وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وقوع أكثر من 43 مجزرة، وما لا يقل عن 92 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية من قبل أطراف مشاركة في النزاع بسوريا.
وسجّلت الشبكة، في تقرير لها أمس الأربعاء، عودة قوات النظام السوري والروس إلى تصدّر بقية الأطراف في الاعتداء على المراكز الحيوية، حيث احتلت القوات الروسية المرتبة الأولى بعد تراجع استمر 4 شهور بـ 55% من حوادث الاعتداء، فيما حلّت قوات النظام في المرتبة الثانية بـ 28% منها.
وقد وثَّق التقرير 686 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية منذ مطلع عام 2017، في حين سجّل 92 حادثة في أيلول/ سبتمبر الماضي، توزعت حسب الجهة المستهدفة إلى 30 حادثة على يد قوات النظام السوري، و50 حادثة على يد القوات الروسية، و6 على يد قوات
التحالف الدولي، و2 على يد كل من تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام، و1 على يد كل من قوات الإدارة الذاتية، وجهات أخرى.
وفصّل في المراكز الحيوية المُعتدى عليها، حيث توزعت على 31 نقطة بنية تحتية و14 من المراكز الحيوية التربوية، و13 من المراكز الحيوية الدينية، و6 مربعات سكانية، و25 مركزا طبيا و3 مخيمات.
وطالب التقرير"مجلس الأمن الدولي بإلزام النظام السوري بتطبيق القرار رقم 2139 الخاص بإيصال المساعدات لمناطق الصراع، وبالحد الأدنى إدانة استهداف المراكز الحيوية التي لا غنى للمدنيين عنها"، مشدّدا على "ضرورة فرض حظر تسليح شامل على الحكومة السورية، نظرا لخروقاتها الفظيعة للقوانين الدولية ولقرارات مجلس الأمن الدولي".
كما طالب الضامن الروسي بضرورة ردع النظام السوري عن إفشال اتفاقيات خفض التصعيد، والبدء بتحقيق اختراق في قضية المعتقلين عبر الكشف عن مصير 76 ألف مختفٍ قسريا، مطالبا الدول الداعمة للمعارضة المسلحة بإيقاف دعمها للفصائل عديمة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وسجّلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكثر من 43 مجزرة في أيلول/ سبتمبر الماضي، ارتكبت قوات النظام السوري منها 18 مجزرة، تلتها القوات الروسية بـ 14، فيما ارتكبت قوات التحالف الدولي 10 مجازر، وارتكب تنظيم الدولة مجزرة واحدة، لافتا إلى وقوع ما لايقل عن 286 مجزرة ارتكبتها الأطراف الرئيسة الفاعلة في
سوريا منذ مطلع عام 2017.
وأشار التقرير إلى أن 63% من المجازر التي ارتكبتها قوات الحلف السوري الروسي كانت في محافظة دير الزور، في حين كانت 50% من مجازر قوات التحالف الدولي في محافظة الرقة.
وبحسب التقرير، فإن قوات النظام السوري ارتكبت 10 مجازر في دير الزور، و3 في إدلب، و2 في كل من حماة وريف دمشق، و1 في حمص. فيما ارتكبت القوات الروسية 10 مجازر في دير الزور، و3 في إدلب و1 في حلب. وارتكبت قوات التحالف الدولي 5 مجازر في الرقة و4 في دير الزور، و1 في الحسكة. فيما ارتكب تنظيم الدولة مجزرة واحدة في محافظة الرقة.
وفصّل التقرير في حصيلة ضحايا المجازر خلال الشهر الماضي، حيث بلغ عدد ضحايا المجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري 177 شخصا، بينهم 53 طفلا، و37 سيدة. أما حصيلة ضحايا المجازر التي ارتكبتها القوات الروسية فقد بلغت 152 مدنيا، بينهم 46 طفلا، و29 سيدة. بينما كانت حصيلة ضحايا المجازر التي ارتكبتها قوات التحالف الدولي 96 مدنيا، بينهم 37 طفلا، و18 سيدة. وبلغت حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبتها تنظيم الدولة 5 مدنيين، بينهم 3 أطفال، و1 سيدة.
وتسبّبت المجازر خلال عام 2017 بحسب فريق توثيق الضحايا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان في مقتل 430 شخصا، بينهم 139 طفلا، و85 سيدة (أنثى بالغة)، أي أن 53% من الضحايا هم نساء وأطفال، وهي "نسبة مرتفعة جدا، وهذا مؤشر على أن الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحق السكان المدنيين"، بحسب نص التقرير.
وأوصى التقرير بإحالة "الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، والتوقف عن تعطيل القرارات التي يُفترض بالمجلس اتخاذها بشأن الحكومة السورية؛ لأن ذلك يرسل رسالة خاطئة إلى جميع الدكتاتوريات حول العالم ويعزز من ثقافة الجريمة"، داعيا لفرض عقوبات عاجلة على جميع المتورطين في الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان.
كما طالب بإلزام الحكومة السورية بإدخال جميع المنظمات الإغاثية والحقوقية، ولجنة التحقيق الدولية، والصحفيين وعدم التضييق عليهم.
وأشار التقرير إلى ضرورة "إدراج الميليشيات التي تحارب إلى جانب الحكومة السورية، والتي ارتكبت مذابح واسعة، كالميليشيات
الإيرانية، وحزب الله اللبناني، والألوية الشيعية الأخرى، وجيش الدفاع الوطني، والشبيحة على قائمة الإرهاب الدولية".