيا بحيث تستطيع الهيئة أن تقوم فيها بمعارك ضد النظام".

ويقول السوري في حديث لـ"عربي21" إن "هناك بعض نقاط المصالح بين الثورة وتركيا التقت، علما أن تركيا دُفعت للتدخل وهي لا تريد ذلك، كما أن الهيئة دُفعت للقبول بالتدخل التركي، والخطوات القادمة هي التي ستحدد مكاسب التدخل التركي من مضاره".

ولفت السوري إلى وجود "تسريبات عن دخول بعض فصائل درع الفرات في بعض المناطق بتوافق مع الهيئة، علما أن تركيا تريد تحسين وضع درع الفرات، حيث تعاني من بعض هذه الفصائل الموجودة بريف حلب الشمالي لأن من بينها من يتبع أمريكا"، حسب تعبيره.

التعليقات (1)

من هم الخونة

الثلاثاء، 17-10-2017 12:48 ص

عبد الرزاق المهدي يقول أن (من يتعامل مع تركيا فهو خائن)، إذًا تركيا خائنة، فهي على رأس من يتعامل مع تركيا ويساندها في حربها على أهل السُّنة في الشام، كما تساند تركيا حرب أمريكا على أهل السُّنة في العراق!