نشر موقع "المركز الفرنسي للبحث الاستخباراتي" تقريرا، تطرق من خلاله إلى البرنامج الروسي لتصنيع
غواصات نووية هجومية من الجيل الرابع، ويطلق عليها اسم "مشروع 885 آم".
ومؤخرا، عمدت موسكو إلى التسريع في عملية إنجاز هذا المشروع، بعد أن تعطل نتيجة صعوبات تقنية وتمويلية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إنه من المتوقع أن تصل سرعة هذه الغواصة الروسية إلى قرابة 35 عقدة، كما يمكنها الغوص في عمق 600 متر. ومن المنتظر أيضا أن تبلغ طاقة استيعابها 90 شخصا.
وأكد الموقع أن هذا النوع الجديد من الغواصات سيكون مجهزا بثمانية أنابيب إطلاق عمودي. ومن المرتقب أن تكون هذه الغواصات مصممة لاستيعاب صواريخ كروز من نوع "سمبسون 3 كاي-10" بعيدة المدى. وتتمتع بعض نماذج هذه الصواريخ من نوع بحر- بر؛ بالقدرة على الوصول إلى أهداف على بعد يصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر. وقد استخدمت هذه الصواريخ سابقا في سوريا، حيث تم إطلاقها من غواصات الديزل الكهربائية "فارشافيانكا"، إلا أنها لم تحقق الكفاءة التكتيكية المرجوة.
وأشار الموقع إلى أن هذه الغواصات سيتم تجهيزها أيضا بصواريخ مضادة للسفن من نوع "أونيكس"، وذلك في حال أسند لها مهمة تنفيذ عمليات بحرية بحتة. وقد نشر مقطع فيديو على موقع "تويتر" في 16 من نيسان/ أبريل سنة 2017، يكشف وجود عدة فتحات على جانب الغواصة من جهة المصعد.
وهذه الغواصات تحتوي على أربع فوهات أفقية عيار 650 ملم؛ قادرة على استيعاب صواريخ مضادة للسفن من نوع "ب- 800 أونيكس"، إضافة إلى أربع فوهات أخرى من عيار 533 ملم قادرة على إطلاق طوربيد مجوف من طراز "شكفال". كما يمكن استخدامها في إطلاق الألغام البحرية، وصواريخ كروز "آر بي كاي-7"، وطائرات من دون طيار قادرة على الغوص. وقد أوردت موسكو في الوثائق الخاصة بتصنيع الغواصات أنها تعتزم إنشاء عشرة فوهات من عيار 533 ملم.
وذكر الموقع أن هذه النماذج من الغواصات؛ تتميز بطول يصل إلى 120 مترا، وتزن 9.7 أطنان عندما تطفو على السطح، أو 13.5 طنا عندما تغوص تحت الماء. وتتسم هذه الغواصات بسرعة كبيرة يمكن أن تصل إلى 35 عقدة. إضافة إلى ذلك، تتمتع بقدرة على الغوص إلى عمق 600 متر، أي تقريبا ضعف ما تصل إليه الغواصات الأخرى من الفئة نفسها.
ومن المتوقع أن تتميز هذه الغواصات بالقدرة على العمل لمدة طويلة، كما بإمكانها أن تحمل طاقما يتألف من 90 شخصا، ويشير ذلك إلى القدرة التشغيلية التي توفرها هذه الغواصات. ومن هذا المنطلق، سيشكل هذا الجيل الجديد تهديدا كبيرا لأية مجموعة من حاملات الطائرات المعادية.
وتناول الموقع النوع الأول من هذه الغواصات، ألا وهي "زيردريايي كاي-550"، التي انطلقت محاولات تصنيعها سنة 1993، ولم تبدأ رسميا سوى مع حلول سنة 2010. وبعد خوضها عدة تجارب، تم تزويد القوات البحرية الروسية بهذه الغواصة في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2013، لكن لم يتم دمجها بصفة رسمية إلا في 17 من حزيران/ يونيو سنة 2014.
وتجدر الإشارة إلى أن
روسيا كانت تطمح إلى تصنيع حوالي 30 غواصة من هذا النوع، ولكن العدد تراجع إلى سبع غواصات فقط الآن، وهي في طور الإنجاز. أما بالنسبة لكل من النوع الثاني، الذي يحمل اسم "كازان كاي-561"، والثالث "نوفوسيبيرسك كاي-573"، فسيكونان في الخدمة خلال سنة 2018، كما سيتم تعزيزهما بغواصات من نوع "كراسنويارسك كاي-571"، "وأرخانغلسك"، "وبيرم"، "وأوليانوفسك".
وأفاد الموقع أنه بعد كارثة الغواصة "كورسك" التي وقعت في 12 آب/ أغسطس 2000، بقي أسطول الغواصات الروسية في حالة إيقاف تقريبا إلى حدود سنة 2008. أما في الوقت الحاضر، فاستعادت الغواصات الروسية نسقها، في ظل تنفيذها لدوريات بحرية كما كان عليه الأمر خلال عهد الاتحاد السوفيتي.
وأكد الموقع أن أسطول الغواصات الروسية يحتاج إلى عملية تحديث لمواكبة طموحات الكرملين، حيث يتألف حاليا من 13 غواصة صواريخ بالستية، إضافة إلى اثتنين منها في الاحتياط، و24 غواصة نووية هجومية، إضافة إلى أربع في الاحتياط. فضلا عن ذلك، يتكون الأسطول من 23 غواصة مجهزة بدافع كلاسيكي، ثلاث منها في الاحتياط، إضافة إلى ثلاث غواصات تحت تصرف القوات الخاصة، واحدة منها في الاحتياط.
وأشار الموقع إلى أن موسكو اتخذت منذ مدة خيارا استراتيجيا يقتضي التخلي عن استخدام حاملة الطائرات، والاعتماد بدلا من ذلك على قوة تنبثق من تحت الماء، دون أن تعبأ الحكومة بالقيود التي تفرضها ميزانية الدولة لإنجاز هذا المشروع.