استنكر الائتلاف السوري المعارض ومجالس وفعاليات شعبية محلية بريفي
حلب الشرقي والشمالي
الاقتتال الذي نشب بين فصيلين مشاركين في "عملية درع الفرات" بعد خلافات على إدارة معابر تجارية في المنطقة.
وعلى وقع الاتهامات المتبادلة بين الفصيلين بالمسؤولية عن التوتر دارت اشتباكات متقطعة بين "الجبهة الشامية" وبين فصيل "السلطان مراد" في منطقة الحمران قرب بلدة الغندورة وفي قرية تركمان بارح.
وقالت مصادر محلية، إن الاشتباكات نشبت بسبب خلافات بين الفصيلين على إدارة المعابر التجارية، أي المعبر الإنساني في منطقة الحمران الذي يربط مناطق المعارضة بقوات
سوريا الديمقراطية "قسد"، ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.
وكانت الجبهة الشامية، أعلنت الأسبوع الماضي عن تسليمها معبر باب السلامة الحدودي إلى الحكومة المؤقتة بشكل كامل.
وأشارت مصادر إلى أن جهود الوساطة المحلية والمؤسساتية، التي يقودها شخصيات من المجلس الإسلامي السوري فشلت في احتواء الاقتتال، بسبب تعنت قيادات الفصيلين على حد وصفها.
وبينما لم تتضح بعد حجم الخسائر البشرية الناجمة عن الاشتباكات التي تدور منذ صباح أمس الأحد، ذكر مصدر ميداني لـ"
عربي21" أن عدد القتلى نتيجة الاشتباكات وصل إلى 4 من الجانبين.
وأوضح المصدر أن محاولات الاستحواذ على القرار العسكري بمناطق عملية درع الفرات بين "الشامية" و"السلطان مراد" يعد أحد أبعاد التناحر الجاري من دون أن يستبعد المصدر وجود أبعاد أخرى متعلقة بالأطراف الدولية والإقليمية الداعمة للفصيلين.
ومساء الأحد، امتدت الاشتباكات إلى بلدة قباسين بالقرب من مدينة الباب، حيث دخلت مجموعات تابعة لحركة أحرار الشام على خط الاشتباك إلى جانب الجبهة الشامية، وهاجمت مقرات تابعة لفرقة الحمزة الحليفة للسلطان مراد.
وشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما لاذعا على الفصيلين، متهمين القيادات بـ"القتال لأجل المال والنفوذ، وليس من أجل أهداف الثورة السورية"، على حد قولهم.
واستنكر آخرون الاقتتال الحاصل بين الفصائل، لا سيما أن الاقتتال جاء متزامنا مع الوقفات الغاضبة التي نظمها سوريون في غالبية عواصم العالم تحت مسمى "يوم الغضب السوري".
من جانبه ناشد تجمع المجالس المحلية في ريف حلب الشمالي الشرقي، الفصائل المتقاتلة وقف الاقتتال، معتبرا في بيان وصل لـ"
عربي21"، أن "الاقتتال بين إخوة الدم، مصدر سعادة لأعداء الثورة".
من جانبه، أعلن فيلق الشام عن استعداه للتوسط لوقف الاشتباكات، وقال في بيان وصل "
عربي21" نسخة منه: "لقد آلمنا وآلم كل حر شريف ما حصل بين إخواننا الذي قد يؤدي إلى حرف البوصلة في وقت نحن نحتاج فيه إلى وحدة الصف".
في غضون ذلك، دعت الحكومة المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف السوري المعارض، الفصائل المتقاتلة إلى إنهاء الخلاف ووقف القتال.
ووجهت الحكومة في بيان دعوة لحضور اجتماع عاجل تحت مظلة وزارة الدفاع لإنهاء التوتر الحاصل بين إخوة الثورة والسلاح، على حد وصف البيان.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، أعلنت الجبهة الشامية في تسجيل صوتي منسوب لقائدها حسام ياسين، عن استجابتها لدعوة الحكومة المؤقتة، وعن إيقاف جميع أنواع العمليات القتالية من جانب الجبهة.
وفي التسجيل الصوتي طلب ياسين من عناصر الشامية المحافظة على نقاطهم، والإبقاء على حالة الاستنفار.
من جانبها، أكدت القيادة المشتركة لفصيل السلطان مراد، "دعمها وتأييدها لتغليب لغة الحوار"، بحسب بيان صادر عنها.